علي حرب
كان حفل العشاء وجمع التبرعات لموسم الربيع الذي أقيم فـي المركز الإسلامي فـي أميركا مناسبة للتدليل على استمرارية المؤسسة بعد استقالة السيد حسن القزويني، حيث اعتلى المتحدثون فـي الحفل المنبر يوم الأحد ١٧ ايار (مايو) واحداً بعد الآخر لإلقاء الضوء على الإقبال الكبير وحجم التبرعات كمؤشر لدعم الجالية للمركز الاسلامي وتزكية له بعد الخلافات التي عصفت به منذ بداية العام الحالي، وبالتحديد بين امام المركز السيد حسن القزويني واعضاء فـي مجلس الأمناء.
جانب من الحضور أثناء حفل العشاء النصف سنوي وجمع التبرعات في المركز الإسلامي |
احد أقدم الاعضاء فـي مجلس الامناء نسيب فواز أعلن عن تبرعه بمبلغ ٢٥ ألف دولار فـي نهاية الحفل الذي كرمت خلاله المربية هيام برينجكجي وهي التي رفعت دعوى ضد «مجلس كريستوود التربوي» فـي ديربورن هايتس وربحت القضية ضد التمييز الممارس بحق متعلمي اللغة الإنكليزية وبالأخص العرب الاميركيين القادمين الجدد. ووفقاً لرئيس مجلس الأمناء رون أمين، جمع حفل العشاء ما يقرب من ٢٠٠ ألف دولار، وهو متوسط الريع الذي يجمع عادةً فـي التبرعات الربيعية.
وقال أمين «هناك أشخاص توقعوا فشل هذا الحفل وعملوا على تحقيق توقعاتهم من خلال الدعوة العلنية لمقاطعة جمع التبرعات. اسمحوا لي أن أقول لهؤلاء الناس، أسأل الله أن يغفر لكم وان تستمروا فـي درب الصالحين»..
وأضاف «أن أعضاء سابقين من الرعية حاولوا إلحاق الضرر ببيت الله وهم أبناء وأحفاد الناس الذين عملوا بجد لبناء المركز الاسلامي. عدد قليل من هؤلاء الناس، وهم عبارة عن مجموعة صغيرة جداً، خلطوا بين حبهم لرجل مع حبهم لله»، مشيراً إلى أنصار القزويني، وأردف «هذا بيت الله، ولا ينتمي لأحد، إلا لله. وإن البشر يولدون ويعيشون ويموتون لكن الله حي لا يموت، وبيته سيبقى هنا لفترة طويلة بعد أن يولي الجميع أدبارهم». وكان القزويني قد أعلن عن استقالته يوم ٢٣ كانون الثاني (يناير) بعد هجمات شنتها ضدّه رسائل مجهولة المصدر، ونشوب نزاعات علنية وتراشق اعلامي بينه وبين أعضاء فـي مجلس الامناء. وأعلن أمين عن خطط توسيع المدرسة الخاصة بالمركز «مايا» وبناء قاعة وإنشاء ثانوية. وطوال كلمته، كان أمين يشير إلى المركز باسم «مركزكم الإسلامي». وذكر رئيس مجلس الأمناء ان الشيخ أحمد حمود سيكون عضواً دائماً فـي هيئة الموظفـين الدينيين فـي المركز وسيكون واحداً من ثلاثة من الأئمة الذين يقدمون الخدمات الدينية فـي المركز. كذلك أفصح أمين عن التغييرات المستحدثة لتحسين النظام الداخلي للمركز، وقال انه تم تحديد ولاية أعضاء مجلس الامناء منذ بضع سنوات خلت. ويمكن للأمناء الخدمة فـي المجلس فقط لمدة ثلاث سنوات ويجب أن يأخذ العضو بعدها اجازة لمدة سنة قبل دخوله المجلس مرة أخرى.
وأضاف أن الأمناء الذين تزيد أعمارهم على ٨٠ سنة سيمنحون صفة عضو فخري ولكن من دون الحق فـي التصويت، كما سيتم تشجيع الأمناء الذين خدموا أكثر من ١٢ عاماً أيضاً بالتخلي عن مقاعدهم لصالح اشخاص من الأجيال الصاعدة.
«هذه التغيرات سوف تقلل من عدد الامناء فـي المجلس، فضلاً عن ضخ أفكار جديدة ودم جديد فـي ادارة المركز» استطرد أمين وتابع «وسوف يتطلع المجلس إلى شباب المركز ليحلوا محل الأعضاء الذين يتنحون. هذه التعديلات وأخرى على النظام الداخلي تسمح بخلق مجلس امناء أقل عدداً واكثر فعالية وأسرع استجابةً للمتغيرات». وألقى الشيخ حمود خطبة بالعربية حث فـيها المسلمين على السير على درب النبي محمد (ص). وقال «واحدة من أكثر اللحظات صعوبة فـي حياتي هو تحمل هذه المسؤولية وهي أن أصبح إماماً دائماً فـي المركز. كل الامل الذي يحدوني منصب على العمل من أجل إرضاء الله تعالى وخدمة المؤمنين».
وتناول حمود الجدل واللغط بعد مرحلة القزويني من دون الخوض فـي التفاصيل. حيث قال «انه يتم تأسيس المراكز والمؤسسات لخدمة الجالية لا الأفراد. الناس يتركون مواقعهم، ولكن تبقى المؤسسات مشرئبة نحو الأجيال المستقبلية».
من جانبه اكد نسيب فواز فـي كلمة مقتضبة أن المركز هو أكبر من أي شخص كان وقال: «لا يمتلك شخص واحد هذا المركز؛أنتم أصحاب هذا المركز ». غير ان اسم القزويني لم يرد ذكره حتى نهاية البرنامج، عندما تولى أمين شكره على ما قدمه طوال ١٩ عاماً من الخدمة متمنياً له «حظاً سعيداً».
واتهم منتقدو مجلس الأمناء فواز بتوزيع بطاقات مجانية لملء القاعة، ولكن عضو مجلس الأمناء نفى هذه الاتهامات وأبلغ «صدى الوطن» قائلاً «كانت لي طاولة واحدة لأصدقائي وعدد قليل من الشخصيات، لا يوجد شخص حصل على تذكرة مجانية مني. وإذا كنت أعطيت حقاً بطاقات مجانية لأي شخص فليتقدم هذا الشخص ويقول ذلك علناً».
تكريم برنجيكجي
وشددت برنجيكجي على أهمية التعليم فـي الإسلام بعد قبولها جائزة «الامتياز بالالتزام ».
وكانت قد خاضت معركة قانونية ضد «مجلس كريستوود» التربوي» فـي عام ٢٠١٢ لفشلها فـي توفـير الخدمات والمواد الكافـية لمتعلمي اللغة الإنكليزية. وأدت الدعوى إلى تسوية بين وزارة العدل الأميركية فـي عام ٢٠١٤ والمنطقة التعليمية الأمر الذي تطلب القيام بسلسلة من الخطوات لضمان كفاءة البرامج التعليمية والموارد للطلبة متعلمي اللغة الإنكليزية كلغة ثانية.
«إن الأهمية الاولى للكلمة التي يعتقد المسلمون ان الله أرسلها إلى النبي محمد جاءت من خلال اقرأ. ذلك لأن الأمر الأول فـي اهتمامات القرآن الكريم هو القراءة والتعلم، ولا شيء يمكن أن يكون أكثر وضوحا من هذا»، أشارت برنجيكجي واردفت «وبينما يشرفني وبكل تواضع قبول الجائزة من المركز الإسلامي فأنا أفعل ذلك نيابة عن أطفال المهاجرين القادمين إلى الفصول الدراسية فـي جميع أنحاء أميركا الذين يكافحون كل يوم لتعلم القراءة والكتابة باللغة الإنكليزية».
وعادت بالذاكرة الى يوم كانت هي من الأطفال المهاجرين وأنها تشاركهم النضال وقالت انها أتت إلى أميركا فـي سن السابعة «وما زلت أتذكر الإحباط والارتباك والعزلة والحرج لعدم معرفة كيفـية القراءة مثل الأطفال الآخرين فـي مدرستي. ثم فتح التعليم أبواب الفرص بالنسبة لي ولعائلتي. ونحن، معاً كجالية أميركية مسلمة يجب أن نساعد فـي الحفاظ على تلك الأبواب مفتوحة أمام كل طفل».
Leave a Reply