فـي مأدبة (المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية) «اكسس» السنوية السابقة عام ٢٠١٤ التي قام خلالها بتكريم عضو الكونغرس الأميركي ووزير النقل السابق راي لحود ومنحه جائزة «رجل العام العربي الأميركي»، تصدت «صدى الوطن»، إلى جانب ثلة من المهتمين بالشأن العام، وانتقدت هذا الاختيار غير الموفق والذي لم يكن فـي محله مستندة الى تاريخ لحود السياسي وسجله فـي الكونغرس الأميركي بما يخص القضايا العربية. ولكن هذا العام قامت المؤسسة بتعديلٍ محمود فـي مسار اختيارها لعرب أميركيين يستحقون اللقب والتقدير، فكان الخيار موفقاً وفـي مكانه.
المدير التنفيذي لـ«أكسس» حسن جابر مع د. جاك شاهين ود. خالد مطوع |
ففـي خلال الفترة التي قضاها فـي الكونغرس، أدلى لحود بعدد من الأصوات المضرة بالمصالح والقضايا العربية والعربية الأميركية بشكلٍ فاقع جداً وكان من عتاة الليكود الإسرائيلي. فقد كان اول المؤيدين لفرض عقوبات على سوريا وصوت لصالح الحرب علىالعراق وأيد أكثر من مرة نقل السفارة الأميركية فـي إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلَّة. وفـي عام ٢٠٠٦ قال لحود أيضاً انه لا يلوم اسرائيل على غزوها لبنان والعدوان على شعبه. هذه المواقف متباينة ومعارضة تماماً لتوجه معظم الجماعات المدافِعة عن حقوق العرب الأميركيين، ناهيك عن أضرارها الجسيمة التي أصابت شظاياها كل قضايا العرب الأميركيين.
لكن هذا العام، كرم «أكسس» جاك شاهين وخالد مطوع فـي حفل العشاء يوم السبت الماضي. وبسبب هذا الاختيار يستحق المركز الثناء لان كلا المكرّمين هما من العمالقة كلٌ فـي مجاله.
فمطوع هو كاتب وأكاديمي وشاعر ليبي أميركي لمع فـي ترجمة الشعر العربي إلى اللغة الإنكليزية. انتخب مطوع مؤخراً فـي منصب رئيس الأكاديمية الأميركية للشعراء، وهو أيضاً أستاذ فـي جامعة ميشيغن. لذا فان اختياره ومنحه لقب «رجل العام العربي الأميركي» يظهر العمق الفكري والثقافـي للعرب الأميركيين.
اما جاك شاهين فهو أسطورة حية. لقد قام لوحده بفهرسة الصور النمطية المشوِّهة والمجردة من الإنسانية بحق العرب والمسلمين فـي وسائل الإعلام الأميركية وافلام هوليود على مدى السنوات المئة الماضية فـي كتابه العروف «الأشرار العرب»، و«تلفزيون العرب» و«القوالب النمطية للمسلمين فـي الثقافة الأميركية الشعبية». وقد وثق شاهين كيفـية اقتران الصور النمطية فـي الاعلام وهوليود مع سياسة الحكومة التمييزية للتأثير على صورة العرب الأميركيين والمسلمين وابرازها بأنها غريبة وتهدد الأمن القومي.
وشاهين مدافع بلا هوادة من أجل أحقية التمثيل العادل والشامل للعرب الاميركيين فـي المجتمع الاميركي. واعماله وجهوده لا تنضب ولا تقدر بثمن لكافة العرب الأميركيين سواء أكانوا من الكتاب أو الطلاب أو الأكاديميين أو الناشطين أو المنظِّمِين.
وكما كنا على حق فـي انتقاد «أكسس» قبل عام على التكريم غير المبرر للحود، فمن الجدير بنا الإشادة بانتقائها هذا العام . وكما يجب علينا ان نعبر بصراحة ومن دون مواربة عن رفضنا وانتقادنا عندما تقوم منظماتنا باتخاذ قرارات لا تصب فـي مصلحة الجالية العامة، كذلك يجب أن نعرب عن ترحيبنا بالقرارات والخطوات المتخذة والتي تستحق التقدير والاحترام..
شاهين ومطوع هما مصدر فخر للعرب الأميركيين، وـ«أكسس» تستحق التنويه على حسن الاختيار والمبادرة بتكريمهما.
Leave a Reply