أصدرت «هيئة مراقبة السلوك القضائي» فـي ميشيغن توصية الأسبوع الماضي بتنحية القاضي بريندا ساندرز من منصبها فـي المحكمة الجزئية 36 فـي ديترويت, ومنعها من الترشح لأي منصب قضائي لحين تمكنها من إثبات أنها لم تعد تعاني من مرض عقلي, جاء ذلك فـي تقرير من 17 صفحة أصدرته الهيئة الإثنين وتم نشره يوم الجمعة, حيث طلبت الهيئة من محكمة ميشيغن العليا إصدار أمر بإقصاء ساندر من منصبها والذي تقلدته عقب إعادة انتخابها فـي تشرين الثاني (نوفمبر) لولاية مدتها 6 سنوات, وذلك بسبب معاناتها من اضطراب عقلي انعكس على سلوكها القضائي.
وكانت ساندرز والتي انتخبت قاضيا لأول مرة فـي 2008 أوقفت عن ممارسة وظيفتها دون راتب والذي يصل الى 138 ألف دولار سنويا اعتبارا من 18 أيلول (سبتمبر) بقرار من محكمة ميشيغن العليا, كما أوصت الهيئة والتي تضم قضاة وخبراء قانونيين بأن تدفع ساندرز 19 ألف دولار بمثابة تكاليف ذات صلة بالقضية. وقد سبق للهيئة رفع شكوى ضد ساندرز تتعلق بمجموعة قضايا بما فـي ذلك مزاعم عدم اللياقة العقلية, تقديم شهادة مزورة لتبرير الغياب وعدم التعاون مع الهيئة فـي التحقيق والتحريف فـي القضية.
فـي آذار (مارس) 2014 طلبت الهيئة من ساندرز الخضوع للفحص من قبل طبيب نفسي وكذلك من طبيب عظام بخصوص الشكوى من آلام فـي الركبة طلبت على أساسها ساندرز إجازة طبية, وقد عقدت الهيئة جلسات إستماع قضائية تأديبية فـي كانون الأول (ديسمبر) الفائت، إلا إن ساندرز لم تحضرها وحضر بدلاً منها محاميها سيريل هول, وفـي شباط (فبراير) عقدت الهيئة المكونة من 9 أعضاء جلسة استماع ثانية امتنعت ساندرز عن حضورها وتعهدت من خلال محاميها بالاستقالة إلا إنها لم تفعل, وقال هول الجمعة الماضي بأنه يشعر بخيبة أمل وصدمة من توصيات الهيئة «كان ينبغي منحها الفرصة للعلاج, فلو أنهم يعتقدون أنها تعاني من اضطراب عقلي تطور عندها خلال ممارسة عملها كان يجب معالجتها وليس طردها» وأضاف «كان يمكن للهيئة التوصية بمعالجتها ومن ثم إرجاعها لوظيفتها».
وفـي كانون الثاني (يناير) الماضي أصدر محقق الإجراءات التأديبية القضائية قاضي محكمة مقاطعة وين الجوالة السابق مايكل سبالا تقريرا جاء فـيه ان ساندرز تعاني من مرض ذهني ومرضها العقلي يجعلها غير لائقة للجلوس على قوس المحكمة ويمنعها من ممارسة واجباتها القضائية بشكل صحيح. لكن ساندرز قالت فـي رسالة بالبريد الألكتروني لصحيفة «ديترويت نيوز» أواخر السنة الماضية بأنها لا تعاني من أوهام الرهاب كما شهد الطبيب النفسي فـي الجلسة التأديبية, مؤكدة أن ذلك الطبيب لم يلتق بها ولم يفحصها.
أضافت الهيئة فـي تقريرها إننا نقدر الصعوبات التي واجهتها ساندرز نتيجة المعاناة من المرض الذهني وهذا كان عاملا أساسيا فـي سوء السلوك المهني المتهمة به, ولكن الهيئة قالت بأن الأدلة أثبتت ان هناك خيانة للأمانة من جانب ساندرز حيث إنها بررت غيابها بسبب عجز بدني وأنه كان عندها عملية جراحية وشيكة, وعليه تم رفع الموضوع لمحكمة ميشيغن العليا والتي سوف تحدد موعدا لمناقشات شفوية واتخاذ القرار النهائي بشأن ساندرز.
Leave a Reply