ديربورن هايتس – سامر حجازي
إستأثرت قضية الشابة العربية الأميركية ملاك قازان (27 عاما) والتي رفعت دعوى فدرالية ضد دائرة شرطة ديربورن هايتس بسبب إرغامها على خلع الحجاب عند إعتقالها فـي تموز (يوليو) بردود فعل عنصرية على المستوى الوطني, فما أن نشرت «صدى الوطن» نبأ تلك الدعوى القضائية فـي 20 كانون الثاني (يناير) الجاري حتى إنهالت فـي غضون ساعات ردود الفعل من مئات المعلقين على موقع فـيسبوك للصحيفة متسمة بالكراهية والعنصرية البغيضة والتي جاء فـي أحدها «إرجعوا الى بلادكم فـي الصحراء واتركوا بلادنا وقوانيننا» وفـي تعليق آخر «أنا متأكد لو أنني أعتقلت فـي بلدها لما عوملت بقوانين بلادي ولما تليت علي حقوقي» وفـي تعليق آخر «ما الذي كان سيجري معها لو قبض عليها فـي مثل هذه الحادثة فـي بلدها؟».
ملاك قزان |
وإتسمت تلك التعليقات أيضا بالجهل حيث أن قازان هي أميركية وعاشت جل حياتها فـي مقاطعة وين, وقال محامي قازان, أمير مقلد إن موكلته هزها الحجم الهائل من الإنتقادات خاصة تلك الموجهة لها من البعض فـي الجالية العربية والإسلامية ناهيك عن المنشورة فـي وسائل التواصل الإجتماعية الأخرى, وقد أثارت صورة قازان بالحجاب التي نشرت الأسبوع قبل الماضي العديد من التساؤلات على الإنترنت ووسائل الإعلام المحلية حول ظروف وتاريخ إعتقالها, حيث قال مقلد إن تلك الصورة نشرت عقب إعتقالها فـي 9 تموز (يوليو) وأكد أن قازان إرتعبت من تلك الردود ما دفعها لعدم الظهور فـي محكمة ديربورن هايتس وبناء عليه صدرت بحقها مذكرة إعتقال, لكنها كانت بمعية مقلد وفـي هذه المرة سمح لها بالإستمرار بإرتداء الحجاب وأطلق سراحها. وقال مقلد إن هذه الضغوط لن تمنع موكلته من الإستمرار بالدعوى والتي ستكون لها آثار إيجابية على الجالية لناحية تغيير السياسة المتبعة فـي دوائر الشرطة فـي التعامل مع النساء المحجبات وقال إن قازان فتاة شجاعة. من جانبه قال مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) فرع ميشيغن داوود وليد إنه تلقى عدة رسائل عنصرية من خلال وسائل التواصل الإجتماعية بسبب وقوفه الى جانب قضية قازان وقال «المشكلة أن هناك أشخاصاً يعتبرون أنفسهم أميركيين أصليين والإدعاء بأننا نحن دخلاء على هذا المجتمع».
هجمات فرنسا وفـيلم «القناص الأميركي»
إذكاء لشعار إسلاموفوبيا:
جاءت الهجمات الإرهابية فـي فرنسا والتي أدت الى مقتل 17 شخصا إضافة الى المهاجمين الثلاث فـي بداية العام 2015 لتعزز صورة الكراهية للإسلام فـي الولايات المتحدة خاصة وأن تلك الهجمات نالت تغطية إعلامية مفرطة, حيث عمدت محطات التلفزة الى بث الرعب من خلال تلك الأحداث وكأن الإسلام المتشدد آخذ فـي الإنتشار على رقعة القارة الأوروبية بحيث تصور الكثير من الأميركيين بأن هذا الإنتشار سيصل الى أميركا دون ريب. وقال وليد إن الناس ربطوا بين هذه الأحداث وبين قضية قازان مع أنه لا رابط بينهما.
الضربة الأخرى التي تلقتها الجالية المسلمة بداية هذا العام جاءت من فـيلم «القناص الأميركي» بطولة النجم برادلي كوبر الذي تم عرضه فـي عدد كبير من دور السينما الأميركية فـي 16 كانون الثاني (يناير) والذي لقي إنتقادات عارمة من الجالية. ويروي الفـيلم قصة قناص فـي سلاح البحرية الأميركية أرسل للعراق عقب هجمات سبتمبر الإرهابية لقتل عدد من المدنيين العراقيين الضالعين فـي الإنتقام من جنود أميركيين, ويحمل الفـيلم رسالة فـيها تمجيد للقناصة الأميركيين والدعاية المعادية للإسلام. العديد ممن شاهدوا هذا الفـيلم عبروا عن وجهات نظرهم فـي وسائل التواصل الإجتماعية وجاءت ردود فعلهم مناوئة للمسلمين والعرب, وقال أحدهم فـي تغريدة على تويتر «جميل أن نرى هذا الفـيلم حيث يتم تصوير العرب على ما هم عليه حقا .. حثالة عازمة على تدميرنا».
وقال بيان صدر الأسبوع قبل الماضي عن اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (إي دي سي) إن الفـيلم ضاعف 3 مرات التهديدات الموجهة للعرب والمسلمين, وإن آخر مرة تلقت فـيها المنظمة هذا الكم الهائل من الشكاوى ذات العلاقة كانت فـي 2010 إبان الجدل الذي أثير حول النية لإقامة مسجد فـي الموقع الذي تمت فـيه أحداث 11/9 الإرهابية فـي نيويورك المصطلح على تسميته «غراوند زيرو». ويبدو أن هذا الفـيلم ستكون له تأثيرات سلبية ممتدة خاصة وأنه حقق حتى الآن دخلا فاق 250 مليون دولار وحاز على 6 جوائز بينها جائزة أفضل تصوير.
ومع الوتيرة المتصاعدة للإسلاموفوبيا فـي أميركا فـي الوقت الراهن تساءل البعض من أبناء الجالية عبر تعليقات فـي وسائل التواصل الإجتماعية ما إذا كان الوقت مناسبا لرفع قازان دعوى من هذا النوع, رد وليد بالقول: إنها مسألة مثيرة للدهشة كيف أن البعض من الجالية لا يرغب بالوقوف الى جانب الحقوق المدنية للمسلمين هنا, مؤكدا أن الخوف من مواجهة التعصب ستجعلنا مواطنين من الدرجة الثانية, وقال إن هذا النوع من التفكير يلعب دورا فـي تهميشنا لأنفسنا, فالتعصب قائم حتى قبل رفع قازان للدعوى, وقال إن قضية قازان قوية فـي المحكمة وقارن قضيتها بتلك التي كان الأميركيون الأفارقة يرفعونها فـي ستينيات القرن الماضي خلال حقبة التفرقة العنصرية, مؤكدا أن لقازان الحق فـي الشعور بإنتهاك حقوقها الدستورية حين أرغمت على خلع الحجاب, فهي أشبه بالأميركيين السود حين كان يقال لهم ممنوع عليكم ورود نافورة المياه إلا بعد فروغ البيض من الشرب منها, أو ممنوع عليكم دخول المطاعم التي يرتادها البيض, فهذه كانت قوانين موجودة فـي عدة ولايات وناضلنا للطعن فـيها وهذا ما نقوم به الآن فـي المحكمة.
Leave a Reply