صخر نصر
انخفضت درجات الحرارة على نحو غير مسبوق فـي ميشغين خلال الاسبوعين الماضيين فسجلت أدنى معدل لها وبشكل مستمر لأيام تراوح مابين الخمس درجات تحت الصفر على مقياس الفرهنهايت والعشر درجات دون الصفر ، وأكد خبراء الأرصاد الجوية أن هذه الحالة لم تشهدها ميشيغن منذ نحو خمسة وتسعين عاما، وقد تجمد كل شيء، بدءا من مياه الأنهار والمسطحات المائية والثلوج التي هطلت قبل حين ، مروراً بالبيوت والمحال التجارية والمطاعم التي أغفل أصحابها عزل التمديدات بشكل جيد لاسيما تلك الواقعة فوق الأسقف المستعارة والتي لا يصلها الدفء بشكل جيد وباتت مشكلة بحد ذاتها كبدت الناس نفقات غير واردة فـي جداول حساباتهم.
ويبدو أن التجمد لم يبلغ أنابيب مياه الشرب وحسب بل وصل إلى القلوب البشرية التي تجمد الدم فـي عروقها على نحوما وبات الصقيع عنوانا لمشاعر بعض الناس وخاصة اولئك الذين يديرون دفة خدمات ديربورن فبسبب البرد تأجل ترحيل القمامة غير مرة وعندما حضرت السيارة للترحيل فـي غير موعدها كانت السيارات العائدة للناس متوقفة فـي الشارع، وتسببت فـي عرقلة أعمال ترحيل القمامة وبات الترحيل وفق مزاج السائق وقرب الحاوية من وسط الشارع أو حسب المساحة الفاصلة التي تمكن سائق سيارة (الكاربج)من افراغ المستوعبات المنزلية آليا والسبب كما ذكرنا هو البرد القارس الذي منع السائق من النزول من سيارته وتقريب المستوعب باتجاه السيارة.
من الطبيعي أن نعذر السائق البردان لكن ما ذنب المواطن إذا كانت البلدية لم ترسل سياراتها فـي الموعد المحدد، و تأخر السيارة الى اليوم التالي كان سببا فـي عدم التزام الناس بإيقاف سياراتهم على الطريق بين مستوعبات القمامة.
ولشارع وارن فـي ديربورن حكاية أخرى مع البرد والصقيع ، فالشارع الذي يضم معظم الفعاليات الاقتصادية العربية من أسواق ومحلات ومطاعم وخدمات بات هو الآخر ضحية من ضحايا البرد، علة جديدة فوق علله المتراكمة، فالشارع الذي يعد الأكثر إهمالا بين الشوارع التي توازيه والتي تنال نصيب الأسد من الصيانة والخدمات (وقد كتبنا عن ذلك أكثر من مرة ولا مجيب) سواء أكان شارع (فورد أم الميشيغن أفـينو) والشوارع الثلاثة فـي ديربورن، ويتبعون للبلدية نفسها، ولدائرة التخديم ذاتها، ومع ذلك فـ(وارن)الأقل حظا فـي التخديم لدرجة أن عمليات الصيانه لجانبه الأيمن المتجه شرقا مازالت جارية وتسير ببطء شديد جداً كسلحفاة مريضة أعياها التعب على طريق طويل ، هذا عدا عن كون الشارع المهمل أصلا بات يعاني من مناظر شاذه، فالثلوج التي جرفتها السيارات الخاصة جمعت على جانبي الشارع قرب مفارق الطرق وساهمت إطارات السيارات فـي تلوينها باللون الأسود لتصبح أكواما من الثلوج السوداء تغطي المفارق والزوايا، فالثلوج البيضاء الناصعة صارت بسبب اهمال البلدية سوداء قاتمة وبـ(ديربورن) كل شي بيصير.
Leave a Reply