ناتاشا دادو – صدى الوطن
أُجريت دراسة فـي عام ٢٠١٤ لتحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين التغيرات فـي عملية تلوث الهواء وأعراض الربو لدى الصغار والكبار من العرب الأميركيين. فالأحياء السكنية فـي أقصى الجنوب من مدينة ديربورن «ساوث إند»، تقطنها فـي الغالب عائلات من ذوي الدخل المحدود من السكان العرب الأميركيين. هذه الأحياء تصنفها وكالة حماية البيئة على اعتبارها «جالية العدل البيئي». ولا يُعرف الكثير عن مسببات الربو البيئي الذي يحصل داخل الجالية العربية الأميركية التي هي من الجاليات الأسرع نمواً فـي الولايات المتحدة.
وقد أجريت الدراسة لمعرفة ما إذا كان فصل الشتاء، بدلاً من موسم الصيف، هو العامل الأسوأ من ناحية تعطيل وظائف الرئة من خلال التشخيص الذاتي والموضوعي معاً.
وشاركت مجموعة من ١٤٧ من الأميركيين العرب مع أطباء خبراء فـي تشخيص مرض الربو، فـي الدراسة من خلال تضمينها فـي الأسئلة الاستقصائية. وكان من بينهم مجموعة من ٣٣ صبياً و ٣٨ فتاة. وضمت المجموعة الأخرى ٢٨ من الرجال البالغين و ٤٨ إمرأة.
وشمل مسح الدراسة مسائل التعرض للاوضاع إلاقتصادية الإجتماعية والصحية حسب التصنيف الذاتي ووظائف الرئة واستخدام الرعاية الصحية والعوامل البيئية خلال صيف ٢٠١٣ وشتاء ٢٠١٣-٢٠١٤. وأتم المشاركون اختبارات وظائف الجهاز التنفسي ثم تم جمع عينات من الهواء وتحليل الجسيمات والذرات الهوائية.
وأظهرت الدراسة أن ثلث الشباب وخمس المشاركين من البالغين، يقعون تحت ضائقة مالية حيث يبلغ دخل الأسرة ٢٠٠٠٠ دولار فقط. كما أظهرت ان غالبية الشباب كانوا مسجلين فـي المدارس، ولكن ٤٥ بالمئة من مجموعة الكبار تفتقر للتعليم الرسمي، أما نسبة العاملين من بينهم فبلغت ١٣بالمئة فقط.
وأفادت الدراسة أن صحة الجهاز التنفسي المستنِد إلى التشخيص الذاتي كانت فقيرة أو لابأس بها حسب ٣٢بالمئة من الشباب و٧٠ بالمئة من المشاركين الكبار. لكن كلا الفريقين أبلغا الباحثين بأن أعراض الربو هي أسوأ فـي فصل الشتاء. واتفقت المجموعتان على وجود مستويات أعلى من ملوثات الهواء.
وتبين أن نزلات البرد أو الإنفلونزا وتلوث الهواء والدخان هي الحالات الرئيسة التي تتسبب بالربو. وخلال فصل الشتاء، نُقل الى المستشفى ٣٤،٢% من اليافعين و ٢٢،٤% من كبار السن لعلاج الربو بالمقارنة مع ٥،٦% و ١٨،٣% خلال فصل الصيف. كما ان المخاوف بشأن التلوث البيئي زادت خلال فصل الشتاء.
وكانت هناك لدى المشاركين الشباب، علاقة عكسية بين التغيرات فـي الوظائف الموضوعية للرئة والتغييرات فـي الأعراض التنفسية الإجمالية، وكذلك فـي حالات التصنيف الشخصي لعوامل التعرض البيئي. اما لدى الكبار فـي العمر من المشاركين فاكتشف وجود ارتباط بين انخفاض التعرض للعوامل البيئية وانخفاض العوارض التنفسية. وكان التحسن فـي نوعية الهواء حسب التصنيف الذاتي، مرتبطاً بشكل كبير بتحسين وظائف الرئة.
وخلصت الدراسة إلى وجود تأثير سلبي على الصحة الرئوية للعرب الأميركيين من جراء العوامل البيئية السيئة. وهناك أيضاً درجة عالية من القلق داخل الجالية العربية حول الآثار الصحية الناجمة عن الملوثات.
وقد أجرى الدراسة باحثون من كلية الطب فـي جامعة وين ستايت بالتعاون مع المركز العربي «أكسس». الدكتور بنغت ب. آرنيتز، أستاذ الصحة البيئية والمهنية فـي كلية الطب فـي جامعة ميشيغن كان واحداً من الباحثين الذين عملوا على الدراسة. وقد تم تمويل هذه الدراسة من خلال منحة قدمتها جامعة ميشيغن، مركز الأبحاث. ويقول الدكتور آرنيتز ان الدراسة خلصت إلى أن الدراسات المستقبلية تحتاج إلى كشف تفاصيل أكثر لتحديد مصادر الملوثات وكذلك رصد وسائل مكافحة الآثار الصحية الضارة.
كما أشار إلى أن الطرف الجنوبي من ديربورن هو موطن لأحد أكثر الأماكن تلوثاً فـي الولاية والبلاد.
وأضاف أن العديد من الخاضعين للدراسة يفتقرون إلى التعليم ويعانون من الحرمان الإقتصادي. وأكد عرض الدراسة المشتركة فـي مؤتمر الصحة الدولي السابع حول القضايا الصحية فـي المجتمعات العربية الذي انعقد فـي مسقط، سلطنة عمان، هذا الاسبوع. اليوم جزء من مقاطعة وين فشل فشلاً ذريعاً فـي تطبيق المعايير الفـيدرالية والتابعة للولاية حول مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت. وهناك ٩٢ مدرسة تقع فـي منطقة تلوث عالية.
وقد وجدت «وكالة حماية البيئة الأميركية» (EPA) أن مستويات ثاني أكسيد الكبريت فـي هذا المجال تتجاوز المستويات الآمنة لصحة الإنسان والتي تتطلب من الولاية تقديم خطة لمعالجة هذا الوضع. ووفقاً لنادي سييرا فـي ديترويت فإن محطتي توليد الطاقة التابعة لشركة كهرباء «دي تي إي»، تطلق أكثر من ٨٠ فـي المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت فـي مقاطعة وين.
Leave a Reply