ديربورن – سامر حجازي
يبدو أن منطقة ديترويت الكبرى كانت مستعدة تماما للعاصفة الثلجية الهوجاء التي ضربت المنطقة يومي الأحد والإثنين مطلع الشهر الجاري والتي صنفت ثالثة أقوى عاصفة من نوعها فـي تاريخ الإقليم, وكانت بلدية ديربورن حذرت المقيمين قبل حدوث العاصفة بيومين والتي إستمرت منذ مساء الأحد حتى مساء الإثنين, وهذه أول مرة تعلن فـيها البلدية حالة الطوارىء الثلجية فـي موسم الشتاء الحالي على عكس السنة الماضية والتي شهدت عدة حالات طوارىء مماثلة حتى هذا الوقت من الموسم, مع الإشارة الى أن موسم السنة الماضية كان من أقسى فصول الشتاء على الإطلاق, والفارق أن البلدية إستعدت تماما لمواجهة العواصف الثلجية المرتقبة فـي الموسم الحالي.
كما هو الحال فـي العديد من المدن حذرت البلدية المقيمين بضرورة إخلاء سياراتهم من على الشوارع لإتاحة حرية الحركة لشاحنات دائرة الأشغال العامة لإزاحة الثلوج المتراكمة وسط الشوارع, حيث بادرت البلدية الى إرسال التحذيرات بعدة وسائل من بينها رسائل «نيكسل» من دائرة الشرطة للمشاركين فـي هذا البرنامج, ومن خلال موقع البلدية الألكتروني والقنوات التلفزيونية المحلية, ما أدى الى إلتزام 80% من المقيمين بالتعليمات وإخلاء سياراتهم وركنها فـي الأماكن التي خصصتها البلدية لمثل هذه الحالات من الطوارىء, بحيث إقتصر عدد المخالفات لغير الملتزمين، على 235 مخالفة فقط, يدفع بموجبها المخالف 80 دولاراً وهو ضعف الغرامة فـي السنوات الماضية 40 دولاراً فـي حال سددت الغرامة فـي غضون 3 أيام, والسبب فـي رفع قيمة الغرامة هو أن البلدية وفرت هذه السنة أماكن مجانية محددة لإيواء السيارات, وقالت البلدية إن 40% من أماكن إيواء السيارات تم إشغالها فـي العاصفة الثلجية الأخيرة.
وأكدت مديرة «دائرة المعلومات فـي البلدية» ماري لاندروش بأن البرنامج التجريبي لإيواء السيارات فـي الأماكن المخصصة من البلدية سيتم وضعه فـي إطار عملية تثقيفـية مستمرة, وأضافت لاندروش بأن مسؤولين فـي البلدية قاموا بالطواف فـي مناطق الجوار وقرعوا الأبواب قبل حدوث العاصفة بيوم لتحذير المواطنين والطلب منهم الإلتزام بالبرنامج, وقبل ذلك بادرت البلدية الى إرسال منشورات بالبريد الى الناس تشرح لهم فـيها منافع البرنامج, وقالت «يبدو أن البرنامج وإصرار البلدية على إرسال التحذيرات المتكررة أثمر جيدا مقارنة بالسنة الماضية» مؤكدة أنه فـي العاصفة الثلجية الأولى التي هبت فـي العام الماضي صرف للمخالفـين 1193 غرامة تلتها فـي العواصف اللاحقة غرامات وصلت فـي مجموعها لكامل الموسم إلى أكثر من 5000, والفضل فـي التحسن الطارىء بالموسم الحالي يرجع للبرنامج التجريبي الذي وفرت فـيه البلدية أماكن لركن السيارات فـي الحالات الطارئة.
فـي ديربورن هايتس الوضع مختلف:
تلقت «صدى الوطن» عدة شكاوى من المقيمين الساخطين فـي ديربورن هايتس الذين إنتقدوا الخدمات المقدمة من دائرة الأشغال العامة أثناء العاصفة وما نجم عنها من تكدس الثلوج فـي الشوارع, حيث ظلت على حالها حتى يوم الثلاثاء والبعض منها حتى الأربعاء. وقال حسين الحاج أحمد والذي يقع منزله على شارع هانوفر بالقرب من ميشيغن أفنيو عند نهاية طريق مسدود إن طواقم البلدية قامت بجرف الثلج من الشارع وتكديسه بجوار منزله بحيث لم يعد قادرا على إنقاذ سيارته, وأضاف أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها طواقم الأشغال بهذا العمل, أكد أنه حاول الإتصال مع رئيس البلدية دان باليتكو لكن قيل له إنه مشغول وقام بالإتصال بدائرة الأشغال ولم يحصل سوى على المراوغة وأخيرا نجح فـي التحدث الى إثنين من أعضاء المجلس البلدي وحلت المشكلة حيث تم إرسال طاقم قام بإزاحة الثلج من أمام المنزل. وقال أحمد إن شوارع المدينة فـيها العديد من المشاكل المتعلقة بجمع النفايات, كما أن المسؤولين فـي البلدية لم يردوا على إتصالات السكان بشأن الفـيضانات التي تسببت بكم كبير من الخسائر فـي منازل المواطنين فـي آب (إغسطس) الماضي, ووصف أحمد الفرق بين الخدمات المقدمة فـي ديربورن وتلك المقدمة فـي ديربورن هايتس كأنه الفرق بين النعيم والجحيم.
Leave a Reply