ديربورن – علي حرب
فـي «دائرة الإطفاء»، يسعى قائد الدائرة فـي ديربورن والمسؤولون فـي البلدية لتشجيع الشباب من العرب الأميركيين على الإنضمام الى طواقم العاملين فـي الدائرة وذلك لتحقيق التنوع ومساعدتها على التواصل بشكل أفضل مع الجالية. وقال قائد الإطفاء فـي المدينة جوزيف موراي «فـي أية دائرة للخدمة العامة ينبغي وجود عاملين يمثلون مختلف مكونات المجتمع» مؤكدا أن ذلك من شأنه تسهيل التعامل مع الناس بوجود شخص نشأ هنا ويعرف الطرق ويعرف لغة وثقافة سكان المدينة.
مايك سرعيني وقائد دائرة الإطفاء جوزيف موراي |
وقال موراي إن ديربورن مدينة متنوعة متعددة الثقافات وبالتالي فإننا أحيانا نجد صعوبة أثناء القيام بواجبنا، فـي التواصل مع بعض الناس الذين لا يجيدون التحدث بالإنكليزية، وأضاف أننا نضطر أحيانا الى الإستعانة بخدمات المترجمين أو أحد أفراد العائلة خاصة حين يتعلق الأمر بالمسائل الطبية، هذا هو السبب وراء إصرارنا على وجود موظفـين ثنائيّي اللغة. وأكد موراي لـ«صدى الوطن» بأن رئيس البلدية جاك أورايلي حريص على تعيين عرب أميركيين فـي الدائرة، وأضاف أن مساعيه فـي هذا الصدد بدأت منذ تعيينه فـي هذا المنصب فـي 2004 حين تسلم مهام وظيفته من قائد الدائرة السابق العربي الأميركي نزيه هزيمة والذي قال عنه موراي بأنه بالنسبة إليه مثال يحتذى. كما قال «لقد زرت العديد من العائلات العربية الأميركية لأسأل عن السبب وراء عزوف أبناء الجالية عن العمل فـي دائرة الإطفاء، وكان هذا جزءاً من رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها فـي مجال الإدارة العامة من جامعة «والن» عام 2011» واستطرد «ليس هناك سبب جوهري بإستثناء أنهم يفضلون الأعمال التجارية على الإنخراط فـي مكافحة الحرائق» وأضاف موراي الذي كان والده إطفائي بأن هذه المهنة يتم توارثها جيلا بعد جيل وإن العرب الأميركيين لكونهم حديثي التواجد فـي أميركا لم ترتبط ثقافتهم بعد بمهنة الإطفاء.
وذكر موراي العديد من الفوائد والمزايا للعاملين فـي هذه المهنة «إذا كنت من النوع الحريص على رفع شأن مدينتك فهذا العمل يحقق لك هذا الهدف، فالعملية ليست فقط إطفاء الحرائق وخدمات الطوارىء الطبية وإنما جوهرها مساعدة الآخرين». وأضاف «إننا هنا نحصل على رواتب مجزية تكفـي لنا ولعائلاتنا ولكننا لا نحبذ أحداً يعمل معنا لمجرد الحصول على راتب جيد، غايتنا الرغبة فـي رفعة شأن مدينتنا. وأشار الى أن الراتب يصل هنا فـي بداية التعيين الى 46 ألف دولار سنويا ويمكن زيادته بـ 15 ألفا فـي غضون 5 سنوات. مؤكداً «إنها وظيفة رائعة لا تشعر معها بالملل فكل يوم فـيها يحمل جديداً، فلقد شهدنا أشياء لم نكن نتوقعها يوما بعضها يبعث على الفزع والبعض الآخر يجعلك تضحك ليلا أو تشعرك بالفخر فـي مساعدة الآخرين».
المؤهلات اللازمة للإنضمام:
ينبغي للمتقدم لهذه الوظيفة الحصول على ترخيص المسعفـين والذي يمنح شريطة الدراسة 60 ساعة معتمدة فـي الكلية، إضافة الى شهادة الإطفاء 1 و 2 ، يمكن الحصول على الترخيص من خلال البرامج المطروحة فـي الكليات المحلية، وينبغي كذلك الخضوع للفحص البدني والفحص التحريري قبل إجراء مقابلة مع قائد الدائرة. وأكد موراي على ان هذه الوظيفة تحتاج من صاحبها الشجاعة وحب مساعدة الآخرين، وقال إن على خريجي الثانوية العامة الطامحين بالعمل فـي الدائرة تقديم طلب للتدرب حيث سيتلقون تدريبات فـي الإطفاء والإسعاف وهو تدرب تطوعي، وقال إن التسجيل فـي هذا البرنامج التطوعي لا يلزم المسجلين بالحضور رسميا ولكن يعطي أفضلية فـي التعيين مستقبلاً.
يصل عدد العاملين فـي الدائرة الى 128 شخصا يعملون فـي خمسة مراكز تخدم مدينتي ديربورن ومالفنديل، والعمل هنا بنظام الورديات 24 ساعة متواصلة لكل عامل 9 أيام شهريا. من ناحية أخرى قال عضو المجلس البلدي مايك سرعيني إنه ينسق مع موراي للتحدث الى طلاب المدارس الثانوية لشرح مزايا العمل فـي الدائرة، وأضاف أنه أثناء حملته الإنتخابية سمع شكاوى من الجالية من عدم التعيين فـي دوائر البلدية لكنه إكتشف بأن السبب يكمن فـي قلة عدد المتقدمين وغياب الحرص من البلدية على تعيين أعداد اكبر من ابناء الجالية، واختتم قوله إن دائرة الإطفاء بصدد الإندماج مع عدة دوائر فـي المدن المجاورة على غرار ما جرى مع دائرة مدينة مالفندال، وبالتالي فهي تنمو وعلينا كجالية أن نستثمر فـي ذلك ونكون جزءا من هذا النمو.
Leave a Reply