ناتاشا دادو -صدى الوطن
«سانتا» الذي أطلق النار على شابين أعزلين يمينيين أميركيين يوم ٢١ كانون الاول (ديسمبر) قرب محطة وقود فـي ديترويت، يجري تنصيبه «بطلاً» من قبل أفراد أسرته و«نشطاء» فـي المدينة، الذين يصفون إعتداءه على الناس بانه «دفاعاً عن النفس».
وكان ماركوس ويلدون (٢٦ عاماً) يرتدي زي «سانتا كلوز» عندما سدد تجاه صلاح الرفاعي رصاصة أصابته فـي اليد وتجاه عمَّر الداني رصاصة أخرى أصابته فـي الصدر، وكلاهما يبلغان ٢٩ عاماً، وذلك قرب محطة للبنزين
فـي وسط مدينة ديترويت خلال مواجهة بينه وبين
الرجلين، قيل انها بدأت بعد مشادة مع «صديقته السيدة سانتا كلوز». وعندما ركض أحد الشابيّن المعتدى عليهما نحو سيارته، زعم ويلدون انه كان يخشى بان الشاب ذهب لإحضار سلاح. وعندها فقط قرر اطلاق النار عليه. وتمكن إثنان من عناصر الشرطة الذين كانوا خارج الخدمة من اللحاق بويلدون، الذي ألقي القبض عليه فـي وقت لاحق من قبل شرطي يرتدي الزي الرسمي.
ويواجه ويلدون تهماً متعددة بالاعتداء، بما فـي ذلك الإعتداء بقصد القتل المتعمَّد.
ويوم الإثنين تحدث بعض النشطاء الذين يعرفون الجاني ويلدون فـي مؤتمر صحفـي مدافعين عنه وعن فعلته. وقال ديفـيد بولوك ممثل منظمة «اتحاد التغيير» انه ليس «سانتا كلوز مطلق النار ولم يفعل أي شيء سلبي. فـي الواقع لقد كان ‘سوبر سانتا’ لحمايته لأخت كانت فـي رعايته».
إبراهيم الجهيم، ناشط فـي الجالية اليمنية الأميركية قال من جهته انه لا يعتقد بان التهم الموجهة لويلدون سيتم اسقاطها، وإنه يجب على الجاني أنْ يقضي مدة فـي السجن لإطلاقه النار واصابة اثنين من الرجال العزل ولوذه بالفرار.
وأضاف الجهيم «اعتقد انه يجب ان يدخل السجن مدى الحياة، ونحن كدنا نفقد إثنين من شبابنا، نتيجة لسوء فهم وتقدير من ويلدون؟ لأنه اعتقد أنهما كانا يحملان سلاحاً! لقد كانا من العزل الأبرياء ولم يكن هناك سبب لإطلاق النار عليهما، وإذا كان تصرف كـ«الأبطال دفاعاً عن النفس»، فلماذا سارع الى الفرار إذاً وترك الشابين لمصيرهما المحتوم؟ إنَّ من شيم الإنسان الجيد استدعاء الشرطة، لا تركهما للموت المحتَّم».
وتم تسريح الرفاعي من المستشفى، ولكن لا يزال يتعافى من الإصابة أما الداني فلا يزال فـي غيبوبة.
وكشف الجهيم أنَّ والد الداني توفـي بعد ساعة ونصف فقط من سماعه بنبأ إطلاق النار على ابنه فـي محطة للوقود ونقله إلى المستشفى. وأضاف «ربما مات من أثر الصدمة حول ما حدث لابنه الذي كان تحت رعايته وهذا ليس عدلاً».
الداني متزوج ولديه ابنة لم تتعد السنة والنصف وتعيش فـي اليمن. وحسب الجهيم فإنَّ المغدور الداني انتقل إلى الولايات المتحدة بعيداً عن أسرته لرعاية والده المريض. ولم يخبر أفراد الأسرة «الداني» بوفاة والده بعد، لأنهم يريدون التأكد من انه يتعافى من دون أي قلق.
وقد فقد الداني احدى كليتيه توصف حالته الطبية بالحرجة وهو لا يزال يتعافى من الغيبوبة.
المحامي، غابي سيلفر، رافع بالنيابة عن ويلدون معلناً براءته من التهم فـي جلسة استماع بعد وقت قصير من حادثة الإعتداء. وأبلغ سيلفر القاضي مايكل واغنر أن ويلدون كان يتصرف دفاعاً عن امرأة.
وقال سيلفر للصحفـيين فـي وقت لاحق ان المرأة زميلة للجاني فـي العمل، وكانت ترتدي زي «السيدة كلوز» وربما قد تم دفعها من قبل أحد الرجال. وأضاف ان ويلدون كان يرتدي ملابس «سانتا كلوز» مع شريكته فـي العمل للمشاركة فـي حفل فـي كازينو «أم جي أم غراند» فـي وسط مدينة ديترويت، حيث كانا يعملان.
وخلص الناشط الجهيم معلِّقاً على ذلك «أنه أمر مثير للسخرية وغير قابل للتصديق. لو كان عربي أو مسلم هو من اطلق النار على شخصٍ تركه فـي حالة حرجة ينازع من أجل البقاء، لكنت رأيت الناس يحتجون زرافات زرافات أمام محطة وقود مطالبين بإغلاقها أو لكانوا حولوها إلى قضية عرقية».
Leave a Reply