فاطمة الزين هاشم
الحب الصادق هو كنبتة ترعاها وترويها وتقلم أغصانها عند الضرورة، وتضع لها المقويات بقلبك قبل يدك كي يطفو على شكلها، الحب انسكاب فـي الآخر تغذيه الأحلام الرومانسية الجميلة، لكن فـي عالمنا العربي الذي جئنا منه الرومانسية تعني العشق مع التخلف، أي الهروب من الحياة الى الأوهام، وإذا أحبت المرأة تعتبر ساذجة أو (وقحة) منخرطة فـي صفوف المتخلفـين الحالمين، دون الالتفات الى الجانب العاطفـي الذي هو أساس السعادة وديمومة الحياة الهانئة.
لفتت انتباهي منذ أيام محاورة على إحدى القنوات الفضائية بين إحدى الممثلات التي تدير حلقة خاصة عن الحب والحياة الزوجية وبين مذيع معروف فـي إحدى القنوات الشهيرة، وكان السؤال لماذا لا يقول الرجل الشرقي لزوجته أحبك، هل هذا انتقاص من رجولته أم بخل عاطفـي وتقنين للمشاعر، هذا إن بقيت أصلا بعد الزواج، قال الضيف: يمكن أن يقوم الرجل بأفعال تدل على حبه لها وليس من الضروري أن يقول لها صراحة أنا أحبك أو أعشقك.
ثم دار نقاش حام جداً شاركت فـيه المشاهدات المحرومات من العاطفة والحب المفترض وجوده بين الزوجين، وأثناء الخطوبة يمطر الرجل خطيبته بالكلام المعسول والغرام الملتهب والعواطف الجياشة والوعود بالوفاء والسعادة الأبدية، وما أن تصبح فـي بيته حتى تأخذ مكانها كواحدة من الكماليات فـي المنزل، فقد ينحصر دورها فـي المطبخ وانجاب الاطفال، أما العواطف فتنتقل إلى إمرأة أخرى سواء أكانت زميلة عمل أو جارة أوصديقة الزوجة، أو ممن يجدن تصيد الرجال على مواقع التواصل الإجتماعي وتكون فـي نظره سيدة استثنائية لم ينجب الزمن مثلها، ويغدق عليها ماله وعواطفه، وتصبح العشيقة التي لايمكن الإستغناء عنها، وإن سئل يتذرع بأن زوجته مشغولة عنه بالبيت والأولاد أو مريضة لاتستطيع إعطاءه حقه الشرعي، لذلك يبحث عنه خارج عش الزوجية، فـيكون له طعم آخرونكهة خيانة مميزة تشبع طموحه وتثبت فحولته المصطنعة التي تتنشط بحبة زرقاء،إن هذه خيانة، يدفع الرجل ثمنها غاليا من إستقرارأسرته وسعادة أولاده.
افتحوا قلوبكم للحب الصادق وشرعوا نوافذكم للنوايا الحسنة، واغمروا زوايا
وحنايا بيوتكم بالحب والصدق والأمان، وعطروا أفواهكم بالكلام الجميل واسقوا حدائقكم بمياه الفرح والوفاء كي لايبقى مكان للجفاف العاطفـي فـي بيوتكم.
Leave a Reply