صخر نصر
جلس بيننا يتحدث عن هذا وذلك، منتقدا تارة ومادحا تارة أخرى، فـي السياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والشعر والفن والأدب، ولم يترك مجالا إلا وأدلى بدلوه فـيه، حتى حسبت أنه واحد من عباقرة هذا الزمان الذين جانبهم الحظ ورافقهم سوء الطالع ولولا ذلك لأصبح نجما بين النجوم أو عالما من علماء القرن .
تحدث عن القضية الفلسطينية وانتقد الفصائل كلها وتطرق الى الانتخابات الاسرائيلية مفضلا العمل على الليكود مرجحا سقوط نتياهو وصعود القوائم الصهيونية، وانتقل الى الديمقراطية فـي الوطن العربي والديكتاتوريات والحكام والمشيخات والملوك والامراء والأوضاع فـي سوريا والعراق وليبيا والاردن واليمن ولبنان ومصر والسودان وتونس والشرق الاوسط والحرب فـي اوكرانيا والوضع فـي اليونان واسبانيا والانفصال عن الاتحاد الاوربي وأزمة اللاجئين العرب فـي المانيا وبواخر الموت التي تنقل الهاربين من الحرب فـي سوريا عبر مافـيات تركيا، وتجار الأزمات ومقتنصي الفرص وأمراء الحرب.
وتحدث عن داعش والجرائم التي ارتكبتها وترتكبها واعتداءاتها على البشر والحجر وتفجيرها للكنائس والاعتداء على الجوامع وتهديمها للأضرحة وتحطيمها للآثار الآشورية ومقتنيات المتاحف العراقية ونهبها وبيعها فـي السوق السوداء ومحو معالم الحضارات والأوابد التاريخية فـي أي مكان تطؤه أقدامهم عدا عن نهبهم للثروات الطبيعية وبيعها لتجار السوق السوداء فـي العالم.
وانتقد الحصار الأميركي لفنزويلا والعلاقات مع دول (البريكس) وأشاد بالتقارب مع كوبا وانتقد رسالة أعضاء الكونغرس الجمهوريين إلى ايران وأثرها على المفاوضات فـي الملف النووي الإيراني وعلاقة الرئيس اوباما بالكونغرس وأثر ذلك على قراراته، مادحا (الاوباما كير) وارتفاع نسبة المستفـيدين من الضمان الصحي بين الأميركيين، وتحدث مطولا عن (الفود ستامب) وأسعار البيوت فـي ديربورن والحالة الاجتماعية للجالية والامسيات الشعرية والصالونات الأدبية والصحف العربية فـي أميركا والمجلات وأقنية التلفزيون والإذاعات ومواقع الأنترنت والنشاطات على مواقع التواصل الاجتماعي .
ولما سألته عن عمله والوقت الذي يحتاجه فـي متابعة الأحداث وحضوره للفعاليات الثقافـية والندوات والمقابلات والتحليلات الإعلامية والسياسية أجاب ببرود: بالحقيقة أنا لا أعمل، وبالتحديد لم أجد عملا يناسبني، ويناسب ثقافتي وما زلت أعيش على (الفود ستامب) الذي تقدمه لنا الحكومة الأميركية .
كثيرون من هذا النموذج يعيشون بيننا، يرفضون العمل فـي بلاد (الفرص)، يبدؤون نهارهم بالمقاهي وينهونه أمام شاشات التلفزة، لا يبحثون عن عمل، وإن حثهم أحد على الالتحاق بوظيفة سخروا منها واعتبروها متواضعة لاتناسب مكانتهم، وإن مدح أحدهم رجلا عصاميا ناجحاً فـي عمله استطاع بكده وعرقه أن يؤسس عملا يدر عليه وعلى اسرته دخلا معقولا ويشغل معه عددا من أبناء الجالية ويعيل أسرا بأكملها،نالوا من سمعته واتهموه اتهامات شتى فالنجاح لا يعجبهم ولا شيء لديهم غير النقد والتجريح، وبدلا من التشجيع على العمل والمثابرة فـي التفوق والنجاح يلحون فـي طلب (الفود ستامب والميدي كير) والاعتماد على الآخرين.
Leave a Reply