مريم شهاب
هناك مسرحية للأخوين رحباني يقول بطلها: «العدالة أفضل من القانون، لأنها مشاعر والقانون جامد».
وبهدوء لنفكر ونسأل هل من الضروري إلحاق الإهانة بالسيد حسن القزويني، وهل العدالة والشهامة تقضي بأن هذا العالم الروحي، الذي كان يقف له العديد من وجهاء الجالية، عن قناعة او مهابة، لم يعد يلقى اليوم سوى من يريد أن يرجمه؟. ليست مسألة قانون ومحاسبة، بل مسألة قِيم، بعيداً عن ضجيج وعجيج بعض مثقفـي وإعلاميي الجالية، الذي يذكرنا بشجار الديَكة فـي القن على صاحب الفضل فـي شروق الشمس.
ليس لأحد بمفرده الفضل فـي السعي لإقامة المركز الإسلامي فـي ديربورن، هذا المركز الفخم الذي لا تملك عندما تراه الا ان تسبّح لله، وتشكر كل من ساهم فـي بنائه البهي وفـي ذلك المكان اللائق من مدينة ديربورن. هذا المركز ليس للسيد حسن القزويني ولن يكون. هذا المركز لي ولك ولكل مسلم ومؤمن من اي دين كان. هذا المركز بصورته المباركة يستطيع ان يزوره اولادك او احفادك او اي زائر او صديق، مفتخراً بدين الإسلام العظيم، الذي يتعرض فـي هذه الايام لأحطّ وأشرس حملة من التشويه والتزوير، بينما الكثير من المسلمين يتشاتمون ويتشاجرون على الجسر مثل التيوس – آسفة لحدة التعبير- على من له الحق بمرور وعبور الجسر أولاً، وشيء غريب يدفعهم لالتهام بعضهم بعضاً حتى يغرق الجميع او ينهار الجسر.
للأسف الشديد، وأرجو ان اكون مخطئة، معظم المسلمون فوضويون، وغير منظمين ويلزمهم قيادة صارمة وملتزمة. وهذا ما كان يصبو اليه السيد القزويني، وما كنا نتمناه منه كمسلمين. انا متأكدة من انه حاول قدر استطاعته وكان الرجاء اكبر والطموح اسمى بالنهوض والاستماع للجيل الجديد والمحافظة على المركز الإسلامي، كمركز نوراني لإسلام متحضر، خصوصاً هنا فـي الغرب، وليس فقط لإحياء صلوات الجُمَع
والمناسبات الدينية بأسلوبٍ قديم، جلبناه معنا من الشرق وفـي نفس الوقت نجد صعوبة فـي تقديمه لأولادنا وأحفادنا.
ربما الاضواء والشهرة والاجتماعات مع شريحة عالية الثقافة من الجالية والاجانب والاديان الاخرى، بهرت السيد القزويني وجعلته بعيداً عن الثرثرات والحزازات والاجتماعات الهزيلة التي يتشاجر فـيها اعضاء الهيئة الاستشارية فـي المركز طوال ثمانية عشر عاماً، منذ إنشاء المركز ولحد الآن، لم يتعلموا فـيها كيف يتحملون بعضهم بعضاً، بل بالعكس أدت الى الخناقات الدائمة والجرأة لكتابة رسائل شنيعة، واتهام السيد القزويني بتهمٍ ملفّقة ومنحطة كاسلوب يعبر عن امراضنا الفردية التي تجسد فـي جوهرها الانعكاس المخزي لعلاقات اجتماعية مريضة مع الوطن ومع الذات، ومقولة انت موجود، اذاً انا غير موجود، ونجاحك هو فشلي، وحضورك يلغيني. اما الاخلاق فـي التعامل والدين والاسلام، فاقرأ الفاتحة على روحها.
كلمة أخيرة اقولها للسيد القزويني: جاء فـي الأثر ان نبي الله إدريس عليه السلام، قد دعا ان يسلم من ألسنة الناس فأجابه: هذا شيء لا اضمنه لنفسي!! فإذا كان خالق الكون جل شأنه لم
يضمن لذاته العليّة ان يسلم من السنة غوغاء وهمج الناس، فكيف تأسى انت لبعض التافهين الذين ينالونك بأذى السنتهم بالرغم من فضلك وعدلك وحرصك على الجميع. لا تدع يا سيدي جنون الربيع الصهيوني الداعشي يخرّب مركزنا الإسلامي، كما خرّب بلاد العربان!!
Leave a Reply