سامر حجازي – صدى الوطن
أعربت امرأة كهلة تقيم بمدينة ديربورن فـي مبنى تعاوني لكبار السن، عن معاناتها المالية الشهرية الناجمة عن قيام حكومة الولاية بخفض مخصصات المساعدات الغذائية لها بنسبة كبيرة، وعن إهمال المساجد فـي مد يد العون لها.
شقق النورماندي لكبار السن |
وقالت هلا آن براون، التي تسكن فـي شقق نورماندي الواقعة على شارعي ميشيغن وتليغراف، فـي حديثٍ مع «صدى الوطن» إنه منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام ٢٠١٤، خفضت الولاية عنها مخصصات قسائم الطعام «فود ستامبس» من ١٥٣ دولاراً إلى مجرد ١٦ دولاراً فقط فـي الشهر.
وكانت براون تواظب على تلقي قسائم الطعام منذ بضع سنوات لكنها قالت ان ولاية ميشيغن بدأت ببطء وبالتدريج اقتطاع مخصصاتها. وفـي مرحلة سابقة من المراحل كانت تحصل على أكثر من ٢٠٠ دولاراً من الـ«فود ستامبس» فـي الشهر.
وأضافت براون أنها كانت تستخدم تلك الأموال لشراء اللحم الحلال والفواكه الطازجة من محلات البقالة المحلية فـي ديربورن. أما اليوم، فأكدت أن ١٦ دولار شهرياً من الـ«فود ستامبس» المرصودة لها لا تكفـي لشراء أي من السلع الضرورية التي قالت انها تحتاج اليها لتكمل احتياجاتاتها الغذائية الخاصة. «لا أستطيع شراء الفواكه الطازجة ولا يمكن لي شراء اللحم الحلال فقط بمبلغ ١٦ دولاراً»، وأردفت «يمكنني شراء بعض القهوة والبيض وهذا كل شيء فقط. ليس من الإنصاف اقتطاع مخصصات كبار السن من المواطنين اعتباطا هكذا. أنا معوقة وعمري ٦٥ عاماً. أنا أصلي وأدعو الله كل يوم بالفرج لأن ما يحصل لا معنى له بالنسبة لي. ما زلت غير حاصلة على أي إجابات ».
واستطردت انها تقبض حوالي ٧٠٠ دولار شهرياً من الضمان الاجتماعي. ولكن هذا المال يستخدم فـي الغالب لتغطية الإيجار الشهري ودفع تكاليف التأمين لسيارتها ثم تستخدم ما يتبقى من تلك الاموال على البنزين والملابس.
وتابعت براون، التي تسكن فـي شقق نورماندي التعاونية منذ ما يقرب من خمس سنوات، انها لا تقدر ان تعتمد على مساعدة أولادها لأنهم «بالكاد قادرون على إعالة انفسهم». ولديها إبنٌ وحيد منضم إلى سلاح الجو وابنة متزوجة تعيش فـي مدينة كانتون التي بدأت الآن وفـي بعض الأحيان، بإحضار وجبات طهي منزلي لها.
وكان عند براون أيضاً إبن قضى فـي حادث سيارة عندما كان عمره ٣٠ عاماً فقط، وترك وراءه أطفال صغار ساعدت فـي تربيتهم وطهي وجبات الطعام لهم. ونظراً للتخفـيضات فـي قسائم الغذاء، قالت براون انها لم تعد قادرة على المساعدة فـي تربية أحفادها. العائلة والأصدقاء يرسلون الآن إلى منزلها فـي بعض الأوقات وجبات طعام منزلية مطهوّة لمساعدتها، ولكن هذا لا يكفـي لتلبية احتياجاتها اليومية.
وأوضحت انها استنفدت كل الخيارات المتاحة فـي طلب المساعدات من الجالية والحصول على رد من الولاية حول سبب خفض الفوائد الغذائية لها. وقالت انها حاولت طلب المساعدة من عدة أماكن فـي ديربورن وديربورن هايتس، ولكن هذه الأماكن كانت غير قادرة على مد يد المساعدة.
وكان «جيش الإنقاذ» (سالفـيشن ارمي) فـي ديربورن هايتس هو المنظمة الوحيدة التي تمكنت من توفـير «السيريال» لها والفاصوليا المعلبة التي زعمت انها كانت منتهية الصلاحية.
وعندما استنجدت بمساعدة المركز الإسلامي فـي أميركا الواقع على شارع فورد، زعمت أن موظفة الاستقبال قالت لها «نحن نساعد فقط خلال شهر رمضان».
وقد نفى المركز الإسلامي لـ«صدى الوطن» مزاعم براون، واكد ان «المركز» يساعد المحتاجين خلال شهر رمضان المبارك وعلى مدار السنة ايضاً. وعن هذه التجربة ادعت براون أنها اتصلت بالمساجد، وحاولت الحديث مع المسؤولين فـي المسجد «لكنهم كانوا يقولون لي دائماً إنه مشغول جداً ولا يستطيع التحدث معي. أنا إنسانة خجولة، أنا لست متسولة، ولكنني لا أعرف ما يجب القيام به بعد الآن».
وبعد الإطلاع على وضع براون، اتصلت «صدى الوطن» بـ«دائرة الخدمات الانسانية» فـي ميشيغن، التي صرحت أنها لن تعلق على قضية تتعلق بشخص او بفرد.
وقال بوب ويتون، المتحدث بإسم «دائرة الخدمات الانسانية» «انه بموجب القانون، لا أستطيع تقديم أية معلومات حول المساعدات العامة لأي فرد أو تأكيد ما إذا كان الفرد يحصل على أو لا يتلقى المساعدات العامة».
ولم يكشف ويتون عن المعطيات التي يمكن أن تفسر لماذا خفضت مخصصات «الفود ستامبس» لبراون بشكل كبير والتي كانت الولاية تقدمها.
وكانت ولاية ميشيغن قد قررت فـي العام الماضي انها ستخفض مخصصات قسائم الطعام على مستأجري المنازل الذين لا يدفعون فواتير المياه والكهرباء.
كما خفض «قانون الزراعة» الذي تم توقيعه ليصبح قانوناً فـي ميشيغن فـي العام الماضي، مرة أخرى برنامج المعونة الغذائية، والذي تضمن بنداً يمنح فوائد غذائية إضافـية للأسر التي تتلقى أيضاً اعانات فـي فواتير التدفئة.
وقد دفعت الولاية حداً أدنى من الرسوم بقيمة دولار واحد لكثير من الأسر من أجل تأهيلهم للحصول على إعانات غذائية إضافـية بموجب القانون الفـيدرالي.
«مشروع القانون الزراعي الأميركي أقره الكونغرس فـي العام الماضي ووقعه الرئيس أحدث تغييراً فـي تلك الثغرة التي تتطلب من الولاية دفع ٢٢ دولاراً بشكل مساعدات للطاقة من اجل مساعدة الأفراد فـي الحصول على المعونات الغذائية الإضافـية»، كما أشار ويتون، مضيفاً. ميشيغن قررت أنه سيكون من غير المناسب صرف الدولارات النادرة من مساعدات الطاقة على أشخاص ليست لديهم نفقات طاقة». ومن بين الولايات الست عشرة التي تأثرت مباشرة بمشروع القانون الجديد، كانت ميشيغن واحدة من أربع ولايات قررت انها لن تدفع تكلفة أعلى لمساعدة الأسر على تجنب فقدان مخصصاتها من قسائم الغذاء.
وكانت النتيجة خسارة أكثر من ١٥٠ ألف من أسر ميشيغن، ما معدله ٧٦ دولاراً من مخصصات قسائم الطعام فـي الخريف الماضي. هذه الدوامة وضعت أشخاصاً مثل براون فـي مأزق. وحسب قولها فإن العديد من المواطنين الكبار فـي المجمع السكني الذي تقطنه تعرضوا للخفض الكبير نفسه على مخصصات قسائم الطعام.
وخلصت براون إلى القول بمرارة واضحة «لقد اتصلت بمكتب سنايدر وتركت له الرسائل لكني لم أحصل على أي رد. هو لا يهتم بكبار السن من المواطنين ليس عدلاً أن يخفض قسائم الغذاء المخصصة لنا. نحن لا نجوب الشوارع لشراء المخدرات بهذا المال. نحن كبار السن من المواطنين ونحن فقط نريد كفاف يومنا».
Leave a Reply