صخر نصر
تساقطت الثلوج بكثافة يوم الاحد الماضي، انتظرنا ساعات لكي يتوقف الأبيض الناصع عن الهطول، فكنا كلما هممنا للخروج للتسوق وشراء ما يحتاجه المنزل كانت كمية الثلج ترتفع أكثر فـي الشارع، حتى الغينا الفكرة تماما، وفتحنا الستائر لنستمتع برؤية العاصفة الثلجية من وراء الزجاج.
قرابة العاشرة ليلا انطلقت صفارات الانذار معلنة الطوارىء فـي شوارع ديربورن فقام السكان بإخلاء الشوارع التي حددتها البلدية مسبقا من السيارات على أمل رؤية آليات البلدية منذ الصباح الباكر وهي تقوم بإزاحة الثلوج عن الشوارع لتسهيل حركة الناس فـي أول يوم عمل بعد انقضاء عطلة نهاية الاسبوع، وعادت الصافرات لتنطلق مجددا عند الساعة السابعة من صباح الاثنين لتذكير من نسي أو لم يسمع بالصافرة لإبعاد سيارته عن الطريق.
مرت الساعة الأولى ولم تظهر أية شاحنة من شاحنات البلدية المخصصة للثلج، فقلنا ربما الأولوية فـي ذلك للطرق الرئيسية ( وارن وفورد وميشيغن افـينو وشيفر) وقرابة التاسعة كان لابد من الانطلاق للعمل،وبصعوبة بالغة تحركت السيارة التي حاصرت إطاراتها الثلوج بارتفاع أكثر من عشرين إنشاً وتمكنتُ من السير بصعوبة بالغة مقتفـيا آثار إطارات سيارات الدفع الرباعي التي تفتح الطريق بصعوبة أقل من السيارات العادية، وانعطفت باتجاه (الووكمان) فكانت حلته لاتقل سوءا عن (الهانسن) و تجاوزت إشارات التوقف على التقاطعات آملا بالوصول إلى شارع (فورد) الرئيسي عله يكون أفضل حالا أو أن البلدية عملت على جرف الثلوج منه، سيما وإن الساعة قاربت التاسعة صباحاً والحركة دبت فـي الشوارع رغم تعطيل المدارس فـي ديربورن يوم الاثنين .
لم تكن حالة (فورد) بأفضل من الطرق الفرعية وفضلت الإنعطاف إلى ( ميشيغن افـينو) سالكا الطريق السريع (الثاوثفـيلد) الذي يتقاطع معهما فكان كغيره وربما أقل ثلوجا إذ يبدو أن إحدى السيارات قد
أزاحت بعض الثلوج عنه، وما إن وصلت إلى (ميشغين افـينو) حتى عاد المشهد إلى حاله ليستمر حتى (التلغراف) الذي كان شبه مغلق هو
الآخر.
لاندري كيف للبلدية التي تعلم مسبقا بأمر العاصفة أن تهمل الشوارع ولا تحرك آلياتها الضخمة لإزاحة الثلوج وفتح الطرقات، وهي التي أطلقت صافرات الإنذارمرتين، الأولى عند العاشرة ليلا والثانية عند السابعة صباحاً، وكنا نعتقد أن انطلاق الصافرات يعني بدء حملة تنظيف الشوارع، أي أننا سنستيقظ على أصوات الشاحنات وهي تزيح الثلوج منذ ساعات الفجر الأولى، لكنها للأسف لم تفعل وانتظرت حتى الظهر لتقوم بتنظيف الشوارع الرئيسية أما الفرعية فقد أجلت لليوم التالي مما تسبب فـي تعطيل تلاميذ المدارس ليوم ثان وبقي الأولاد فـي بيوتهم يومي الاثنين والثلاثاء واضطرت الأمهات للتعطيل عن العمل للعناية بالأطفال.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يهطل فـيها الثلج هذا العام، ولكنها الأكثر كثافة، كهطولات العام الماضي، بمعنى ان الحالة طبيعية وليست استثنائية فـي ديربورن فإزاحة الثلوج واجب من واجبات البلدية التي لا تتوانى أبداً فـي جباية الضرائب، ولاتتوانى أيضاً فـي تحرير المخالفات للسيارات التي تقف فـي الشارع أثناء تنظيف الثلوج، ومن واجبنا تذكيرها بأن الأمر لم ينعكس على الأعمال وتلاميذ المدارس فقط بل على سيارات القمامة التي لم تتمكن من القيام بواجبها هي الأخرى بسبب تقصيركم فـي تنظيف الطرق. وكأن أمور الناخبين لاتعنيكم هذه السنة، فقد انتخبتم وتم الأمر، ولاتوجد انتخابات الا بعد عدة سنوات،ونعدكم بأننا لن ننسى.
Leave a Reply