صخر نصر
استيقظ سكان البيت مذعورين على صوت طرقات عنيفة على باب البيت ليفاجأوا بأن النيران تلتهم سقف منزلهم وتم اخراج الجميع على عجل ولدى وصول سيارة الاطفاء كانت النيران قد أتت على معظم مافـي البيت ولولا تدخل الجوار فـي اللحظات الاخيرة لحلت كارثة كبرى، ولله الحمد اقتصرت الاضرار على الماديات فقط.
وربما يتساءل معظمنا عن أسباب اندلاع النيران فـي البيت دون أن يشعر السكان، ولم تتمكن أجهزة الانذار من الانطلاق لتوقظ السكان وتنبههم من كارثة كادت أن تحصل، وبصرف النظر عن الأسباب فالنتيجة واحدة هي اندلاع حريق اتى على البيت وكاد يحرق سكانه، فأجهزة الانذار لم تنطلق وهذا يعني أنها معطلة سواء أكانت من تلقاء نفسها لانتهاء شحن البطاريات أم بسبب تعطيلها من قبل السكان أنفسهم، وحتى لايفهم من كلامنا أننا نتهم سكان المنزل المنكوب بتعطيل جهاز الانذار نقول: إننا نتحدث عن حالة عامة، واوردنا البيت المنكوب مثالا، فكثير من بيوتنا وخاصة بيوت أبناء الجالية العربية تهمل أجهزة الانذار لأسباب مختلفة أهمها أن جهاز الانذار فـي المطابخ لا يكف عن الانطلاق اثناء طهي الطعام والذي يحتاج الى وقت كبير لانضاجه على عكس المطابخ الاميركية التي تعتمد على المأكولات السريعة أو النصف مطبوخة أو المعلبة.
ولسنا بصدد الحديث عن الطبخ بقدر ماتعنينا مسألة السلامة العامة التي تصر البلدية عبر مراقبيها (الانسبكترز) على تنفـيذها بدقة متناهية لكن على مايبدو أن البلدية تفعل ذلك لمرة واحدة فقط ثم تهمل المتابعة، والزيارات السنوية التي يقوم بها المراقبون خاصة للبيوت المؤجرة لا تعدو أن تكون زيارات روتينية يدونون من خلالها الملاحظات وغالبا ماتكون حول المياه الساخنة وفرامة الخضار(الكاربج) المركبة داخل طاولة جلي الصحون وأجهزة انذار الحريق وتتم هذه الزيارات مرة واحدة فـي العام، وبموعد مسبق ثم الى العام الذي يليه وهكذا، أي انه لاتوجد زيارات فـي نصف العام، اوزيارات ربعية أو مفاجئة، الامر الذي يفقد هذه الزيارات جدواها وتصبح روتينا لا أكثر.
إن المراقبة البلدية فـي المدن الاخرى فـي ولاية ميشيغن اكثر صرامة ومتابعة، فالمؤجرإذا كان أميركيا فإنه غالبا مايلتزم بإجراءات السلامة العامة ويقوم بإجراء الصيانة اللازمة وبشكل دوري دون الحاح من المستأجر لأنه يخشى العواقب القانونية على اهمال أي منها على عكس المؤجرين العرب الذين لايكترثون كثيرا لاجراءات السلامة لانهم يدركون سلفا ان العلاقات فـيما بينهم تبقى فـي مجال الحوار والعتب ليس الا على عكس المستأجر أو المؤجر الاميركي الذي سرعان ما يدخل الشرطة والمحكمة لحل أي خلاف مهما كان بسيطا.
وبالنتيجة تهمل وسائل الوقاية والانذار التي يعتبرها بعضنا نوعا من الكماليات لا أكثر، وقد لاينفع الندم إذا وقعت كارثة او نشب حريق اتى على الاخضر واليابس بسبب مثل هذا الاعتقاد.
Leave a Reply