وست بلومفـيلد – علي حرب
عقد ممثلو الأحزاب السياسية الإسرائيلية ندوة نقاشية فـي مركز الجالية اليهودية يوم الإثنين الماضي غداة الانتخابات الإسرائيلية المقرر عقدها فـي 17 آذار (مارس) الجاري وكان من بين المشاركين فـي الندوة الكوميدي الفلسطيني الأميركي عامر زهر والذي يعمل أستاذ مساعد فـي جامعة ديترويت ميرسي للقانون, وهو فـي الأصل من مدينة الناصرة فـي شمال فلسطين المحتلة وقد مثل الأحزاب العربية فـي الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي, بينما مثل د. إيساك بار حزب الليكود الذي ينتمي له رئيس الحكومة الاسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو, كوبي إيريتس عن الحزب الصهيوني الديني المتطرف «إسرائيل بيتنا», البروفسور هاورد لبوفـيتش عن «حزب العمل» الذي يمثل جناح يسار الوسط, إيتزيفـي رفـيف عن «حزب غولانو» المعني بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية, راشيل كلين عن «حزب ميريتس» اليساري.
وقال زهر بأن المواطنين الفلسطينيين فـي إسرائيل يطالبون بالمساواة فـي المخصصات المالية لمدارسهم وبلدياتهم «نحن نعيش فـي دولة تعتبرنا مواطنين من درجة ثانية» وأضاف بأن النظام المدرسي فـي إسرائيل عنصري حيث يخصص للطالب العربي ثلث ما يخصص لنظيره اليهودي, مدللا على ذلك بتقرير صدر عن منظمة «هيومان رايتس ووتش» أكد التفرقة بين المدارس العربية ونظيراتها اليهودية فـي دولة الكيان الصهيوني. رد عليه إيريتس بالقول بأن العرب فـي إسرائيل غير محرومين وأنهم غير مطالبين بالخدمة العسكرية وهذا يعطيهم فرصة أفضل للالتحاق بالجامعات, مؤكدا أن وضعهم المعيشي أفضل من الكثير من الشعوب فـي منطقة الشرق الأوسط, رد زهر بالقول بأنه لا وجه للمقارنة بين العرب فـي إسرائيل الشعوب فـي الدول العربية, كما أن الإعفاء من الخدمة العسكرية لـ 20% من سكان الدولة هي سياسة الكيان, إذ لا يعقل مطالبتنا بمحاربة أشقائنا وأهلنا فـي غزة والضفة الغربية.
باستثناء بار و إيريتس إنتقد أعضاء هيئة النقاش خطاب نتنياهو الأخير فـي الكونغرس الأميركي, لكنهم أجمعوا على ضرورة عدم السماح لإيران بإنتاج أسلحة نووية, بينما قال لابوفـيتش بأن نتنياهو حاول تضخيم مسألة السلاح النووي الإيراني المحتمل لتغطية إخفاقاته الاقتصادية والإجتماعية فـي الداخل الإسرائيلي, من ناحيته قال زهر بأنه يعارض امتلاك أي دولة فـي الشرق الأوسط للأسلحة النووية بما فـي ذلك إسرائيل.
وقال بار «خطاب نتنياهو فـي الكونغرس تاريخي يصلح لتدريسه فـي الجامعات» وانتقد بار موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «الذي يسعى لإحداث إصلاح فـي الخطاب الديني الإسلامي», وأضاف بار بأن أوباما قطع المساعدات العسكرية عن مصر بعد الإنقلاب الذي قاده السيسي على محمد مرسي. وزعم بار بأن المسلمين يسعون لإخلاء الشرق الأوسط من المسيحيين مدعيا أن هناك عددا قليلا جدا فـي لبنان وأنهم هاجموا الكنائس فـي بيت جالا فـي الضفة الغربية, رد عليه زهر بالقول «هذه مزاعم كاذبة فالمستوطنون اليهود هم من هاجموا الكنائس فـي بيت جالا ولا يزال جل سكانها مسيحيين». وقد استشهد زهر بأرقام وإحصائيات ذكرت فـي تقرير الأمم المتحدة بأنه تم قتل ما يقارب ١٥٠٠ مدني فلسطيني فـي الحرب الأخيرة على غزة «يرعبني قول البعض إنها حرب أخلاقية». وأضاف قائلاً «إما ان اسرائيل لم تحاول تجنب سقوط مدنيين فلسطينيين أو انها تفتقر لمعرفة كيفـية عمل ذلك. ما يرعبني أكثر هو مقولة البعض أيضاً أنه لم يكن من الممكن حصول الحرب بطريقة غير التي حصلت بها متغاضياً عن الأرقام المذكورة.
والمخيف أكثر إن هنالك أناساً صفقوا لهذه المقولة حينما سمعوها.
Leave a Reply