يشهد سوق تأجير المساحات المكتبية فـي وسط ديترويت إزدهارا على حساب الضواحي أدى الى إشغال المباني الفارغة وجذب الشركات من المدن المجاورة، وقد أدى هذا التحول الى تغيير الآليات بعيدة المدى المتبعة فـي المدينة مقارنة بالضواحي لناحية أسعار التأجير ومعدلات إشغال المباني. بالنسبة لبعض الشركات فإنها ترى أن الوقت الراهن مناسب لعقد صفقات التأجير فـي الضواحي جراء المنافسة التي نشأت بينها وبين ديترويت. «فـيفث ثيرد بنك» كان آخر الشركات الكبرى التي نقلت مكاتبها من مدينة ساوثفـيلد الى وسط ديترويت، وقبل ذلك شركة «لاوي كامبل إيوالد» للدعاية والإعلان التي نقلت مقرها من مدينة وورن الى وسط ديترويت فـي 2013، «بلو كروس بلو شيلد» للتأمين الصحي إنتقلت من ساوثفـيلد الى وسط ديترويت هي الأخرى عام 2011. وبالنسبة لمصرف «فـيفث ثيرد» سينقل مقره و150 موظفا الى ديترويت فـي أحد المباني المملوكة لشركة «كويكن لونز» لصاحبها الملياردير دان غيلبرت، دون تلقي أية مزايا ضريبية من الحكومة المحلية. وقال إيريك يونان وهو المتحدث بإسم البنك إن الإنتقال الى ديترويت يمنح المصرف مكاسب أكثر من تلك المتحققة فـي الضواحي.
من جانبه قال دايف مكدونالد وهو نائب رئيس شركة (جي إل إل) العقارية إن الصورة المقدمة عن ديترويت كمكان جاذب للناس للتمشي أضحى الطراز المفضل للشركات وليس كما كان سائدا فـي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حين كانت الشركات تفضل المباني التي توجد فـيها طوابق لمواقف السيارات. أضف الى ذلك ان دان غيلبرت الذي إشترى على مدى السنوات الأخيرة عشرات المباني فـي وسط ديترويت وقام بتطويرها وإعدادها كمساحات لتأجير المكاتب، حيث نقل مقر شركته والآلاف من موظفـيها فـي العام 2010 من مدينة ليفونيا الى وسط ديترويت، وقامت شركته «بيدروك للخدمات العقارية» بتطوير هذه المباني وتأجيرها بأسعار مرتفعة. وفـي تشرين الأول (أكتوبر) نقلت صحيفتنا «ديترويت نيوز» و«ديترويت فري برس» مقرهما الى أحد المباني المملوكة لغيلبرت وهي المقر القديم لـ«بنك الإحتياط الفدرالي».
ووصلت معدلات سعر التأجير فـي الربع الأخير من العام فـي ديترويت الى 20.9 دولار للقدم المربع و19.95 السعر المطلوب فـي مقابل 25.7 و17.98 فـي ساوثفـيلد، وقال إي جي واينر وهو أيضا نائب رئيس شركة (جي إل إل) إن ساوثفـيلد كانت هي المفضلة فـي ثمانينيات القرن الماضي أما الآن فهو وسط ديترويت. فـي المقابل قررت شركة «كلاود التكنولوجية» نقل مقرها من ديترويت الى ساوثفـيلد بهدف خفض النفقات الإيجارية. كذلك قررت شركة «كمبيوير» نقل مقرها من ديترويت حيث تدفع 32 دولاراً للقدم المربع الى ساوثفـيلد 16.50 لتوفـير حوالي 1.5 مليون دولار سنويا، إضافة الى منحها سنة مجانية ضمن عقد مدته 11 عاماً وميزات ضريبية توفر على الشركة 271 ألف دولار.
ماذا هناك على أرض الواقع؟
يشعر المرء بالحيرة وهو يسير فـي شوارع وسط ديترويت ويرى العدد الهائل من المباني الفارغة بالرغم مما يشاع رسميا من تقلص عدد هذه المباني، وهذا سببه كون البيانات الرسمية لا تأخذ فـي الحسبان المساحات خارج نطاق التأجير، وعليه فإن مباني القرن العشرين الضخمة مثل «برج بوك تاور» المكون من 36 طابقا وناطحة السحاب «ديفـيد ستوت» 38 طابقا ومبنى «صحيفة فري برس» السابق لا توضع ضمن الحساب.
من بين الخيارات المتاحة مبنى «بينوبسكت» المكون من 47 طابقا بالقرب من «كامبوس مارتيوس» والذي تصل مساحة التأجير المتوفرة فـيه الى مليون قدم مربع ما زال 40% منه غير مؤجر. وقامت شركة «ميريديان للتأمين الصحي» السنة الماضية بالعزوف عن خطتها لبناء مقر جديد لها فـي وسط ديترويت من 16 طابقا وإستعاضت عن ذلك بشراء مبنى شركة «كمبيوير» من غيلبرت بـ 142 مليون دولار. وقال واينر من (جي إل إل) أنه لو جلب أحدهم 1000 موظف الى ديترويت فسيجد مشكلة فـي حين لن تكون هناك مشكلة لو ذهب بهم الى ساوثفـيلد.
الشركات القادمة الى ديترويت والمغادرة لها مؤخرا:
«مولينا للرعاية الصحية»، «يو إتش واي» لتدقيق الحسابات، «لوي كامبل إيوالد»، «نيومان – سميث» للتطوير العمراني، «بلانت موران» للمحاسبة. وهناك عدد من الشركات ستأتي الى ديترويت قريبا وهي: «بنزينغا» للإعلام المالي قادمة من ساوثفـيلد، «فـيفث ثيرد بنك» فـي شرق ميشيغن قادم من ساوثفـيلد. أما الشركات المغادرة من ديترويت فهي:
«مارش وميرسر» إنتقلت الى ساوثفـيلد، و«كونفسنت» غادرت إليها كذلك.
Leave a Reply