تحول داء الإنفلونزا إلى مرض قاتل فـي ميشيغن هذا الموسم، فـي الوقت الذي غصَّتْ فـيه بالمئات غرف الطوارئ ومكاتب الأطباء لإغاثة المرضى من القيء والإسهال والسعال والعطس وآلام فـي الجسم.
وتُوفـي أربعة أشخاص على الأقل من البالغين فـي مقاطعة «واشطينو» وخضع ٧٨ من السكان للاستشفاء فـي الأسبوع الماضي – وهذا الرقم يُعادل من نُقلوا الى المستشفى فـي الفترة من شهر أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩ وحتى كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠، فـي ذروة الموجة الثانية من حالات الإنفلونزا المعروفة بـ «إتش وان أنْ وان»، حسب قول لورا بومان خبيرة علم الأوبئة فـي وزارة الصحة بالمقاطعة. وأضافت «لقد تم تتبع هذا المرض لسنوات وهذا أشد إنتقال للمرض شاهدته فـي حياتي وأكثر من أي وقت مضى». وقالت «إنَّ ما يقرب من ثلاثة من أصل أربعة مرضى فـي المستشفى فـي مقاطعة «واشطينو» كانوا بعمر ٦٥ عاماً فما فوق. وكان عمر أصغر الأربعة الذين لقوا حتفهم ٥٥ سنة. إنَّه ضربةٌ لمسنينا الضعفاء». ولكن الشباب هم أيضاً عرضة للعوارض الفتاكة بشكل خاص.
فـي ديترويت، حددت مستشفى الأطفال فـي ميشيغن عيادة المرضى للآباء والأولياء ولمن هم فوق ١٨ عاماً فقط. كما طلب النظام الصحي فـي «جامعة ميشيغن» أيضاً لمن يشعر بالمرض أنْ يتمنَّع عن زيارة المرضى. أحد الاباء فـي «أرمادا» توفـيت ابنته البالغة من العمر ١٥عاماً يوم الإثنين بعد تشخيص الأطباء لها بإصابتها بالانفلونزا والالتهاب الرئوي.
وقال مايك بوروكي إنَّ ابنته، دانييل، كانت تشعر بالمرض بعد يوم من عيد الميلاد وإن أطباء الرعاية العاجلة أرسلوها إلى مستشفى قريب، ثم نُقلت بعد ذلك إلى مستشفى للأطفال، حيث توفـيت فـي وقت لاحق. وقد بدأت عملية جمع التبرعات للأسرة يوم الأحد الماضي.
وذكر الوالد الذي كان يحبس دموعه ويجهد بالكلام «على ما يبدو، لم يتمكنوا من ابقاء رئتيها خالية من السوائل».
ولم تؤكد مستشفى الأطفال ولا مسؤولو الصحة العامة فـي الولاية أية وفـيات إنفلونزا الأطفال بحلول نهاية يوم الجمعة الماضي. وقال بوروكي انه ينتظر نتائج الفحوصات المختبرية التي أجرتها مستشفى الأطفال فـي ميشيغن.
وهكذا بسبب إنتشار الإنفلونزا بات الآتي واضحاً: خطوط الهاتف فـي رنين مستمر وغرف الإنتظار ممتلئة فـي غرف الطوارىء فـي المشافـي وفـي عيادات أطباء الأسرة.
«نحن نشهد إغراقاً لنا وللجميع»، قال الدكتور ريتشارد ريدي، طبيب غرفة الطوارئ فـي مستشفى «مكلارين ماكومب» فـي مدينة «ماونت كليمنس». «لسوء الحظ، فإن موسم الانفلونزا هو بداية تبدأ بالتزايد» أضاف ريدي.
فـي شهر كانون الأول (ديسمبر) سجَّلْتْ مقاطعة «ماكومب» حوالي ٥٧٠٠ حالة لأمراض تشبه الإنفلونزا، بارتفاع قدره حوالي ٤٠٠٠ حالة مسجلة فـي العادة، كما قال الدكتور كيفن لوكار المدير الطبي لقسم الصحة فـي مقاطعة «ماكومب».
«الإنفلونزا هذا الموسم جاءت فـي وقت أبكر من الموسمين الماضيين» قالت كاثي فروزلي الضابطة الصحية فـي مقاطعة «أوكلاند» فـي موسم الانفلونزا.
جزء من المشكلة هو أن سلالة إنفلونزا «إتش ٣ أنْ ٢» قد جنحت وراثياً عندما تم تطوير لقاح الانفلونزا فـي وقت مبكِّر من عام ٢٠١٤. وقد أدرك مسؤولو وزارة الصحة أنَّ الأوان فات لإعادة تصميم اللقاح الذي كان يجري شحنه إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة، حسب قول رئيس المراكز الأميركية «للوقاية ومكافحة الأمراض».
ومع ذلك، فإن اللقاح الحالي هو فعال ضد سلالات أخرى من الإنفلونزا، بما فـي ذلك «إتش وان أنْ وان» وفقاً لمسؤولي الصحة.
ولأن أعراض الانفلونزا هي نفسها لكل انواع الفـيروسات التي يجري معالجتها، يقول الأطباء إنها لا تستحق الوقت والنفقات المالية لتحديد أي فـيروس هو المتفشي خاصة بالنسبة للمرضى الذين هم من البالغين الأصحاء.
والكثير من السكان الذين يتمتعون عادةً بصحة جيدة يمكن علاج أنفسهم فـي المنزل من خلال البقاء مرتوين بالماء مع أخذ حبوب «تايلينول» أو «موترين»، ومراقبة تطور أعراض المرض.
وقال الأطباء انه يتوجب على الأقل استدعاء الطبيب أو أخذ نصيحته فـي حال ساءت الحالة الصحية للصغار جداً أو الكبار الذين يعانون من ظروف صحية مغايرة – مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض القلب والربو والسكري، من بينها.
وقال الدكتور جيم غيتزينغر وهو طبيب فـي الطوارىء يعمل مع نظام «بومونت» الصحي إنَّ هذا أيضاً صحيح إذا كانت ازدادت الظروف سوءاً فجأة، مما قد يكون إشارة إلى وجود التهاب رئوي وعندها ينبغي التماس العلاج الطبي فوراً.
وأردف أنَّ «المرضى الذين يكافحون العدوى الفـيروسية، ببساطة لا يمكنهم معالجة الالتهاب الرئوي كذلك. انها لكمة واحدة لكن مضاعفة». وقال «إنَّ الإنفلونزا يسبب المخاط وهو بيئة مناسبة رطبة للالتهاب البكتيري». فـيكتوريا ايمنهايزر، التي أجرت مؤخراً عملية
جراحية فـي القلب، لها أربعة أحفاد صغار كلهم أصيبوا بعدوى الإنفلونزا. وقد ذهبت إلى مستشفى «بومونت» فـي «رويال أوك». حيث أُعطيت هناك علاجاً للتنفس. كما
علمت أيضاً انها كانت تسعل بشدة الى درجة فتق أحد عضلاتها.
وأكدت «لم أكن أدرك مدى سوء حالتي بسبب الإنفلونزا. أنْ تواصل السعال وتقع فـي الحمى، إنه أمرٌ فظيع».
وأردفت ايمنهايزر التي تعمل فـي قسم الهواتف فـي «بومونت» أنها شهدت مواسم الإنفلونزا تأتي وتذهب على مر السنين وأنَّ الطبيب نصحها بالعودة فـي غضون أيام قليلة للاطمئنان على عضلها المفتوق لكنه أعاد النظر بطلبه، وقال لها إنَّ غرفة الطوارئ كانت مليئة أيضاً بالمرضى.
وختمت بالقول «كما تعلمون، الأفضل البقاء فـي المنزل لتجنب هبوب المرض وأنا لم أر فـي حياتي مركز الطوارئ مشغولاً بهذا الشكل».
أعراض الإنفلونزا
ويأتي مرض الانفلونزا بغتةً وفقاً للمراكز الأميركية «للوقاية ومكافحة الأمراض»، وهنا بعض الأعراض.
بالنسبة للأطفال:
– التنفس السريع أو صعوبة فـي التنفس
– لون الجلد يميل إلى الأزرقاق
– عدم شرب ما يكفـي من السوائل
– عدم الاستيقاظ بسهولة أو عدم التفاعل مع النشاط
– يصبح الطفل سريع التضايق بحيث أنه لا يريد أن يُحمَل
– الأعراض التي تشبه الإنفلونزا تتحسن ولكن بعد ذلك تعود مع الحمى والسعال السيئ مع حمى وطفح جلدي
يجب طلب العلاج فوراً لأي طفل رضيع لديه أي من هذه العوارض الإضافـية التالية:
– إذا كان غير قادر على تناول الطعام
– لديه مشاكل فـي التنفس
– تسيل منه دموع عند البكاء
– لديه حفاضات رطبة أقل بكثير من المعتاد
– لديه صعوبة فـي التنفس أو ضيق فـي التنفس
– يعاني من ألم أو ضغط فـي الصدر أو البطن
– يحس بالدوار فجأة
– يبدو مرتبكاً
– لديه قيء شديد أو مستمر
– لديه أعراض تشبه الإنفلونزا التي تتحسن ولكن بعد ذلك تعود مع حمى وسعال سيء
Leave a Reply