خلص تقرير حكومي صدر الأسبوع الماضي الى أن السياسات الداخلية والوسائل التكنولوجية المتقادمة والتسريحات الجماعية للعمال أثناء الأزمات المالية التي مرت بها ديترويت وفلنت ومدينتان أخريتان، أعاقت قدرة هذه المدن عن إدارة منح فدرالية بمئات الملايين من الدولارات.
كما حثت الدراسة التي أصدرها مكتب المحاسبة فـي الحكومة الفدرالية إدارة أوباما على أخذ الدروس المستفادة من فريقها العامل فـي ديترويت والذي عمل إبان مرحلة الإفلاس فـي المدينة ولا يزال يعمل هناك، وكان النائب الأميركي جون كونيرز (ديمقراطي – ديترويت) والنائب الأميركي السابق وعضو مجلس الشيوخ الحالي غاري بيترز طالبا القائمين على الدراسة بالكشف عن كيفـية تأثر المنح الفدرالية فـي فترة الأزمة المالية، وقد تبين أن تقلص قدرات ديترويت، فلنت بولاية ميشيغن، وستكتون بولاية كاليفورنيا، وكامدن بولاية نيوجرسي قد كانت إعاقتها عن القدرة على إدارة المنح الفدرالية بطرق كثيرة ومتنوعة، حيث تم توثيق العشرات من أوجه القصور فـي ٨ برامج للمنح الفدرالية، على سبيل المثال حجبت وزارة الإسكان والتطوير الحضري فـي 2012 ملايين الدولارات عن ديترويت لعدم قدرة هذه الأخيرة على تشكيل هيئة قادرة على تقديم وثائق من شأنها تلبية متطلبات الوزارة، وقد أفرج عن هذه الأموال فـي 2013.
نوهت الدراسة الى أن وزارات الأمن الداخلي والمواصلات والعدل قدمت منحا لديترويت بقيمة 474 مليون دولار فـي الفترة من 2009- 2013، وقالت الدراسة بأن هذا كان السبب فـي إرسال البيت الأبيض لفريق الى ديترويت فـي 2013 لمساعدتها فـي استخدام جميع الموارد التي وفرتها لها الحكومة الفدرالية. وأكدت الدراسة أن ديترويت سرحت فـي الفترة من 2009 – 2013 حوالي 34% من الموظفـين وكان هذا سبباً فـي تقلص قدرتها على الاستفادة من المنح الفدرالية، حيث تم الاستغناء عن خدمات ثلث العاملين فـي دائرة التخطيط والتطوير فـي ديترويت، فـي حين وصلت نسبة المسرحين فـي دائرة المواصلات فـي تلك الفترة الى النصف.
أشارت الدراسة أيضا الى ترهل الوسائل التكنولوجية المعرفـية ما أدى الى صعوبة نقل المعلومات الى الموظفـين الجدد وكان هذا تحديا فـي ديترويت لزمن طويل، حتى إن كبار المسؤولين فـي البلدية قالوا إنه لا علم لهم بحجم المنح الفدرالية التي قدمت للمدينة والسبب عدم قدرة الأنظمة التكنولوجية على تبادل المعلومات بين مختلف أجهزة البلدية.
التوصية الوحيدة فـي الدراسة وجهت للبيت الأبيض بضرورة أخذ الدروس مما جرى فـي ديترويت والاستفادة منها فـي التعامل مع المدن الأخرى التي تواجه مصاعب مالية، حيث تبين أن المدن المترنحة تجد صعوبة بالغة فـي الاستفادة من المنح الفدرالية التي هي فـي أمس الحاجة لها لتطوير الخدمات المقدمة لسكانها فـي دوائر الشرطة والإطفاء والتعليم والصحة.
Leave a Reply