نبيل هيثم
لا يمكن النظر الى هجوم «شارلي إيبدو» فـي باريس على انه مجرّد حدث ارهابي عابر، فاستهداف المتطرفـين لمجلة ساخرة، وبصرف النظر عن التوجه المتطرف لعلمانيتها – والذي يتبدّى بشكله القبيح فـي الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والمسيحية على حد سواء – واختيار التكفـيريين قلب باريس لتنفـيذ العملية الارهابية، فـي خضم الحرب الجوية التي يخوضها الغربيون ضد تنظيم «داعش» فـي سوريا والعراق، هما بين العوامل التي تجعل من الهجوم الباريسي علامة فارقة، تختلف عن استهداف قافلة ركاب هنا او محطة مترو هناك، حتى بات بالإمكان القول إن العالم قبل «شارلي إيبدو» سيكون مختلفاً عمّا بعده.
صورة من هجوم «شارلي إيبدو» |
قد تكون حالة الجنون التي اعقبت الهجوم الباريسي، والتي تبدّت فـي هجمات «انتقامية» ضد مساجد فـي فرنسا، وحالات «الاسلامو-فوبيا» العابرة للحدود الفرنسية، أشكالاً لرد الفعل المتوقع بعد ما جرى فـي شارع نيكولا أبير فـي الدائرة الحادية عشرة فـي باريس، خصوصاً أن ثمة عوامل مثيرة لهذا الجنون العابر للقارات، ومن بينها ما اظهره جهاديو «داعش» و«القاعدة» من مهارات مثيرة للانتباه، توازي مهاراتهم فـي احداث الحادي عشر من ايلول فـي الولايات المتحدة، وقدرتهم على نشر الخوف على امتداد القارة الاوروبية.
إلا ان ردّة الفعل تلك، وما رافقها من التفاف دولي حول فرنسا من خلال تقدّم 50 من قادة دول العالم مئات آلاف المتظاهرين الذين مشوا فـي «مسيرة الجمهورية»، تمثل علامة فارقة تتجاوز مسألة التضامن الدولي المتستر خلف الدفاع عن حرية الرأي، إذ عكست ازدواجية بالغة فـي التعامل الدولي مع هجمات راح ضحيتها مئات الآلاف فـي بلدان اخرى حول العالم، ليصبح الحلال فـي سوريا والعراق حراماً فـي فرنسا!
ولكن اخطر ما فـي ردة الفعل انها جاءت لتكرّس فكرة «صدام الحضارات»، التي تحدث عنها صاموئيل هنتغتون فـي اواخر القرن المنصرم، والتي روّج لها الغرب منذ انهيار الاتحاد السوفـياتي فـي العام 1991.
والى جانب الخرق الامني الذي كشفه الهجوم الباريسي، فإن دلالات هذا الهجوم بالغة الرمزية، كما ان ما سيحمله من تداعيات، قد يفوق كل تصوّر، خصوصاً ان الجهاديين استهدفوا «قيمتين» تشكلان ركيزتين اساسيتين للغرب عموماً، واوروبا على وجه الخصوص، وهما الحرية (حرية التعبير)، والعلمانية (وان كان بوجهها الاكثر تطرفاً)، والاهم من ذلك أن هذا الهجوم اظهر ان الحرب الكونية ضد «داعش» فـي سوريا والعراق، قد باتت اسماً على مسمّى، بعدما تحوّل قلب اوروبا الغربية ميداناً لمعركة عابرة للقارات.
والملفت للانتباه فـي الهجوم الباريسي، ان الخصمين الجهاديين اللدودين «داعش» و«القاعدة»، قد اتحدا فـي شراكة ضد العدو المشترك، بحسب ما تكشّف من الشريط المسجل للقيادي «الداعشي» اميدي كوليبالي، منفذ «غزوة المتجر اليهودي» فـي باريس، والذي اكد انه موّل عملية الأخوين سعيد وشريف كواشي فـي «شارلي إيبدو»، اللذين يفترض ارتباطهما بـ «قاعدة اليمن»، من بيت مال «الدولة الاسلامية»، وهو عمل غير مسبوق بين التنظيمين المتشددين اللذين يخوضان حرباً ضروساً ضد بعض فـي سوريا والعراق.
علاوة على ذلك، فإنّ المواجهة بين «الجهاديين» والغرب لم تعد مقتصرة على قضية الإساءة إلى النبي محمد فحسب، وهو ما المح اليه كوليبالي حين تحدّث عن انخراط فرنسا على جبهات متعددة فـي قتال «دولة الخلافة» وفروعها، ابتداءً بالعراق، ومروراً بسوريا، ووصولاً إلى ليبيا ومالي.
وثمة إجماع على أن هجوم «شارلي إيبدو» هو محطة محورية ستترتب عليها تداعيات خطيرة، تطال المنطقة العربية بشكل خاص، وقد تفرض على الغربيين إعادة مراجعة الملفات الإقليمية، وطريقة إدارتها، وإن كان كثيرون يستبعدون تغييراً كبيراً فـي السياسات التي دأب عليها الغرب منذ دعمه جماعات التطرف فـي افغانستان فـي ثمانينات القرن الماضي.
ولعل اصرار الغرب على العبث فـي مصائر شعوب العالم، من خلال استخدام ورقة الجماعات المتطرفة، وتجاهله لارتدادات الارهاب عليه، يمكن تلمسها فـي الموقف الفرنسي من سوريا، وتحديداً من موقف وزير الخارجية لوران فابيوس، الذي أجاب فـي أول مقابلة صحافـية بعد «شارلي إيبدو» عمّا إذا كانت الأولوية لا تزال الحرب على «داعش» أو إسقاط النظام السوري، بأنه «لا بد من تغيير النظام، مع الاحتفاظ ببعض عناصره مع بعض المعارضة المعتدلة».
وفـيما ينتظر ان تتبلور السياسات الغربية لمرحلة ما بعد «شارلي إيبدو» فـي سلسلة الاجتماعات الدولية التي يفترض ان تعقد خلال المرحلة المقبلة على ضفتي الاطلسي، وابرزها القمة الامنية التي دعت اليها الولايات المتحدة خلال الشهر المقبل، فإنّ الهجوم الباريسي اظهر ان ثمة رابحين كبيرين وخاسرين كثر!
ولا شك فـي ان إسرائيل والولايات المتحدة كانا المستفـيدين الاولين من الهجوم الباريسي، إن لم يكونا المستفـيدين الوحيدين. وتحتَ هتافات «إسرائيل ستحيا وتنتصر» حلَّ نتنياهو إلى جانب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فـي الصف الأول للتظاهرة المليونية فـي باريس، ومن ثم فـي الكنيس اليهودي، للصلاة معا على أرواح ضحايا «شارلي إيبدو»، ليحصل بعد ذلك على موافقة لدفن اليهود الفرنسيين الأربعة، الذين أرداهم احمدي كوليبالي فـي اسرائيل، وهو قرار رمزي كبير سيشجع هجرة اليهود الفرنسيين، والخائفـين منهم خصوصاً بعد الهجوم الباريسي، نحو الكيان الصهيوني الذي يعاني من هجرة معاكسة، وترميم سمعة إسرائيل مجددا كملجأ للهاربين من «أوروبا الإسلامية» بعد «اوروبا اللاسامية». ولا شك كذلك، فـي ان الاسرائيليين سيستفـيدون من الهجوم الباريسي لحشد العالم ضد قوى المقاومة، وهو ما تبدّى فـي سعي المسؤولين الاسرائيليين الى الربط بين «الارهاب» و«حماس» و«حزب الله».
هكذا جاء الهجوم الباريسي ليشكل خشبة خلاص للاسرائيليين، بعد سلسلة الخيبات التي تعرضوا لها على الساحة الدولية، والتي تمثلت فـي تعاظم المقاطعة لبضائع المستوطنات الصهيونية، وسلسلة الاعترافات التي حصلت عليها «دولة فلسطين» من قبل حكومات العالم وبرلماناته.
أما الأميركيون، فقد انتهزوا انعقاد اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين فـي باريس، الذي حضره وزير داخليتهم اريك هولدر، للإعلان عن عقد قمة عالمية لمكافحة الإرهاب فـي 18 شباط المقبل فـي واشنطن، وليس فـي باريس كما تفرضه الأحداث، وهي ستكون فرصة مناسبة لتوسيع تحالفهم ضد «الإرهاب».
ويبدو الامر تكراراً لما حدث بعد هجمات 11 ايلول العام 2011، والتي استثمرت ابشع استغلال من قبل الولايات المتحدة ضد شعوب العالم، والذي كان من ابرز تجلياته، الاتهامات التي سيقت لنظام الرئيس العراقي صدام حسين بالتعاون مع تنظيم «القاعدة» بما مهّد لغزو العام ٢٠٠٣، وما تبعه من تقسيم للعراق وتدمير لقواته المسلحة.
وبالنظر الى السوابق التاريخية، لا يمكن التنبؤ بتغيير فـي السياسات الغربية تجاه سوريا والعراق، لذا فإن الحديث عن انعطافة مرتقبة يعتريه الكثير من التشكيك، لا بل ان ثمة مؤشرات خطيرة فـي هذا الاتجاه يمكن استشرافه من التهديد المبطن الذي أطلقه رئيس الأركان الأميركي مارتن ديمبسي حول قدرة القوات الأميركية على تنفـيذ هجوم على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فـي حالة صدور الأوامر إليها بذلك من الرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي يعكس رغبة دفـينة لدى الادارة الاميركية فـي اجراء تغيير دراماتيكي فـي مهمة «التحالف الدولي»، ونقلها من حرب على الارهاب الى اداة لاسقاط النظام السوري، وبالتالي جر سوريا الى التقسيم والتفتيت.
وكان ملفتاً فـي هذا الإطار، ان احداث «شارلي إيبدو» قد ترافقت مع تعزيز فرنسا لقدراتها العسكرية فـي الميدان
ولعلّ ما قاله السفـير الاميركي الاسبق لدى العراق جيمس جيفري لمجلة «فورين بوليسي» مؤخراً يعكس بشكل او بآخر ما يجول فـي اذهان صناع القرار الغربيين، فبرأيه «لا يمكن الحصول على عراق آمن بعد القضاء على التنظيم المتطرف (داعش)، لأن التمزق موجود فعلياً فـي البلاد»، معتبراً أن «الأكراد والسنة والشيعة منقسمون فـي ما بينهم»، وهي حالة تحتم على الوضع العراقي الحاجة إلى «وجود أميركي طويل الأمد» من أجل «تجنب الصراعات المذهبية»!
وفـيما تتوالى الحرب على الإرهاب فـي الميدان العراقي – وامتداداً فـي الميدان السوري – اذ وقع الهجوم فـي وقت كانت حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» ومجموعتها البحرية تستعد للتوجه إلى منطقة الخليج العربي لتشارك فـي المعارك ضد تنظيم «داعش»، بحسب ما ذكر الموقع الفرنسي المتخصص فـي الملاحة البحرية «مير ايه مارين».
وفـيما لم توضح باريس حتى الآن طبيعة مهمة ما يقارب الخمسين مقاتلة هجومية واعتراضية متعددة المهام فـي سياق «الحرب على داعش»، فإن خبراء عسكريين يرون ان ارسال هذا الكم من القوة الجوية يتجاوز فكرة الحرب على جماعات «ارهابية» ليصل الى احتمال الانخراط فـي عمل عسكري مباشر ضد جيش نظامي!
واذا كانت سوريا والعراق فـي دائرة الاستهداف الغربي المباشر بعد هجوم «شارلي إيبدو» فإن تداعيات هذا الحدث العالمي ستمتد الى المغرب العربي، الذي بدا معنياً بشكل مباشر فـي الاحداث الاخيرة، والتي أسفرت عن مقتل الشرطي أحمد مرابط، وهو فرنسي مسلم من أصل تونسي كان يحرس مبنى المجلة الفرنسية، ومصطفى وارد الجزائري الأصل الذي يعمل مصححا فـي الاسبوعية الفرنسية، بالإضافة الى مقتل يوءاف حطاب وهو يهودي تونسي كان أحد الرهائن الذين قتلهم الإرهابيون اثر احتجازه على خلفـية محاصرتهم من قبل الأمن الفرنسي، ناهيك عن عمق العلاقة التي تربط فرنسا بدول المغرب العربي تاريخياً وأمنياً واقتصادياً، ومن نتائجها أن 90 فـي المئة من الجالية المهاجرة المقيمة فـي فرنسا هم من المغاربة.
وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن «المعهد الفرنسي للإحصاء» حول الجاليات الأجنبية المقيمة على الاراضي الفرنسية، فإن عدد الجزائرين يناهز أربعة ملايين، فـيما يقارب عدد المغاربة المليون، فـيما يتجاوز عدد التونسيين فـي فرنسا أكثر من نصف مليون، ناهيك عن آلاف الليبيين الموزعين على عدد من المدن الفرنسية.
وبرغم الخطاب المطمئن للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عقب الجريمة الإرهابية، إلا انه يصعب التكهن بمدى تأثير هذه الجريمة على نيات الاستثمار فـي المغرب العربي، بالنظر إلى مدى تأثر المستثمر الفرنسي بقضايا الارهاب، ومحاولة البعض ربط مصدر الارهاب بالإسلام وبالعرب.
ويمكن تقدير كذلك أن السعودية ستكون فـي قائمة الخاسرين أيضاً، فالقرابة الفكرية بين الوهابية من ناحية، و«القاعدة» و«داعش»، ومن على شاكلتها من تنظيمات من ناحية أخرى تبدو عصية على الإخفاء وتجعل السعودية هدفاً إعلامياً سهلاً لخصومها. ومثلما بذلت السعودية جهوداً ضخمة بعد أحداث أيلول 2001 فـي حملات الديبلوماسية العامة للحفاظ على تحالفها الدولي مع أميركا، فإنها ستضطر إلى القيام بخطوات مماثلة فـي أعقاب عملية «شارلي إيبدو».
وبين المشرق والمغرب، ربما تكون مصائب عرب عند آخرين فوائد، ما يفتح الباب امام الحديث عن رابحين غير مباشرين من الهجوم الباريسي، مع الإشارة الى ان هذا الربح لا يعود الى اصطفاف مع الغرب، بقدر ما هو تأكيد على صوابية الخيارات السليمة التي اتخذها هؤلاء الرابحون غير المباشرين فـي اطار مقاربتها لمسألة الارهاب.
وفـي هذا السياق، يمكن الحديث عن مصر التي تعرضت من قبل الغربيين، وخصوصاً الفرنسيين، لانتقادات وضغوط هائلة فـي ما يتعلق بـ«انتهاكات حقوق الإنسان»، فبين ليلة وضحاها وجدت أوروبا نفسها فـي مرمى خطر الارهاب ذاته، وهو ما عبرت عنه صراحة عناوين بعض الصحف صبيحة الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو»، وكذلك بعض البرامج التلفزيونية.
واعتبر الكثير من المراقبين أن الهجوم الإرهابي سيدعم وجهة النظر المصرية أمام التجاهل الأوروبي لخطر الإرهاب والإصرار على انتقاد النظام المصري بينما يخوض حرباً ضد «الجهاديين»، علاوة على ان الهجوم الباريسي سيكون نقطة تحول بالنسبة إلى أوروبا فـي ما يتعلق بموقفها من جماعات الإسلام السياسي، وتحديداً جماعة «الاخوان المسلمين».
ولا تغيب إيران عن قائمة الرابحين، إذ إن الحديث عن «الإرهاب السني» سيستدعي لغوياً وسياسياً مصالح مشتركة بين إيران والغرب، فـي ما يخص محاربة «داعش» و«النصرة» فـي المشرق العربي، خصوصاً ان إيران كانت من أوائل الدول، الى جانب روسيا، التي حذرت من خطورة لعبة الجهاديين فـي سوريا والعراق.
من هما الإخوان كواشي؟
ولد شريف كواشي الملقب بـ «أبو حسن» فـي 29 تشرين الثاني العام 1982 فـي باريس، فرنسا.
توفـي والداه، وهما من اصول جزائرية فـي العام 1995، وعاش فـي مركز للأيتام بمدينة رين الغربية حتى سنة 2000.
حصل كواشي على شهادة فـي التربية الرياضية وعاد إلى باريس ليعمل فـي خدمة إيصال البيتزا للمنازل من أجل كسب رزقه إبتداءً من العام 2003.
إنتمى شريف كواشي إلى شبكة يتزعمها فريد بنيتو، كانت مهمتها إرسال جهاديين إلى العراق للانضمام إلى تنظيم القاعدة فـي بلاد الرافدين، والذي كان يومها بزعامة أبو مصعب الزرقاوي.
وكان بنيتو يكبر كواشي بعام واحد ويتبنى الفكر الجهادي، كما كان أشبه بمعلم للعديد من الشبان الفرنسيين.
ومع وجود بنيتو إلى جانبه بدأ كواشي فـي حضور المجالس الفكرية ومشاهدة مقاطع الفـيديو الجهادية. أرسلت الخلية التي كان يتزعمها بنيتو وينتمي إليها كواشي نحو 12 شابا تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى العراق. وأعضاء الخلية كانوا يتبنون آراء جهادية لكنهم لم يتلقوا تدريبا محترفا.
وفـي 25 كانون الثاني العام 2005 اعتقل شريف كواشي بينما كان يستعد للسفر إلى سوريا جوا، فـي طريقه إلى العراق، وذلك فـي تحرك للشرطة الفرنسية لتفكيك الخلية التي ضمت أيضا بنيتو.
وشهد كواشي فـي محاكمته عام 2008 بأن بنيتو قال له إن الذين يفجرون انفسهم فـي «الكفار» يعتبرون فـي عداد الشهداء. وقال إنه تأثر كثيرا بإساءة معاملة السجناء والتعذيب فـي سجن أبي غريب على أيدي الجنود الأميركيين.
وحكم على كواشي بالسجن ثلاث سنوات فـي العام 2008 لكنه لم يقض سوى 18 شهرا فـي اثنين من السجون التي تخضع لأقصى إجراءات مشددة فـي فرنسا.
وألقت الشرطة القبض على كواشي مرة أخرى فـي عام 2010 بعد أن أمضى عقوبة السجن. واتهم بأنه عضو فـي جماعة داخل فرنسا كانت تخطط لهروب إسماعيل علي بلقاسم مدبر تفجيرات مترو باريس فـي العام 1995، ولكن لم يكن لدى الشرطة أدلة ضده سوى بعض تسجيلات فـيديو للمتشددين وخطب لأعضاء فـي تنظيم «القاعدة» ضبطت عند تفتيش منزله إلى جانب تحريات أظهرت أنه كان يبحث عن مواقع جهادية على الإنترنت.
ويشتبه خصوصا بأن شريف كواشي كان قريبا من إسلامي فرنسي آخر هو جمال بيغال الذي سجن عشرة أعوام لتحضيره اعتداءات. ويشتبه فـي أن كواشي شارك فـي تدريبات مع بيغال. وقد وجه إليه اتهام فـي هذه القضية قبل أن يبرأ منها.
اما سعيد كواشي، وهو الاخ الاصغر لشريف كواشي، فقد ولد فـي 7 ايلول العام 1980 فـي باريس.
فـي العام 2011، زار سعيد كواشي اليمن وبقي هناك عدة أشهر إلتقى فـيها الشيخ أنور العولقي، كما تدرب على استعمال السلاح فـي معسكرات تنظيم القاعدة فـي جزيرة العرب.
وبحسب مسؤول امني يمني كانت الحكومة اليمنية على علم بصلات محتملة بين سعيد كواشي وتنظيم «القاعدة فـي جزيرة العرب» وإنها كانت تحقق فـي هذه الصلات المحتملة.
تزوج سعيد كواشي عند عودته الى فرنسا فـي 2012. ثم سافر مع شقيقه شريف الى بلجيكا فـي مطلع العام 2015.
وبعد عودته الى فرنسا من اليمن، تجنب سعيد مع شقيقه أي أنشطة ربما تجتذب إهتمام أجهزة الأمن والاستخبارات الفرنسية. ولكن، فـي الاشهر التي سبقت هجوم «شارلي ايبدو» لم تكن وكالات مكافحة الإرهاب الفرنسية تعتبر الرجلين هدفـين لهما أولوية، مع أن مصادر حكومية أميركية اكدت أن سعيد وشريف وضعا فـي إثنتين من قواعد البيانات الأمنية الأميركية، الاولى قاعدة بيانات شديدة السرية لمكافحة الإرهاب، وتحتوي على معلومات بشأن 1.2 مليون مشتبه به محتمل، والثانية قائمة أصغر كثيراً «لحظر الطيران» يحتفظ بها مركز مراقبة الإرهابيين.
Leave a Reply