ديربورن – سامر حجازي
خلال اجتماع لمجلس البلدية فـي مدينة ديربورن يوم الثلاثاء ٣ آذار (مارس) تناول أعضاء المجلس سلبيّة وسائل الإعلام تجاه نحو المدينة فـي أعقاب مأساة تشابل هيل التي أسفرت عن اعدام ثلاثة من الطلاب العرب المسلمين فـي أبشع جريمة كراهية منذ عقود.
ووافق المجلس البلدي بالإجماع على قرار قدمه عضو المجلس المحامي مايك سرعيني، على تقديم المجلس التعازي لذوي ضحايا جريمة «شابل هيل». وهم ضياء بركات وزوجته رزان أبو صالحة واختها يُسر أبو صالحة.
أعضاء المجلس البلدي في جلسة الثلاثاء الماضي (سامر حجازي) |
وقال سرعيني متحدثاً عن حيثيات القرار البلدي «على الرغم من أنني لم أكن أعرف أحداً من هذه الأسر أو الضحايا شخصياً، لكني شعرت وكأنَّ المأساة كانت قريبة منا. وبما ان مدينتنا تحتوي على أكبر عدد من السكان العرب الأميركيين فـي البلاد وكثيراً من الأسر، بما فـي ذلك أسرتي، لديها ابناء فـي سن هؤلاء الضحايا مازالوا يدرسون فـي الكليات ويرغبون فـي التعليم العالي من أجل حياة أفضل، شعرت أنه من الضروري أن نتضامن مع عائلات الضحايا فـي هذه المأساة».
و فـي أعقاب عملية القتل الناجمة عن الكراهية والعنصرية فـي «شابل هيل»، بات السكان فـي المدينة يخشون من وصول الرهاب ضد الاسلام (الاسلاموفوبيا) إلى المنطقة. كما وقفتْ الجالية مؤخراً على اعصابها عقب وقوع حادث اعتداء فـي متجر «كروغر» فـي ديربورن، عندما تهجم رجلان أبيضان من مدينة تايلور على رجل مسن عربي مسلم كان يتبضع البقالة مع عائلته.
و فـي حين أن العديد من النشطاء والجمعيات الحقوقية خشيت من أن يكون الحادث ناجماً عن دوافع كراهية عنصرية خصوصاً بعد ثلاثة ايام من جريمة «شابل هيل»، قررت البلدية والسلطات القانونية الفـيدرالية عدم توجيه اتهام ضد الفردين المشاركين فـي المشاجرة بعد اختتام تحقيق لا يزال غامضاً.
وأكد سرعيني انه تحدث مع رئيس البلدية جاك أورايلي ورئيس الشرطة رون حداد عقب وقت قصير من جريمة القتل فـي «شابل هيل» للتعبير عن مخاوفه بشأن تسليط السلبية الإعلامية تجاه المدينة. وتابع «أستطيع أن أقول دون أدنى شك أن لدي ثقة كاملة فـي قدرة قسم الشرطة لدينا واستعداده لحماية مواطنينا، وكذلك محاكمنا، لمقاضاة المذنبين إلى المدى الأقصى لحكم القانون».
من جهتها أدلت أيضاً رئيسة المجلس البلدي المحامية سوزان دباجة بدلوها حول الموضوع وقالت إنه فـي حين أن وظيفة البلدية هي حماية سكانها، كذلك من الجيد تسليط الضوء على إنجازاتها مثنيةً على الطاهية فـي مطعم «برافو» مي لين بحصولها على جائزة «أفضل الطهاة»، وهي من سكان ديربورن السابقين والتي لا تزال لديها علاقات وثيقة مع المدينة.
وقد عاشت لين وترعرعت فـي ديربورن وتخرجت من ثانوية فوردسون. عائلة لين لا تزال تعمل فـي مطعم المطبخ الآسيوي «هونغ كاو» الواقع على ميشيغن افـينيو فـي ديربورن. وقد عزت معظم مهارات الضيافة عندها إلى المطعم، وإلى مساعدة عائلتها من خلال عملها فـيه عندما كانت فـي عمر الصبا.
وقالت دباجة ان فوز لين الذي شوهد على التلفزيون احسسنا بالفخر وأضاء على التنوع الذي تتكون منه المدينة.
واردفت «ديربورن فريدة من نوعها حقاً من ناحية التعدُّدية الموجودة. ان وجود الناس هنا من مختلف الثقافات والخلفـيات الدينية المتنوعة يجعل عندنا فرادة نوعية. أنا محظوظة جداً كأم لأن أطفالي يشهدون ذلك وإنني أرحب وألتزم بالتنوع الذي نعيشه هنا».
وأضافت أنه «على الرغم من السلبية التي يبدو انها تستهدف ديربورن من قبل الجاليات الخارجية، الا ان المقيمين هنا هم أكثر انفتاحاً وإلفة مع مسألة التنوع».
واستطردت «أعرف انه بعد مأساة «شابل هيل» كانت هناك بعض التعليقات التي أدليَ بها حول ديربورن على وسائل التواصل الاجتماعي لكن أنا أعلم أن الناس الذين يعيشون هنا يهتمون ببعضهم البعض، نحن نحب بعضنا البعض ونحمي ظهور بعضنا، وهذا ما هو مهم بالنسبة لي وهذا هو السبب فـي أنني اخترت مرحلة تربية عائلتي هنا فـي ديربورن».
من جهته ذكر عضو المجلس طوم تافـيلسكي أن وسائل الإعلام المحلية بالكاد تمنح ديربورن أية تغطية عندما تكون الأخبار إيجابية. وأشار إلى انه كان يقرأ صحيفة محلية، وكان عليه ان يقلب الجريدة إلى الصفحة رقم ١٤ ليكتشف أن احدى سكان ديربورن الأصليين قد فازت بجائزة افضل طاهية «توب شيف».
وقال تافـيلسكي إن السكان الذين نشأوا فـي ديربورن يشعرون بالفخر، بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو من أي جزء من المدينة أتوا . وأشار إلى أنه قد أصبح من الصعب عليه أن يربي أولاده فـي المدينة بسبب التجاهل الإعلامي المستمر.
وخلص الى القول «أتمنى مجرد أمنية ان تغطي وسائل الإعلام المحلية، ووسائل الإعلام فـي ديربورن وكذلك جريدتا «ديترويت نيوز» و«ديترويت فري برس»، القصص الإيجابية التي تحدث فـي ديربورن. نحن نركز كثيراً على منطقتنا بسبب تنوعها السكاني ولكن بعض وسائل الإعلام تميل إلى الاهتمام بانجازات فئة واحدة من عرق معين من تكويننا السكاني المتنوع».
Leave a Reply