ديربورن هايتس – سامر حجازي
البلطجة والتمييز يطالان طالبة عربية أميركية فـي «ثانوية أنابوليس» العامة فـي مدينة ديربورن هايتس, بل إن هذه الطالبة تعرضت للمزيد من الإستهداف منذ تحدثت والدتها فـي هذا الموضوع لـ «صدى الوطن» الشهر الماضي, وقد رفعت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» شكوى الأسبوع الماضي لدى «دائرة الحقوق المدنية فـي ولاية ميشيغن» نيابة عن الطالبة مايا الماوري (14 عاما) التي تم أستهدافها من بعض زملائها.
المحامي نبيه عياد وإلى يمينه الطالبة مايا الماوري ووالدتها نغم بزي أثناء المؤتمر الصحافي (أي آرسي أل) |
وكانت الماوري ووالدتها نغم بزي تحدثتا لـ «صدى الوطن» حول حادثة تعرضها للتحرش فـي 7 من الشهر الماضي من أحد الطلاب فـي المدرسة حيث اعتدى عليها بتلمس صدرها, فردت عليه بتوجيه صفعة اليه لإبعاده عنها, إلا أن إدارة المدرسة بدل أن تعاقب الطالب أوقفت الماوري عن الحضور خمسة أيام بينما أوقفت الطالب المعتدي يومين فقط. وتقع هذه الثانوية فـي الطرف الجنوبي من المدينة وتخضع للمجلس التربوي فـي المدينة, وكانت بزي قررت إلحاق إبنتها بهذه الثانوية منذ إنتقالهما للعيش فـي ديربورن هايتس, والجدير بالذكر أن الثانوية تضم عدداً قليلاً من الطلبة العرب الأميركيين.
فـي الأسابيع التي سبقت تنظيم مباراة بكرة القدم فـي المدرسة تم البدء باستهداف الماوري بعد أن علم زملاؤها بأنها عربية الأصل ومسلمة وأضحت تتعرض للتهريج العرقي من عدد من زميلاتها مثل «هل هناك متفجرات فـي حقيبتك»؟ و «لا تفجري نفسك فـي الصف» ما دفع الماوري الى رفع شكوى لمساعد مدير المدرسة شيريل هاورد والتي طمأنتها بأن الطلاب سيتم معاقبتهم فـي حال الإستمرار بمضايقتها, ولكن الأمر ظل على حاله بل زاد الطلاب من بلطجتهم ضد ماوري، حتى انها أصبحت تتناول وجبة الغداء مع معلمتها تفاديا لأي مواجهة مع زملائها فـي الكافتيريا, بل إن إحدى الطالبات دفعت طاولة بإتجاه الماوري لأنها «وشت» بزملائها لإدارة المدرسة.
وكانت نتيجة إستهدافها بهذه الطريقة أن تراجعت درجات الماوري فـي الدراسة, وبادرت والدتها الى التواصل مع الإدارة بما فـي ذلك المشرف الإجتماعي، ولكن جهودها لم تثمر, فـي حين أوصى المجلس التربوي فـي ديربورن هايتس – القطاع 7 بإنتقال الماوري الى إحدى مدارس ديربورن العامة. وكانت «صدى الوطن» حين علمت باستهداف الماوري قامت بالإتصال بإدارة «ثانوية انابوليس» إلا إن احدا لم يرد. وقد عقد رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» المحامي نبيه عياد جنبا الى جنب مع المدير الميداني فـي الرابطة سامية سرعيني والطالبة الماوري ووالدتها مؤتمراً صحفـيا الخميس الماضي من الشهر الحالي فـي مقر الرابطة حيث اعتبر عياد إهمال إدارة الثانوية لشكوى الماوري مصدر قلق فـي حد ذاته. وعرض عياد لنشرة وزعتها إدارة الثانوية على الطلاب مع بداية العام الدراسي تحثهم على تفادي البلطجة, إلا أنه «يبدو كان يستثني الطلبة من أصول عربية» على حد قول عياد, وقال «على العرب الأميركيين فـي ديربورن هايتس أن يأخذوا مقعدا خلفـيا حين يتعلق الأمر بالحقوق المدنية والمبادىء والسلوكيات الأخلاقية» وأضاف عياد «ان الدليل على ذلك هذه الطالبة العربية الأميركية التي تعرضت للبلطجة وتم الإبلاغ لمساعد مدير الثانوية والإختصاصي الإجتماعي ومدير المنطقة التعليمية, والسؤال: ماذا فعلوا؟ لاشيء!».
وقد تحولت البلطجة الى التخريب حيث تعرض منزل الماوري صبيحة عيد الشكر الى إستهدافه بكرة ألقيت على النافذة وسببت فزعا للماوري ووالدتها, وكانت الكرة ملفوفاً بها ورقة تهديد كتب عليها «كونوا على حذر» وتم الإبلاغ للشرطة إلا أنها لم تباشر تحقيقا فـي الموضوع. وقد أرجع عياد السبب فـي عدم اهتمام دائرة الشرطة بالشكوى التي رفعتها «الرابطة» الأسبوع قبل الماضي ضد بلدية ديربورن هايتس ودائرة الشرطة الى غياب التمثيل العربي الأميركي فـي أجهزة المدينة.
وبحسب عياد فإن «ديربورن هايتس ممثلة بالبلدية والشرطة معروفة بإهمالها التاريخي للسكان العرب الأميركيين», وضرب مثلا بذلك «ان 4 طلبة من الجالية وجهت لهم فـي 2012 تهم نتيجة مشاجرة فـي مباراة للفوتبول, لكن حين كانت الضحية طالبة عربية أميركية إختلفت النظرة», وقال على البلدية التنبه للمشاكل الخطيرة فـي المدينة «لا نريد تكرار حادثة فـيرغسون».
وعلى الرغم من المخاوف القائمة لا زالت الماوري ملتحقة بـ«ثانوية أنابوليس» وهي طالبة مواظبة ومجتهدة إلا أنها لم تعد راغبة بالمشاركة فـي النشاطات الاصفية فـي الثانوية خشية استمرار تعرضها للبلطجة من جانب بعض زملائها, فهناك بضعة أصدقاء فقط لها فـي الثانوية، وقالت «كلما أقترب من الثانوية يخالجني شعور بالبكاء, ولم أعد قادرة على التركيز داخل الفصل وعندما اتمشى فـي الممرات ينظرون لي بنوع من السخرية». من جانبها قالت بزي «أنا قلقة لنوع المعاملة التي تلقاها إبنتي من زملائها, فأنا درست فـي ثانوية ديربورن العامة ولم أواجه يوما معاملة مثل هذه وأضافت هذا يشعرني بالحزن وهذا غير منصف لنا, بل ويجعلني أحيانا أبكي لماذا تمر إبنتي فـي قلق مثل هذا خاصة وأنها ولدت ونشأت هنا».
Leave a Reply