علي حرب – آناربر
ربما كانت نية المتظاهرة المتطرفة، التي حملت يافطة معادية للمسلمين أمام المركز الإسلامي فـي مدينة آناربر، تحاول إثارة رد فعل سلبي لإعادة تأكيد مفاهيمها الخاطئة حول الإسلام. لكن لدهشتها الكبيرة لم تتلق بالمقابل الاّ رسالة محبة وسلام.
وحملت المرأة المعادية لافتة تقول «أنا أخدم مخلصنا يسوع المسيح. محمد ميت». وقد حثت ادارة المسجد المصلين على مواجهة عداوة المتظاهرة باللطف من دون الدخول فـي نقاش معها. ولكن أحد المسلمين من سكان آناربر الذين شهدوا هذه الواقعة، شعر أن الرسالة السلبية تتطلب ردَّاً خاصاً عليها، لأن الأطفال الذين كانوا يحضرون أكاديمية ميشيغن الإسلامية بجوار المركز، تأثروا بها.
لذلك يوم الجمعة، ١٧ نيسان (أبريل)، قام الدكتور حمد هواري برفع لافتة خاصة به ووقف متظاهراً بجوار المرأة المتطرفة، كتب عليها «محمد ويسوع = الحب لا الكراهية». وقال هواري ان المارة استقبلوه بردود فعل إيجابية للغاية.
«مئات السيارات كانت تتوقف لتعبر عن دعم ركابها»، كما أشار هواري، مضيفاً «ان المسيحيين كانوا يقولون للمرأة إنها لا تمثلهم والبعض قالوا لها هذا عار عليك. أنا لم أقصد إهانتها بل أردت فقط إظهار التباين بين الجانبين».
وأكد «ان تجاهل المرأة لم يكن أفضل طريقة للتعامل مع حقدها. العفو عند المقدرة هو فضيلة فـي الإسلام ولكن نحن لسنا فـي وضع المقدرة، وعلينا أن ندافع عن أنفسنا وعلينا ان نفعل ذلك بطريقة إيجابية». وكانت المحتجة ضد المسلمين، وهي امرأة بيضاء فـي منتصف العمر، قد أحدثت ضجة فـي وسائل التواصل الاجتماعي فـي العام الماضي عندما حملت اليافطة الحاقدة نفسها أمام المركز الإسلامي فـي أميركا فـي مدينة ديربورن.
وافاد هواري ان أولاده انضموا اليه فـي هذا الجهد من خلال تلوين اللافتة بعد أنتهاء دوام المدرسة. وأضاف «أن من المهم إبقاء الأطفال بعيدين عن الكراهية وتعليمهم الحب والتسامح». وختم بالقول «هناك متعصبون فـي كل دين وعقيدة، وبدلاً من ترويج السلبيات يجب أن نركز على القيم الجيدة، ومن شأن هذا التركيز أن يكون وسيلة لإظهار السلام والمحبة، وهذا ما نريده لمستقبلنا».
Leave a Reply