ديترويت – الرشح والسعال والحمى والأوجاع والانفلونزا. هذا ما شهده الكثير من الأطباء فـي منطقة مترو ديترويت فـي غرف الطوارئ والمستوصفات فـي الآونة الأخيرة، مع زيادة طفـيفة فـي زيارات المرضى خلال الاسبوعين الماضيين. انها بداية موسم ليست سعيدة لكثير من الأفراد والأسر قبل عطلة الأعياد وبداية ذروة فصل الانفلونزا. «جميع الفئات العمرية اثبتت الفحوص المختبرية انها مصابة بالانفلونزا، ولقد كانت النتيجة إيجابية (إصابة بانفلونزا) هذا الموسم أكبر من مجمل الموسم الماضي فـي مستشفى «بومونت» فـي مدينة رويال أوك»، قال الدكتور جيمس زيادة، رئيس قسم الطوارئ فـي المستشفى، الذي يعالج المرضى من مقاطعات «وين»، و«أوكلاند» و«ماكومب».
على مستوى الولاية، فإن نسبة زيارات المرضى الى قسم الطوارئ بسبب شكاوى مثل الحمى وآلام فـي الجسم، وصلت إلى مستويات أعلى من المواسم الثلاثة السابقة للإنفلونزا، بينما ظهرت هذه المرَّة أعراض إنفلونزا بمستويات أعلى مقارنة مع المواسم الثلاثة الماضية، كما قالت جنيفر سميث المتحدثة باسم وزارة الصحة فـي ميشيغن، فـي رسالة بالبريد الإلكتروني.
وكذلك أكدت كاثي فورزلي، مسؤولة الصحة فـي مقاطعة أوكلاند «نحن نشهد بالتأكيد زيادة طفـيفة فـي الإنفلونزا فـي وقتٍ مبكِّر قبل بضعة أسابيع أكبر من المواسم الخمسة الماضية، خصوصاً الإنفلونزا من نوع «أي». ومن المتوقع أن يبلغ موسم الإنفلونزا مداه بعد عطلة الاعياد، ولا تزال الجهود قائمة للتطعيم ضد الإنفلونزا».
وأصدرت وزارة الصحة فـي مقاطعة «كينت» بياناً صحفـياً يوم الإثنين الماضي مشيرةً إلى أنها تشهد زيادة فـي عدد حالات إنفلونزا حسب تقارير أقسام الطوارئ ومقدمي الرعاية الصحية مقارنة بما هو الحال فـي هذا الوقت من العام.
وذكرت الوزارة انه قد اشتكى أكثر من ١٠٪ من الأشخاص الذين زاروا أقسام الطوارئ فـي تلك المقاطعة الأسبوع الماضي، من عوارض شبيهة بالإنفلونزا، وكان ستة من أصل ١٠ مرضى ممن شعروا بالمرض تحت سن ١٨ عاماً. وحتى الآن أحصت وزارة الصحة فـي مقاطعة «كينت» ٧٤ حالة مؤكدة توقع ارتفاع العدد الفعلي لأن ليس كل مريض يذهب إلى عيادة طبية أو يتقدم للفحوصات المختبرية وفقاً للبيان.
وعلى الرغم من تدجين فـيروس الانفلونزا، إلا أنَّ الأطباء لا يزالون يحثون على تناول لقاح الإنفلونزا السنوي للجميع لمن هم أكثر من ستة أشهر من العمر، وخاصة الأطفال وكبار السن والذين يعانون من ضعف فـي جهاز المناعة، لحمايتهم من مرض الإنفلونزا أو التخفـيف من آثاره.
واوضحت ماري مازور، المتحدثة باسم مقاطعة «وين»، قسم الصحة العامة، أنه «لا يوجد لقاح للإنفلونزا مضمون ١٠٠٪. الفكرة كلها هي أن تصبح محميا من الإنفلونزا. ومن الأفضل أن يكون لديك بعض الحماية مقابل لا شيء. وعلى الأسرة بأكملها – وليس فقط الأطفال – الحصول على لقاح الإنفلونزا». وبالنسبة للقاح أيضاً فإنه لم يفت الأوان بعد، حسب رأي خبراء الصحة. فإدارة «التحكم والوقاية من الأمراض» (سي دي سي)، أشارت إلى «أنَّْ موسم الانفلونزا بدأ رسمياً فـي الولايات المتحدة، مع ورود تقارير عن الأمراض من المستشفـيات ووقوع الوفـيات كما ومن المتوقع أن تتصاعد وتيرة الأحداث الصحية هذه فـي الأسابيع المقبلة».
وأكد الدكتور باراغ باتيل، الذي يمارس طب الأسرة فـي مجمع أطباء العائلة فـي «سيلفر باين» وله مكاتب فـي مقاطعة «ماكومب»، وجود ارتفاعٍ كبير فـي أعداد المرضى الذين يعانون من مرض الإنفلونزا خلال الاسبوعين الماضيين بالإضافة إلى زيادة العوارض المعروفة مثل التهاب الجهاز التنفسي العلوي والجيوب الأنفـية المعتادة والحنجرة.
وقال انه عالج شخصاً يبلغ من العمر ٤٠ عاماً يوم الجمعة الماضي، ثم عاده ابن الرجل، المراهق يوم الإثنين.
وأردف باتيل «إنَّ المصابين بالإنفلونزا يعدون من هم حولهم قبل ٢٤ ساعة من ظهور عوارض المرض عندهم. ونظراً لهذا الوقت من العام حيث الناس دائماً خارج منازلهم للتسوق، أو لحضور حفلات الأعياد ولا يبقون فـي منازلهم أكثر من المعتاد فإنهم بهذا ينشرون الجراثيم من دون أنْ يعرفوا».
من جهته، ذكر الدكتور ماركوس ديغرو، طبيب الأطفال فـي مستشفى «سانت جون» و«مركز ديترويت الطبي» وطبيب عيادة للأطفال فـي مقاطعة «ماكومب»، انه هو وزملاؤه عاينوا المزيد من الأطفال المرضى فـي الأسبوعين الماضيين أكثر من المعتاد ومعظمهم تقل أعمارهم عن ٦ سنوات من الذين لديهم ضعف فـي جهاز المناعة بسبب العمر. وقال «إذا أنت أو أنا خرجنا لتناول العشاء ولمسنا شيئاً مقرفا نقوم بغسل أيدينا، ولكنهم (الأطفال) إذا تحسسوا شيئاً مقزِّزاً، فإنهم يأكلوه. الاطفال بشكل عام يقومون بأعمال مثيرة للاشمئزاز».الطبيب ديغرو يحكي المباشر وعن معرفة، فلديه ثلاث بنات، أعمارهن تتدرج من ٤ و ٨ إلى ١٠ سنوات.
وحذر الطبيب من السعال الديكي، الذي ينتشر فـي بعض المناطق المجاورة وأنحاء الولاية. ففـي الشهر الماضي، أدى تفشي السعال الديكي فـي مقاطعة «غراند ترافـيرس» إلى مرض ما لا يقل عن ٣٦ من السكان، اثنتي عشرة حالة منها فـي مدرسة واحدة، وفقاً لبيان على موقع وزارة الصحة بالمقاطعة.
ولكن بالنسبة لمعظم الأمراض العادية، مثل نزلات البرد، قال ديغرو، «انها جزء من عملية إنجاب الأطفال».
وينصح خبراء فـي مجال الصحة بأن بعض أفضل الطرق لمكافحة العدوى أو تفادي المرض، هو بتناول الكثير من السوائل، والأكل المنتظم الجيد وممارسة الرياضة، والتطعيم وتنمية العادات الصحية الفضلى كل يوم، خاصة خلال موسم الانفلونزا الذي يأتي فـي الفترة ما بين كانون الأول (ديسمبر) حتى شباط (فبراير) ، على الرغم من أن الموسم بشكل عام يمتد عادةً من شهر تشرين الثاني (أكتوبر) وحتى شهر نيسان (أبريل).
وأشار الخبراء الى ضرورةة بقاء البالغين أو أولادهم فـي المنزل عند المرض، وخاصة عندما تكون هناك حمى أو سعال أو عطس مستمر.
أفضل الطرق للبقاء فـي حالة
صحية جيدة ومنع انتشار العدوى:
١- القاعدة رقم ١ هي غسل اليدين المتكرر (٢٠-٣٠ ثانية) بالصابون والماء قبل وبعد تناول الطعام واستخدام الحمام. وفـي حال عدم توفر الصابون أو الماء، استخدام المطهِّر (سانيتايزر).
٢- تغطية الفم لدى السعال من طرف كوعك لا كفّيك.
٣- إحمِل الأطفال على تمخيط أنوفهم لا نقرها.
٤- امنع الأطفال من مص إبهامهم وقضم أظافرهم ووضع أيديهم فـي أفواههم.
٥- الحصول على الراحة التامة من المدرسة أو العمل والبقاء فـي المنزل عند وقوع حمى أو عطس أو سعال مستمر.
٦- أبقِ المناطق المشتركة نظيفة، مثل مقابض الأبواب والهواتف والطاولات. اغسل وجفف الفرش المصابة والملابس.
Leave a Reply