ديترويت – «صدى الوطن»
أقام مركز «أكسس» حفله السنوي الـ44 بفندق ماريوت فـي «الرينيسانس سنتر» بوسط ديترويت، مساء 25 نيسان (أبريل) بحضور حشد كبير من الجالية والمسؤولين والنشطاء, وتم فـي الحفل منح جائزة «العربي الأميركي لهذا العام» لكل من د. جاك شاهين و د. خالد مطوع والأخير هو شاعر وأكاديمي معروف حصل على جائزة مؤسسة «مكارثر جينياس غرانت» السنة الماضية تكريما له لترجمة الشعر العربي الى الإنكليزية, فـي حين ألف جاك شاهين عدة كتب لتوثيق الصور النمطية السلبية للعرب الأميركيين فـي وسائل الإعلام الأميركية وافلام هوليود.
![]() |
صورة تجمع المكرمين مع مسؤولين في «أكسس» |
حاكم ولاية ميشيغن الجمهوري ريك سنايدر بعث برسالة عبر الفـيديو أشاد فـيها بالدور الذي يقوم به «أكسس» وهنأ المكرمين وجاء فـي الرسالة «باعتباري حاكما للولاية فإنني أعرف أهمية «أكسس» وبأنها أكبر مؤسسة غير ر بحية تخدم العرب الأميركيين فـي البلاد». وأستهل حفل العشاء بعزف جوقة «كنيسة سيكوند إبزينر» لمقطوعة موسيقية بعنوان «غلوري» من فـيلم «سلمى» تكريما للحملات المناهضة للكراهية التي اطلقتها «اكسس» مؤخراً, وألقى رئيس بلدية ديترويت مايك داغن كلمة أشاد فـيها بالخدمات التي يقدمها مركز «أكسس» وأكد أنه شن حملة مناهضة للتعصب إبان ترشحه قبل سنتين وذلك فـي ضوء قول البعض إن فرصه فـي الفوز معدومة كونه أبيض وجل سكان ديترويت من الأميركيين الأفارقة. وقال «لقد قلت لأهالي المدينة إنني إن فزت بالمنصب فلن يكون فـي ديترويت بعد الآن فرق بين السود والبيض ولا بين المسيحيين واليهود والمسلمين ولا بين المولودين فـي ديترويت المهاجرين اليها, وسنسعى جميعا لبناء مدينتنا بإحترام كل فرد فـيها».
وقال داغن إنه فخور بالترحيب بـ«أكسس» فـي ديترويت باعتباره أول رئيس بلدية يكون عضوا فـي مجلس امناء هذه المنظمة, من جانبه أشاد رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي بالتطور الذي شهدته «أكسس», مؤكدا أن الهدف من إنشاء هذه المنظمة كان لمساعدة المهاجرين والآن أصبحت «أكسس» تساعد الناس من مختلف الإثنيات والأعراق.
مطوع قال إنه سعيد بأن يكرم مع شاهين, مضيفا أنه مشروع مكمل مع مؤلف الكتاب الشهير «الأشرار العرب: كيف تذم هوليود شعباً» وقال «أنا عملت على الجانب الإيجابي, وهو عمل على الجانب السيء والقبيح» فـي إشارة الى شاهين وأضاف «أنا أعمل على الشعر العربي وترجمته الى الانكليزية وهو يعمل على الجانب السيء للثقافة السياسية التمييزية الاميركية». وقال مطوع وهو شاعر أميركي ليبي بأنه فـي بداياته الشعرية أعجبه تعريف روبرت فروست للوطن بأنه المكان الذي لن يسألك أحد فـيه: لم أنت هنا. لكنه وجد هذا التعريف ضيقاً، فالتعريف العربي للوطن هو المكان الذي يسألك فـيه الناس أين كنت كل هذا الوقت، ما الذي تبحث عنه، وهذا ما يجب عليك فعله.
وقال مطوع وهو والذي يدرّس الكتابة الإبداعية فـي جامعة ميشيغن بأنه أعاد اكتشاف المعنى العربي لكلمة «وطن» حين جاء الى ديربورن وتعامل مع «أكسس» ومع الجالية العربية, وقال إن إسم ديربورن يعني بالعربية (مولود عزيز) وهذا بحد ذاته يحمل وهجا عربيا, مؤكدا أنه والعائلة حين جاؤوا الى ديربورن كانوا مفعمين بهذا الشعور. وقدم شاهين ابنته ميشيل تاسوف وهي منتجة البرنامج الحواري الشهير «تونايت شو» لمدة 17 عاما على شاشة (إن بي سي) والتي فاضت عيناها بالدموع عندما جاءت على ذكر معاناة والدها أثناء محاولته نشر أبحاثه حول العرب والمسلمين فـي الصور النمطية فـي وسائل الإعلام المنشورة. وسرد شاهين ذكرياته فـي أول رحلة لمسقط رأسه فـي لبنان حيث سعى جاهدا للتحدث بكل المفردات العربية التي يعرفها خاصة أسماء الوجبات اللبنانية المشهورة, ليكتشف فـي اليوم التالي بأن مضيفـيه أعدوا كل الوجبات التي ذكرها الكبة والكوسا والمشاوي. وتحدث شاهين أيضا عن بداياته فـي البحث حول الصور النمطية السلبية للعرب والمسلمين فـي وسائل الإعلام الأميركية وهوليود, وقال بأنه غالبا ما يسأل: كيف تستطيع الدفاع عن الإسلام وأنت غير مسلم؟ ليقول: هنا فـي ديترويت كان هناك أنفاق وجدت لمساعدة الأميركيين الأفارقة على الهرب من العبودية إلى كندا. كيف يمكن لأبيض أن يساعد أسود. أليس واجب على كل رجل وامرأة وطفل أن يساعد الآخرين؟
Leave a Reply