إن خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المزمع إلقاؤه أمام الكونغرس هو بحد ذاته إهانة لجميع الأميركيين. فقد دعي زعيم اليمين الاسرائيلي للتحدث إلى جلسة مشتركة للمشرعين الأميركيين فـي الكونغرس من قبل رئيس مجلس النواب جون بينار، الذي لا يملك السلطة الدستورية ليتدخل فـي السياسة الخارجية.
وانتهك زعيم الاغلبية الجمهورية فـي مجلس النواب الأميركي الدستور بإهانة الرئيس باراك أوباما لاسترضاء رئيس دولة أجنبية. ولكن الأهداف السياسية لزيارة نتنياهو هي أكثر خطورة من خرق البروتوكولات الدبلوماسية او الدستورية على اهميتها. فزعيم اليمين الإسرائيلي يسعى لاستخدام الكونغرس للضغط على إدارة أوباما فـي محاولة لإجهاض المفاوضات المتقدمة للتوصل إلى اتفاق سلمي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وذلك من خلال فرض عقوبات جديدة على إيران، من شأنها أن تنتهك اتفاقاً مبدئياً جرى التوصل اليه مع طهران، ليشكل ضربة قاتلة الى المحادثات النووية. وتعهد أوباما باستخدام حق النقض ضد أية محاولات من جانب الكونغرس لفرض عقوبات جديدة على إيران. غير أنه بوجود أكثرية تتضمن ثلثي الأصوات فـي الكونغرس، يمكن للمشرعين تجاوز الفـيتو الرئاسي. لذا فنتنياهو سيحاول استدراج أكبر عدد من المشرعين الممكنين ضد الرئيس.
لم يسبق ان قام زعيم دولة أجنبي فـي اي وقت مضى بالتدخل السافر والوقح فـي العملية السياسية الأميركية بمثل هذه الطريقة وبالبلطجة ضد زعيم العالم الحر فـي عقر داره.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يصر فـي بلطجته هذه على جر بلادنا الى حرب غير مبررة مع إيران. وقد اعلنها نتنياهو بدون خجل وبوضوح لا لبس فـيه بانه ضد المفاوضات مع طهران وتدخل بشكل سافر وغير مسبوق فـي الشؤون الأميركية عندما قام بكل صفاقة بدعم المرشح الجمهوري ميت رومني للرئاسة فـي عام ٢٠١٢ بسبب مواقفه المتشددة من إيران. ومع ذلك، فإن نتنياهو يعرف أن لغته الخطابية والتخويف ضد طهران ليس صحيحاً. وهو يعرف ايضاً ان البرنامج النووي الإيراني لا يشكل تهديداً لإسرائيل او للولايات المتحدة. وقد ظهر رئيس الوزراءالإسرائيلي فـي الجمعية العامة للأمم المتحدة فـي عام ٢٠١٢ مع رسم كاريكاتوري مثير للسخرية زعم فـيه أن إيران لا ينقصها الا ١٠بالمئة للوصول الى تقنية صنع سلاح نووي يهدد بلاده!.
انه كاذب ويحاول خداع العالم والشعب الأميركي بالتحديد لتعزيز برنامجه الإنتخابي.
حتى وكالة المخابرات الإسرائيلية «الموساد» تناقض ادعاءات نتنياهو فـي هذا الصدد. إيران «لا تزاول النشاط اللازم لإنتاج أسلحة» كما ورد فـي برقية مسربة من قبل «الموساد» فـي عام ٢٠١٢ نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية الأسبوع الماضي.
ورفض الرئيس أوباما الاجتماع مع نظيره الإسرائيلي، متذرعاً بقلقه من التأثير على الانتخابات الإسرائيلية، والتي ستعقد فـي منتصف آذار (مارس). وقد قرر أكثر من ٨٠ من الديمقراطيين فـي الكونغرس عدم حضور خطاب نتنياهو المثير للجدل.
لكن الجمهوريين يشكلون حالة ميؤوساً منها. وسوف يفعلون أي شيء وكل شيء للإساءة لأوباما ولدعم نتنياهو وعصابته فـي تل ابيب، حتى لو ادى فعلهم الى تقويض موقع الرئاسة وإذلال حكومة الولايات المتحدة وتقسيم شعبها.
النائب جون كونيورز من ولاية ميشيغن لن يحضر خطاب الضيف الثقيل، وهو مشكور على موقفه. ونحن بدورنا نحث الآخرين فـي الكونغرس، بالأخص النائبان دبي دنغل وبريندا لورنس، وعضوا مجلس الشيوخ غاري بيترز ودبي ستايبنو، على مقاطعة خطاب نتنياهو وإدانته.
لقد صوت أكثر من ٩٥ فـي المئة من الناخبين العرب فـي ديربورن لبيترز ودنغل فـي الانتخابات الأخيرة. فعليهما ان لا يخذلا الناخبين، كما نأمل ونتوقع منهما ان لا يخذلا رئيسهم ولا بلدهم من أجل زائر اجنبي وقح وثقيل. بعضُ من الكرامة ايها السادة .. ام ان نتنياهو سيحكم أميركا وعليها وعليكم السلام!
Leave a Reply