واشنطن – فـي أول خطوة من نوعها قدمت سبع جماعات أرثوذكسية يهودية بالتعاون مع منظمة إسلامية للحقوق المدنية ومكتب محاماة مختص بالحقوق العامة ودعم الحرية الدينية، ملخصاً قضائياً هذا الاسبوع لدى المحكمة العليا فـي الولايات المتحدة يدعم مراهقة أميركية مسلمة رفضت شركة «أبركرومبي وفـيتش»(Abercrombie & Fitch) توظيفها لأنها ترتدي غطاء للرأس (محجبة).
وقد كانت سامانثا العوف فتاة صغيرة عمرها ١٧ عاماً عندما رفض متجر شركة الملابس العملاقة فـي مدينة تولسا، بولاية أوكلاهوما، توظيفها.
وفـي هذا الصدد قال وليام بورغيس، محامي من قبل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية الذي قدم الملخص «إنَّ أي عضو فـي اي ديانة يحتاج إلى ترتيبات دينية معينة، سيوضع فـي موضع سيء خلال مقابلة التوظيف لو قام بطلب هذه الترتيبات». وأضاف «هذا سيمنح العذر لأصحاب العمل ليجدوا متقدم وظيفة اخر». واعترف موظفون فـي شركة الملابس أن العوف لم تُقبل بسبب حجابها لأنها «لم تستوفِ شروط المنظر الخارجي التابعة للشركة التي تفرض على موظفـي المبيعات مراعاة الرداء الجماعي الكلاسيكي المتعارف عليه فـي الساحل الشرقي» وفقا للمذكرات القضائية.
وادعت الشركة ان موظفـيها لم يكونوا يعرفون انها ترتدي الحجاب لأسباب دينية.
وقال ناثان لوين، من بين الذي قدموا المذكَّرة القضائية كصديق المحكمة نيابةً عن الجماعات اليهودية الأرثوذكسية «هذه هي تجربة مشتركة مع الكثير من الأشخاص الآخرين المتقيدين بيوم السبت أو الذين يرتدون القلوسة اليهودية «يامكا»، الذين يتقدمون بطلب وظيفة ويتم رفضهم لانهم مجرد إزعاج لأصحاب العمل». وأضاف «من المهم لهذه الجماعات اليهودية الأرثوذكسية ان تعبر عن دعمها لهذه المرأة المسلمة التي كانت قد مرت بتجربة مماثلة». وذكر الحاخام غيرشون تننباوم، مدير تحالف الحاخامية الأميركية، إحدى المجموعات الأرثوذكسية التي انضمت لتقديم ملخص للمحكمة العليا، ان حكم المحكمة يمكن أن يؤثر على اليهود الأرثوذكس الذين يرتدون أغطية الرأس والستر. وأردف «نحن نبحث فـي احتمال انتهاك حرية الدين. وهذا له تداعيات كبيرة، لا بد من حلها».
ورفعت «لجنة تكافؤ فرص العمل الأميركية» دعوى قضائية على متاجر «أبركرومبي وفـيتش» وفازت بحكم قدره ٢٠٠٠٠ دولار بسبب انتهاكات قانون الحقوق المدنية الفـيدرالي. ولكن الحكم تم نقضه من قبل محكمة الاستئناف الأميركية فـي مدينة دنفر، قائلةً فـي حيثيات حكمها «ان الشركة غير مسؤولة لأن المراهقة لم تطلب صراحة تسهيلاتٍ دينية».
ووافقت المحكمة العليا للنظر فـي القضية فـي تشرين الأول (أكتوبر). وأمامها الآن مهمة تحديد ما إذا كان على طالب العمل إبلاغ صاحب العمل صراحةً أن ملابسه أو تصفـيفة شعره هي بدوافع دينية وتستدعي مراعاتها، حسب قول المحامي وليام بورغيس، الذي أملى موجز صديق المحكمة لدعم سامانثا العوف. كذلك قدمت منظمة «بيكيت من أجل الحرية الدينية» ومقرها واشنطن العاصمة، أيضاً ملخصاً تطلب فـيه من المحكمة العليا رفض قرار محكمة الاستئناف.
وقال اريك باكستر، كبير المستشارين القانونيين للمنظمة، على «أبركرومبي» أن تعرف أنه لا يمكن التمييز ضد الناس بكل بساطة لأنهم لم يرتدوا يافطة على أجسامهم تقول: «مهلاً، أنا متدينة».
Leave a Reply