استفاق اليمنيون الاربعاء الماضي على مشاهد من نهاية العالم جرّاء الدمار الذي لحق ببلادهم، بعدما وضعت الحرب أوزارها «مؤقتاً»، لكن الغارات السعودية استمرت ولم تتوقف.
ويمكن ان تُستأنف الحرب كما كانت إذا جرى خرق الهدنة، أو تُمدَّد، إذا التزمت بها الأطراف الساعية إلى صيغة حلٍّ سياسيّ يجنّب اليمن اقتتالاً طويلاً، وذلك بعد سبعة أسابيع على بدء العملية العسكرية السعودية التي لم تحقّق أياً من أهدافها المعلنة، سواء لجهة عودة «الشرعية»، أو وقف تقدّم جماعة «أنصار الله» عسكريا، وأوقعت فـي ساعاتها الاخيرة أكثر من 200 ضحية بين قتيل وجريح.
صبي يجلس على عربة وهو ينتظر والدته لملء صفائح الماء في صنعاء(رويترز) |
«التحالف» استبق الهدنة بتكثيف غاراته، خصوصاً على العاصمة صنعاء، حيث تعرّضت قاعدة نُقُم العسكرية إلى القصف مجدداً، بعد يوم واحد على استهدافها بغارات أدت إلى سقوط 90 شهيداً وإصابة 300 آخرين.
وأوضح مصدر لوكالة الأنباء الرسمية «سبأ» أنّ «غالبية الشهداء والمصابين من النساء والأطفال»، مؤكداً أنّ «العدوان تسبّب أيضاً فـي إحداث أضرار كبيرة بالمساكن والمنشآت العامة والخاصة بسبب القذائف المتطايرة الناجمة عن القصف الذي تم بأسلحة محرمة دولياً كما حدث فـي العدوان على فج عطان».
غير أن الغارات لم تقتصر على العاصمة، ففـي الحُديدة غرباً قتل 20 مدنياً فـي قصف لـ «التحالف» استهدف سوقاً شعبياً فـي مدينة زبيد التاريخية، كما أدّت الضربات الجوية إلى تدمير السوق وعدد من المنازل المجاورة التي انهارت على ساكنيها.
وفـي محافظة حجة (شمال غرب)، قتل 40 مدنياً وأصيب أكثر من 50 فـي قصف استهدف سجن عبس وعدداً من المباني السكنية التي دمرت بالكامل.
وقبل ساعات من دخول الهدنة حيّز التنفـيذ، وصل المبعوث الأممي الجديد اسماعيل ولد شيخ أحمد إلى صنعاء استعداداً لبدء محادثات سلام، وأوضح أنّه «ليس هناك حلٌّ للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً»، بحسب ما نقلت عنه «سبأ». وقال إنّ «الهدنة يجب أن تكون غير مشروطة لتتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين فـي كل المناطق». ووجهت الأمم المتحدة رسالة إلى السعودية مفادها: «وقف العنف»، فـيما أكّدت أنّ «إيران لديها دور لكي تقوم به، ودور إيجابي يمكن أن تلعبه من أجل إنهاء الأزمة فـي اليمن»، وفقاً للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك.
Leave a Reply