خليل إسماعيل رمَّال
أفتتح العام الجديد ٢٠١٥ أبوابه بوشاحٍ أسود فـي لبنان بوفاة الرئيس عمر كرامي، وهي مصيبة قوم كرامي والوطن كله لكن عمَّتْ فوائدها عند قوم سمير جعجع، قاتل الرئيس الشهيد رشيد كرامي، الذي كان الفقيد يذكره دوماً كسيف مسلَّط على رأس مرتكب الجريمة النكراء.
وكالعادة فـي كل مأتم مهيب أو عرس، لسياسيي مسخ الوطن فـيه قرص حيث يبدأ حبل الدجل والنفاق على غاربه من دون مراعاة أو إحترام لعقول الناس الذين تلبَّد لديهم الإحساس حتى تكاد تظنهم أجداثاً لولا الأنفاس. فقد تدفَّق المعزّون من الذين زاولوا مهنة الوطن الى دارة كرامي لتقديم المواساة والإشادة بخصال وأعمال الفقيد التي كان هؤلاء من أشد المعادين والمحاربين لها فـي حياته. ولعل أكثر ما يغيظ فـي تصاريح المعزِّين بالراحل الوطني الكبير، تصريح فؤاد السنيورة الذي كان وجهه المنافق لا يتجانس مع نعيه، خصوصاً مدحه للشهيد الرشيد وهو المنسِّق الأساسي مع قاتله. لكنه بلد «ملوفك» يترك هكذا سياسي كذَّاب وسارق ومارق مثل معظم السياسيين!
وعلى المنوال نفسه نسج سعد الحريري رسالته متحاشياً استعمال كلمة شهيد للحديث عن الرشيد حتى لا يزعج حليفه الفريد. لقد ارتاح جماعة ١٤ الشهر من خصم شريف ظريف له حيثية إسلامية ووطنية كبيرة، وما مشاركتهم فـي تشييعه إلا من باب الرياء والتزلُّف بعد أنْ هتكوه فـي بداية ثورة «الزرنيخ» وحمَّلوه ظلماً وغيلةً دماء الرئيس رفـيق الحريري.
ولكن قبل الحزن احتفل أهل لبنان، كما العالم، برأس السنة الميلادية وكانوا على رأس المنتشين وكأنهم غير «منتوشين» ويعيشون فـي دولة حضارية مثل السويد من دون مشاكل ولا يحزنون، حيث بلغ سعر البطاقة الواحدة للحفلات الماجنة ١٢٠٠ دولار نقداً وعدَّاً! هذا فـي بلد خربان وجوعان، بينما غذاؤه مليء بالبراز والجرذان!
وكما جرت العادة، تدفُّق سيل التوقعات والتنبؤات من المنجِّمين الكاذبين الذين لم يتوقعوا هبوب العاصفة «زينة» (بالمناسبة، لماذا كل أسماء العواصف أنثوية؟!)، على بلد غير مهيأ للمطر فكيف بالأعاصير والرياح الصفر؟
كذلك مثل كل عام تلهى اللبنانيون بمن هي شخصية العام ٢٠١٤ المرحوم غير المأسوف على شبابه، فأُجريَتْ إستطلاعات الرأي الكاذبة غير العلمية فـي الجرائد والتلفزيونات وهي لا يُعتَدُّ بها لأنَّ لا شيء صادق فـي لبنان ومعرَّض للتلاعُب. لكن برأينا المتواضع لا يستحق لقب شخصية العام، وكل عام، إلا السيِّد حسن نصرالله بتمثيله للأبطال المقاومين حُرَّاس الأمة والشرف والإنسانية فـي الثغور وفـي الداخل والذين يقفون وبالمرصاد للعدو الصهيوني والتكفـيري التابع له ويضعون دماءهم على كفهم فـي العراء والوديان والبراري وبين الصخور فـي الحر وفـي الصقيع، رغم قلة وفاء ونكران جميل بلد عاق وأجناس مريبة متواطئة خائنة بحق أي مقاومة وطنية أصيلة!
أما شخصية العام الثانية فتعود إلى الوزير الشجاع المقدام وائل ابو فاعور بغضِّ النظر عن دوافعه واجندته فـي كشف الفساد الغذائي والصحي فـي الوطن السايب ومن دون النظر إلى ولي نعمته البيك الإقطاعي الإشتراكي. فتحرك ونشاط ابو فاعور حَّرك المياه الراكدة فـي منظومة الفساد المتأصِّلة فـي شبه الوطن وأجبر العديد من المؤسسات الغذائية، التي لا تملك ضميراً ولا إحساساً بالمواطنية، أنْ تُعيد النظر فـي أعمالها المجرمة.
عيدٌ بأي حالٍ عدت يا عيدُ ، أنت لست للشعب المعتر بل للساسة الأنجاس «المناكيدُ»!
Leave a Reply