صخر نصر
ارتفعت درجة الحرارة أخيراً وتنفس الناس الصعداء بعد معاناة مع شتاء قاس وطويل وربما كانت حرارته هي الأدنى منذ عقود طويلة، الأمر الذي حافظ على الثلج فـي الشوارع والبيوت والطرق لفترة أطول من المعتاد، وباتت رؤية الأبيض الناصع مملة، وبتنافـي شوق ليناعة أشجار ميشيغن ومسطحاتها الخضر التي غابت عنا طيلة أشهر.
لقد ذاب الثلج وكشفت الأرض وممرات المشاة وعادت المعاناة إلى سابق عهدها من حفر ومطبات وتشققات فـي اسفلت الطرق وممرات المشاة بعد أن تناسينا لفترة تلك المشكلات بدعوى أن الثلج قد غطى العيوب الطرقية إلى حين وهاهي تعود للظهور مرة أخرى بانتظار أن تشّمر البلدية عن سواعدها لتبدأ موسماً جديداً من الصيانة، نرجو من الله ألا يكون كسابقه الذي مشى مشية سلحفاة مريضة ولم تحقق الأشهر الطويلة من الحفر والطمر ما يصبو إليه الناس من طرق جميلة معبدة خالية من الحفر والتشققات الطولية والعرضانية التي تسبب استهلاكاً للسيارات وعاملاً فعالاً لإتلاف الصالح منها.
وليست الطرق التي كشف ذوبان الثلج عنها فحسب وانما كشفت أشياء تتعلق بالسكان أنفسهم خاصةفـي الشوارع الفرعية وقرب التجمعات السكنيةفـي الأحياء التي يقطنها أبناء الجالية العربية، فقد ظهرت فجأة ماخبأته الثلوج من بقايا علب طعام جاهز، وعبوات المشروبات الغازية الفارغة، وقناني الماء والزجاج وعلب دخان وأشياء كثيرة من هذا القبيل، رماها بعض الناس من نوافذ سياراتهم أو من نوافذ بيوتهم ولايكاد يخلو (باك يارد) أو حديقة أمامية من هذه المشاهد التي تدل بشكل أو بآخر على استهتار بعض الناس بقواعد النظافة وأصول رمي مالا حاجة لهم به بعد الاستعمال، وهذه ظاهرة مقلقة و حقيقة موجودةفـي جاليتنا للأسف، والأكثر غرابة ماتجده حول المدارس حيث يرمي الأطفال وهم خارج المدرسة أكياس (الشيبس) الفارغة وبقايا السندويش و(الكاندي) الذي يتناولونه فـي الطريق من وإلى المدرسة.
وربما يتذكر معي أولياء التلاميذ ما تؤكد عليه إدارات المدارس بهذا الشأن حيث تلفت الانتباه إلى ضرورة تنبيه الأطفال لرمي الأوراق والعلب الفارغةفـي الأماكن المخصصة لذلك، لاسيمافـي الطريق العام، بعد أن اصبح موسم تناول (الآيس كريم) على الأبواب، إلا أن الأولياء على ما يبدو قد نسوا أو تناسوا تنبيه أولادهم حول ذلك.
قد لايبدو من اللائق تذكير بعض الناس بقواعد النظافة العامة، لكنه ضروري من حين لآخر، سيما وإننا نتعرض كثيرا للإنتقاد بهذا الخصوص، فالعرب معروفون بنظافة بيوتهم لكنهم يهملون الشارع العام والحديقة، وكأن الذي سيستخدم الطريق والرصيف كائن من عالم آخر وليس أبناء الجالية أنفسهم،الذين اكتشفوا الحقيقة وكيف ذاب الثلج وبان المرج.
Leave a Reply