إنكستر – خاص صدى الوطن
حينما زارت نجاح بزي وهي ممرضة متعددة الثقافات وناشطة إجتماعية، عائلة لاجئة لديها طفل يعاني من مرض مزمن عام 1996 لم تجد فـي منزل تلك العائلة أية قطعة من الأثاث, كان الطفل الرضيع يرقد ملفوفا بمناشف بيض, وكان والدا الطفل يوفران له الدفء بمدفأة محمولة, وكانت ثلاجتهم عبارة عن صندوق من الفلين تحفظ بداخله الأطعمة والمشروبات, أدركت بزي حجم المعاناة أمام هذا العائلة وعائلات لاجئة كثيرة فـي ديترويت الكبرى.
وقالت بزي «تمالكت نفسي حتى لا أجهش بالبكاء لمدى معاناة تلك العائلة, كنت منزعجة لوجود هذا الحجم من الحرمان ولكنني قررت فعل شيء حيال هذا الفقر المدقع». بدأت بزي بالعمل مع المؤسسات الدينية والمدنية والمحلية لتوفـير الغذاء والملابس والأثاث للعائلات المحتاجة, وتطورت جهودها عبر السنوات لتشكل منظمة خيرية تحت مسمى «زمان إنترناشونال» والتي يصل عدد موظفـيها الآن الى 17 وعدد المتطوعين فـيها 3000 وتتضمن برامج تقدم من خلالها المساعدات لآلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة.
أسست «زمان إنترناشيونال» كمنظمة غير ربحة عام 2004 والأن بصدد نقل مقرها الرئيسي من ديربورن الى مدينة إنكستر المجاورة حيث المقر الجديد البالغ مساحته 40 ألف قدم مربع تقدم فـيه جميع الإحتياجات اللازمة للنساء المهمشات وأطفالهن. كان باديا على بزي وهي المؤسس والرئيس لهذه المنظمة التحفز والبهجة وهي ترافق مندوب «صدى الوطن» بجولة فـي أرجاء المقر الضخم وتشير الى ما سيقدم هنا وما يقدم هناك من مساعدات للفقراء, ومن المقرر إفتتاح هذا المركز الشهر المقبل حيث سيوفر ايضاً برامج لتعليم اللغة الإنكليزية وتعليم الخياطة للنساء, وقالت بزي «نسعى الى تدعيم إستقرار العائلات من خلال التعليم».
وقالت بزي سيضم المركز قسما للطعام تقدم فـيه الوجبات على مدار اليوم, وستكون المكاتب فـي الطابق العلوي, وهناك مساحة مخصصة للمتطوعين وأقسام للملابس وأخرى للأثاث, وأكدت بزي أن الناس سيكون بإمكانهم إختيار الملابس والأثاث بأنفسهم. ولدى «زمان» شاحنتان تجوبان ديترويت الكبرى لجلب التبرعات وتوزيعها على المحتاجين بما فـي ذلك الطعام ومنتجات المخابز والبقالة, ويوضح موقع «زمان» على شبكة الإنترنت بأنه وزع 320 ألف وجبة ساخنة على مدار السنوات الماضية.
فـي عام 2005 أطلقت الجمعية برنامجا لمساعدة العائلات الفقيرة فـي نفقات دفن الموتى من الأطفال وذلك بعدما إتضح لبزي بأن هناك 200 من جثامين الأطفال ترقد فـي ثلاجات المستشفـيات ولا تجد من يدفنها, ومنذ ذلك الوقت تحملت الجمعية نفقات دفن 37 من جثامين الأطفال. وقالت بزي أنها تنوي تسجيل الجمعية كمنظمة غير ربحية بهدف توسيع نطاق عملها, وأكدت أن كونها مسلمة ملتزمة لا يمنعها من تقديم الخدمات لجميع الناس بغض النظر عن دينهم وثقافتهم وأصولهم. وأوضحت بزي أنها كانت تنوي إطلاق إسم «سلام» على الجمعية إلا إنها غيرت رأيها فـي آخر لحظة وكأن هاجسا همس فـي أذنيها «زمان» ويعني ايضاً بالعربية «الوقت» وأن علينا مساعدة بعضنا البعض فـي هذا الزمان.
إنطلقت برامج الجمعية خارج حدود جنوب شرق ميشيغن الى المجتمعات فـي القارة الأفريقية لتنقية مياه الشرب وقالت كايل زيون وهي مسؤولة فـي الجمعية إننا نتلقى طلبات للمساعدة من العديد من الجمعيات والمدارس المحلية والدوائر الحكومية, مؤكدة أن الحاجة لمساعداتنا تطورت فـي السنوات الأخيرة بسبب تدفق اللاجئين من بلدان فـي الشرق الأوسط. من جانبها قالت نانسي تيتوس وهي مديرة احد البرامج فـي الجمعية إن معظم المتطوعين مروا بظروف قاسية فـي الماضي وجاؤوا ليردوا جزءا من الجميل للمجتمع, واضافت «ان الموظفين فـي الجمعية غير متفانين فـي العمل وحسب بل سعداء بعملهم ويقدمون الخدمات للمحتاجين بطيبة نفس» وقالت «من يجرب العمل فـي هذه الجمعية لا يغادرها قط». للتبرع بالأثاث والطعام والملابس والمال والتطوع فـي جمعية «زمان» يرجى الإتصال 3135513979.
Leave a Reply