علي حرب
دعا رئيس بلدية ديترويت مايك داغن العرب الأميركيين للسكن وفتح المحلات التجارية فـي ديترويت وسلط الضوء على التقدم المحرز فـي المدينة منذ توليه منصبه، وذلك خلال إجتماع عُقد فـي دار الحكمة الإسلامية فـي مدينة ديربورن هايتس يوم الجمعة الماضي فـي ٩ كانون الثاني (يناير) . وشارك في الإجتماع رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي الإبن، بالإضافة إلى لفـيفٍ من العلماء المسلمين ونشطاء المجتمع ومشرعي الولاية، ونظَّمت الإجتماع «غرفة التجارة الأميركية العربية في ميشيغن» و«إدارة الأحياء السكنية فـي ديترويت».
داغن يتوسط مشاركين في الإجتماع من بينهم أورايلي وبيضون والمربية نوال حمادة والشيخ محمد علي إلاهي |
وقالت فاي بيضون، المديرة التنفـيذية للغرفة، إن داغن اختار عقد الاجتماع فـي مسجد بعد أن شهد على دور الكنائس فـي إحياء المجتمع المدني فـي ديترويت. وفـي كلمة مقتضبة، رحب الإمام محمد علي إلهي، مرشد دار الحكمة الإسلامية، بالحضور وأدان الهجمات الإرهابية فـي باريس التي وقعت قبل بضعة أيام. وأعرب عن شكره لداغن لتواصله مع الجالية العربية والإسلامية ولقدومه إلى المسجد، كما وصفه بأنه «منقذ ديترويت».
وبدوره انهال أورايلي بالثناء على داغن مشيراً إلى أن رئيس بلدية ديترويت قد تشاور معه حول كيفـية التواصل مع الجالية العربية الأميركية. وأضاف انه أبلغ داغن بأن «غرفة التجارة» هي نقطة البداية. وأردف «لقد اتفقنا على اننا ماضون للعمل معاً لإظهار أن ديترويت وديربورن يمكنهما تشكيل شراكة ويمكن أن تكونا مثالاً يُحتذى لجميع البلديات فـي منطقة ديترويت الكبرى».
مدينة مفتوحة للجميع
وأُعطي الكلام بعدها لداغن فاستهله بالتأكيد على أن انتخابه يثبت أن ديترويت هي موضع الترحيب بالجميع، بغض النظر عن العرق أو الثقافة أو الدين. و فـي عام ٢٠١٣ انتخب داغن أول رئيس بلدية لديترويت أبيض منذ عام ١٩٧٤، وهي مدينة يقطنها غالبية ساحقة من الأفارقة الأميركيين.
وقال «عندما بدأت فـي حملتي الإنتخابية، كان هناك عدد كبير من الناس يقولون إنه من غير المعقول أن يتم انتخابي كرئيس لبلدية ديترويت. لقد افترض هؤلاء أن الديترويتيين سوف لا يرون فـي السباق سوى اللون ولن يصوتوا لي. لكن ما خلا ذلك، أنا قضيت وقتاً كافـياً فـي المدينة لمعرفة انها أصبحت مدينة مختلفة، وأن الناس حتماً سيصوتوا لي».
وردد داغن أن ديترويت منفتحة على الجميع، وسلط الضوء على الجهود فـي مجلس بلدية ديترويت لجعلها مكانا أكثر ترحيباً بالمهاجرين. وأوضح أنَّ علاقته مع الجالية العربية الأميركية تعود إلى الأيام الأولى من حياته السياسية.
وتطرَّق رئيس بلدية ديترويت للحديث عن جهوده لحماية العرب والمسلمين المحليين فـي أعقاب هجمات ١١ أيلول (سبتمبر) الإرهابية عندما كان فـي منصب المدعي العام فـي مقاطعة وين، وأكد«أردت أن أوصل رسالة قوية بأن من المهم أن لا ننسب أفعال حفنة من الإرهابيين إلى الجالية بأكملها».
واستذكر أن المجلس العربي «أكسس» تلقى تهديدات عبر الإنترنت بعد بضعة أشهر من هجمات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١، وانه أصرَّ انذاك على مقاضاة الشخص المسؤول عن هذه التهديدات. وتبين فـيما بعد أنَّ الجاني من مدينة سكرامنتو بولاية كاليفورنيا. وتابع رئيس البلدية انه وجَّه للمشتَبَه به تهمة جنائية تتضمن التهديد بارتكاب جناية، وطلب من حاكم ولاية كاليفورنيا تسليمه. وقد وافق الحاكم على طلب داغن وانتهى الأمر بالمدعي العام داغن انذاك ان يقيم صفقة قانونية مع مرسل التهديدات تتطلب منه أن يقوم بخدمات عمل فـي الجالية لمدة ٩٠ يوماً قضاها فـي «أكسس». ووفقاً لداغن، أصبح المتهم صديقاً مع الناشطين العرب الأميركيين فـي المركز قبل نهاية التسعين يوماً.
تحسين الخدمات
وتحدث رئيس بلدية ديترويت عن برامج العمل لديه فأكد انه يقوم بتنفـيذها لتحسين الخدمات وتطوير نوعية الحياة فـي أحياء ديترويت. واستطرد ان البلدية تقوم بوضع خرائط أحياء بأكملها لتحديد المنازل الشاغرة ثم يُقاضى كل مالك لتلك المنازل للقيام إما باصلاحها أو تسليمها إلى البلدية. ثم يتم بيع المنازل التي يحصل عليها «بنك أراضي ديترويت» لأعلى مزايد على موقع الإنترنيت التالي BuildingDetroit.org، وهو مزاد علني مثل موقع «إي بي»(eBay). المالكون الجدد الذين يربحون المزاد عليهم جعل المنزل قابلاً للسكن فـي غضون ستة أشهر من الشراء. وأضاف داغن «أن بعض المنازل المهجورة فـي المدينة لا تزال قيمة، ولكن المشكلة هي أن الناس فقدوا الثقة فـي الأحياء. إنَّ التصدي للأحياء بأكملها يحل تلك المشكلة لأن مشتري البيوت يعرفون أن الآخرين سوف يقومون بشراء العقارات الشاغرة المتبقية فـي الحي». وتابع رئيس البلدية «أنّ البرنامج يستهدف المناطق المجاورة لمدينة ديربورن وديربورن هايتس، ودعا الحضور للتحقق من ذلك». وأشار«نحن نقول لأبناء هذه الجالية، إذا كان لدى أحد منكم اعتقاد فـي أي وقت مضى بأنه غير مرَّحب به فـي مدينة ديترويت، فهذا الاعتقاد غير صحيح. أريد من الجميع فـي الجالية العربية الأميركية أن يعرفوا، بأنكم مُرحَّب بكم فـي مدينة ديترويت، ويمكنكم شراء منزل جميل لا يكلِّف قدراً كبيراً من المال». وحث داغن الجالية على القيام بأعمال تجارية فـي المدينة، متفاخراً بالتحسينات فـي مصلحتي هندسة المباني والسلامة العامة والبيئة وبتوظيف نائب قائد الشرطة السابق إيريك جونز، ليسهل من عملية التصاريح.
وأضاف «لقد حوَّل جونز هذا القسم إلى دائرة يسودها الانضباط والدقة العسكرية، وهو يقوم بعمل جيد وأنتم سوف ترون نمطاً جديداً فـي تنفـيذ أكثر صرامة للقوانين، والشيء الآخر الذي يجب أنْ تعرفوه هو أنكم إذا قمتم بفتح مصالح في ديترويت فستحصلون على استجابة سريعة وعادلة ونهائية. فـي الواقع المعاملة كلها ستكون مبهِجة». وقال داغن ردَّاً على سؤال حول الجهود المبذولة لتحسين السلامة العامة فـي المدينة، إنَّ قائد الشرطة جيمس كريغ قد «قام بعمل ممتاز». ووفقاً لداغن، تم تخفـيض وقت استجابة الشرطة فـي ديترويت من ٤٥ دقيقة قبل عام إلى ١٩ دقيقة اليوم، وهذا «أعلى قليلاً من المعدل الوطني، ولكن أعلى بكثير مما كان عليه في ديترويت من قبل». وختم بالقول أنه توصل مع كريغ إلى إتفاق مع اتحاد نقابة الشرطة لتوظيف ١٥٠من عناصر الشرطة المتقاعدين للتعامل مع الواجبات الطفـيفة، الأمر الذي يطلق يد المزيد من قوات الشرطة لتكون فـي دوريات سيارة وتتعامل مع حالات الطوارئ. ويسمح الاتفاق نفسه أيضاً بتوظيف المدنيين على الراديو «ديسباتش»، مما يؤدي إلى نقل ٢٠٠ عنصر من الشرطة من وراء المكاتب إلى الشوارع.
Leave a Reply