ديربورن هايتس – سامر حجازي
فـي الأسبوع الماضي نشرت إحدى المواقع على شبكة الانترنت اليمينية مقالاً كاذباً ومضللاً بعنوان «تارغيت يستسلم إلى الشريعة الإسلامية بطريقة مقززة» تسبب بضجة فـي وسائل التواصل الاجتماعي.
الموقع يعتمد بشكل روتيني على الدعاية المؤيدة للمسيحية المتطرفة والمعادية للمسلمين لجذب القراء وجمع التبرعات. وادّعى الموقع فـي قصته المفبركة ان متجر «تارغيت» فـي ديربورن هايتس نفذ سياسة جديدة خصيصا ليلبي حاجات الموظفـين المسلمين.
وتجنى الموقع بالإدعاء ان إدارة تارغيت عدلت من سياساتها من أجل الموظفـين المسلمين الذين رفضوا تحرير مشتريات لحم الخنزير على جهاز الكاشير.
«وقد لاحظت المتاجر ان عمال الصناديق من المسلمين رفضوا تحرير المنتجات الحاوية على لحم الخنزير المقدد لأنها تتناقض مع معتقداتهم الدينية»، كما ذكر المقال المتجني وأضاف «ويقال، ان الموظفـين المسلمين كانوا يطلبون من عمال الصندوق من زملائهم الآخرين ببيع المنتجات حتى ان البعض منهم كان يطلب من الزبائن تمرير المشتريات بأنفسهم». ونقل المقال أيضاً عن موظف فـي «تارغيت» ادعى ان الإدارة نقلت الموظفـين المسلمين من العمل على الصندوق (كاشيير)للامتثال لمطالبهم. وزعم بالقول «قالوا لنا جميعا نحن الذين لا نلمس لحم الخنزير علينا الذهاب إلى طابق المبيعات. ولم يقولوا ما السبب. وقالوا فقط انها سياسة جديدة».
وينسب المقال أيضاً زعمة إلى عن متحدثة باسم «تارغيت» تأكيدها حدوث هذا التغيير فـي السياسة. ولكن وفقاً لمصادر «صدى الوطن»، فأن المتحدثة المزعومة باسم المتجر لم تعمل فـي «تارغيت» لعدة سنوات.
وتم التقاط صورة لإحدى النساء المسلمات المحجبات من اللواتي عملن فـي المتجر فـي ديربورن هايتس أيضاً من دون موافقتها ووضعت الصورة فـي المقال على الموقع ذاته. وقالت الموظفة لـ«صدى الوطن» إن القصة المنشورة على الموقع ملفقة والصورة التقطت منذ سنوات بدون علمها أو إذنها.
واضافت انها عملت فـي «تارغيت» لعدد من السنوات، وأنها لا هي ولا غيرها من الموظفـين فـي أي وقت مضى امتنعوا عن «تمرير مشتريات لحم الخنزير لدى صندوق البيع».
وفـي تصريح لـ«صدى الوطن، نفت شركة «تارغيت» أيضاً أن مثل هذه السياسات موجودة ومختصة بالمسلمين.
وقالت ايفان لابيسكا من قسم العلاقات الإعلامية فـي «تارغيت» «انه بناء على المحادثات مع فريقنا، ليس لدينا سبب للاعتقاد بأن شيئاً كهذا الموصوف فـي المقال قد وقع».
وعلى الرغم من الافراط والمغالاة الكبيرة فـي القصة عبر الإنترنت، الا ان المقال انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأثار ضجة بين القراء المحافظين. وبالفعل يعتقد البعض زوراً ان ديربورن وديربورن هايتس تتبعان «الشريعة الاسلامية» من أجل تلبية احتياجات عدد كبير من السكان المسلمين. وجاء هذا المقال المختلق الأخير لصبَّ المزيد من الزيت على النار.
وقد تركت القصة السكان المسلمين المحليين فـي حالة ارتباك. كان إجماع عام على أن «الموظف المسلم» فـي القصة المبالغ فـيها ضخم مسالة الدين فـي التعامل مع لحم الخنزير.
وقال الأئمة المحليون المسلمون لـ«صدى الوطن»انه مسموح للمسلمين تمرير وبيع منتجات لحم الخنزير كما تتطلب منهم وظيفتهم فـي المؤسسة التي يعملون فـيها. وتنحصر المشكلة فقط فـي صاحب العمل المسلم الذي يملك مؤسسة تبيع منتجات لحم الخنزير.
Leave a Reply