بالرغم من الجهود المتزايدة التي بذلت السنة الماضية فـي مساعدة أهالي ديترويت فـي تسديد فواتير المياه المتأخرة، عادت البلدية لتواجه المعضلة مرة أخرى وهي بصدد قطع المياه عن 28 ألف مسكن فـي المدينة اعتبارا من الشهر القادم، حيث أظهر تقرير نشرته صحيفة «فري برس» أن هناك 73 ألف منزل فـي ديترويت عليها فواتير غير مسددة لشهرين أو أكثر بمبالغ يصل مجموعها الى 47 مليون دولار.
ومن بين هؤلاء 13 ألف مستهلك لم يلتزموا بمواكبة التزاماتهم مع البلدية بتسديد فواتيرهم المتأخرة منذ الشهرين الأخيرين من العام الماضي، مع الإشارة الى أن البلدية تسابق الزمن لتحسين الوضع المالي فـي دائرة المياه فـي ضوء استمرار المحادثات لإبرام عقد لإنشاء سلطة مياه اقليمية تتولى المسؤولية اعتبارا من مطلع تموز (يوليو) القادم. ومع اعتزام الدائرة قطع المياه عن عدد كبير من المنازل فـي المدينة فإنها بذلك تعرض نفسها لما تعرضت له فـي الصيف الماضي من انتقادات على المستويين المحلي والدولي باعتبارها انتهكت واحدا من الحقوق الإنسانية بقطعها مياه الشرب عن المواطنين.
وقال مدير العمليات فـي البلدية غاري براون إن البلدية لم تنجح بشكل كاف فـي جعل الناس يلتزمون بتسديد فواتيرهم المتأخرة ومن ثم ينبغي عليها إرشاد ذوي الدخل المحدود نحو صناديق الدعم ونشر التوعية لترشيد الاستهلاك مثل إصلاح تسرب المياه من الأنابيب والمراحيض، مؤكدا أن المساعدة لا ينبغي اقتصارها على توفـير المعونة المالية وإنما توفـير حزمة من الخدمات. ويصل إجمالي المبالغ التي سيتم توفـيرها لصندوق المياه فـي ديترويت فـي الصيف القادم الى 6 مليون دولار. من جانبه رفض رئيس البلدية مايك داغن الفكرة التي اقترحها عليه مسؤولون فـي إدارته وناشطون بتخفـيض تعريفة المياه للعائلات الفقيرة، مشيرا الى أن البلدية طبقت نظاما من شأنه التسهيل على الناس وذلك من خلال دفع 10% من الفواتير المتأخرة إضافة الى كل فاتورة شهرية. وقالت جين كارتر (51 عاما) وتقيم منذ 12 عاما فـي شمال غرب ديترويت بأنها غير قادرة على الالتزام بدفع فواتير المياه لأن عليها ديون فواتير متأخرة 1000 دولار وعليها دفع 500 دولار مقدما ليسمح لها بتقسيط الباقي على دفعات جنبا الى جنب مع كل فاتورة شهرية.
تعديلات على نظام التقسيط:
قال مكتب داغن إنه سيعلن هذا الأسبوع تفاصيل التعديلات على برنامج تقسيط الفواتير المتأخرة وذلك بإلغاء 50% من الديون السابقة وخصم 25% من كل فاتورة مياه شهرية للعائلات الفقيرة عن طريق صندوق المياه فـي ديترويت والذي تديره منظمة «يونايتد واي» فـي جنوب شرق ميشيغن. وقال براون إن دائرة المياه وبالتعاون مع «سلطة المياه الإقليمية» ستبادر فـي تموز (يوليو) القادم الى توفـير أعداد كافـية من المرشدين لمساعدة المستهلكين فـي مواكبة تسديد فواتيرهم، وسيركز مدراء الحسابات فـي الدائرتين على مساعدة المحتاجين فـي إيجاد جهات مالية إضافـية، ومساعدتهم فـي إصلاح التسريب فـي أنابيب المياه والمراحيض.
وقال براون إنه تم الاستعانة بشركة «دي تي إي انرجي» للطاقة لمعرفة الأساليب المتبعة فـي تحديد المستهلكين من ذوي الدخل المحدود. وستبدأ الدائرة اعتبارا من بداية شهر أيار (مايو) القادم بإرسال إشعارات بقطع المياه أولا للمحلات التجارية غير المسددة للفواتير ولسرقات المياه ومن ثم للمنازل التي يصل معدل استهلاكها 10 أضعاف المعدل العام للاستهلاك وسيتم استهداف 28 ألف حساب، وقبل بدء الدائرة بقطع المياه ستقوم بتوزيع إشعارات يتم لصقها عند الأبواب بواقع 800 إشعار يوميا بحسب نائب مدير الدائرة دالير لاتيمار، وسوف يترافق ذلك مع حملة توعية إعلامية لتثقيف الناس بضرورة تحمل مسؤولياتهم فـي دفع تكاليف الخدمات المقدمة لهم، والأساس فـي هذا تصريحات داغن فـي آب (أغسطس) الماضي حين قال إنه لن
يكون مطروحا على الطاولة خيار توزيع المياه مجانا.
Leave a Reply