صخر نصر
عرضت لي حاجة فـي مدينة فلنت شمالي ديترويت بنحو سبعين ميلا، وانطلقت فـي الصباح الباكر، وما أن وصلت الى المخرج الثاني والخمسين على طريق (75) حتى بدأت السيارة بالتراقص وباتت العجلات تصدر أصوات متتابعة أثناء مرورها فوق التشققات العرضانية فـي الطريق، حاولت أن أستبدل المسرب الأول والذي تسلكه السيارات الشاحنة عادة إلى المسرب الأوسط فلم يتغير شيء، فانتقلت إلى المسرب الثالث، فلم
تكن حاله بأفضل من سابقيه، خففت السرعة قليلا إلى مادون الستين ميلا فـي الساعة
فلمحت سيارة الشرطة التابعة للولاية بلونها الأزرق المميز التي كانت تراقب السرعات، فأسرعت كي لايتبعني الشرطي ويخالفني بمخافة السير بسرعة تقل عن الخمسة وخمسين ميلا على «الهاي وي».
استمر الحال هكذا حتى المخرج الثاني والستين حيث هدأت حركة السيارة وعادت إلى طبيعتها، المهم أن أكثر من عشرة أميال هي من أسوأ أحوال الطرق السريعة القريبة من مدينة ديترويت ولا يعني ذلك أن الطريق بأحسن أحواله باستثناء هذا المقطع فعمليات الصيانة التي تجري منذ أشهر على الطريق ولاسيما عند تفرع «475» لم تنته بعد رغم مرور أشهر عدة على بدء عمليات الصيانة وهذا ما يطرح سؤالا كبيراً لماذا تهمل الطرق السريعة ولا يتم صيانتها من قبل الحكومة الفـيدرالية.
لا ننكر أنه تمت صيانة طريق «96» وأصبح من أفضل الطرق على الإطلاق، ومن الضروري أن تتم صيانة الطرق السريعة لعدة أسباب أهمها: أن الناس يستخدمون الطريق بشكل يومي وبعضهم يستخدمه لمرتين يوميا فـي الذهاب إلى العمل والعودة، فالطرق السريعة تسهل التحرك وتوفر الوقت والوقود ولم نكن نعلم بأهميتها إلا بعد إغلاق «96» للصيانة حيث كنا نضطر للسير ببطء شديد على الطريق التخديمي المحاذي للطريق لاسيما عند تقاطعه مع «التلغراف».
إذا كان مستخدمو الطريق لايتأخرون فـي سداد الضرائب سواء من خلال البنزين الذي يتضمن سعره الضريبة، أو من خلال الضرائب السنوية التي يدفعونها، مما يعني أن لا مبرر على الإطلاق فـي عدم صيانة الطرق التي يستخدمونها، والتي قد يتسبب سوؤها إلى حوادث مؤسفة، أو على الأقل إلى ضرر ميكانيكي بالسيارة وإنفاق المزيد من المال هم فـي غنى عن دفعه عدا عن هدر الوقت.
أما إذا كانت السلطات المسؤولة عن الطرق وصيانتها تفعل ذلك أرضاء لصانعي السيارات فـي ديترويت فهذا شأن آخر.
Leave a Reply