نيويورك – مرشَّح سابق لانتخابات الكونغرس من ولاية تينيسي روبرت دوغارت لم يعتقد أنَّ الأمر يستغرق الكثير لمهاجمة الجالية المسلمة فـي شمال ولاية نيويورك، من خلال استعمال مجموعة صغيرة من المسلحين المتطرفـين المجهزين ببنادق هجومية وبعض قنابل المولوتوف أو خبراء الهدم، واذا تطلب الأمر حمل السواطير.
![]() |
روبرت دوغارت هدد بحرق العديد من ممتلكات الجالية الاسلامية المحيطة بمدينة هانكوك، فـي ولاية نيويورك |
«إذا بلغ الحد استعمال الساطور، فإننا سوف نقطعهم إرباً واشلاءاً» قال دوغارت عبر مكالمة اعترضها مكتب التحقيقات الفـيدرالي «أف بي آي»، وفقاً لشكوى جنائية.
وقد تم فتح الشكوى الجنائية مؤخراً بتاريخ ١٣ نيسان (أبريل)، والتي تتضمن أن دوغارت هدد بحرق العديد من المباني داخل الجالية الاسلامية قرب مدينة هانكوك، فـي ولاية نيويورك، التي أطلق عليها مدينة «إسلامبرغ» بسبب سكانها المسلمين، وحتى قتل السكان إذا تطلب الأمر. وكان دوغارت يعتزم الحصول على مساعدة من أفراد ميليشيا تسمى «أو آي أف» لتنفـيذ المؤامرة.
وألقى الماريشاليون الفـيدراليون القبض على دوغارت يوم ١٠ نيسان ( أبريل). ولكن حصيلة الاعتقال أسفرت عن تسوية قانونية عقدها دوغارت مع الادعاء تضمَّنتْ الإتفاق على أنْ يقر بموجبه بذنبه فـي تهمة واحدة فقط بالتهديد العابر للولاية، مما أدى إلى الإفراج عنه بسند كفالة قدره ٣٠ ألف دولار.
وقبل إلقاء القبض عليه، كان ادعاء دوغارت الفاشل بالشهرة يقتصر على حملة انتخابية غير ناجحة ضد المحافظ المتشدد النائب سكوت ديسجارليز كمستقل فـي عام ٢٠١٤.
وفـي الفترة من آذار (مارس) وحتى شهر نيسان (ابريل) زعم ان دوغارت ناقش خططه لإحراق مسجد ومدرسة وكافتيريا فـي «إسلامبرغ» مع أفراد آخرين فـي ولاية تكساس وكارولينا الجنوبية على حد سواء، شخصياً وعن طريق الهاتف، وفقاً للشكوى الجنائية. وأظهرت
وثائق المحكمة ان دوغارت بحث فـي استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة فـي الهجوم، بما فـي ذلك بنادق «أم-٤» على غرار الجيش ومسدسات وقنابل المولوتوف والمتفجرات والسواطير.
وأقرّ أيضاً انه حاول تجنيد أشخاص للمشاركة فـي الهجوم عن طريق الفـيسبوك، مشيراً إلى «إسلامبرغ» باسم الهدف ٣.
«العملية قيد الاعتبار تتطلب ليسَ أقل من ٢٠ خبير بنادق» كما ورد فـي احدى البوستات وفقاً للشكوى. «الهدف ٣ عرضة للعديد من الأساليب، ويجب أن يدمر تماما من أجل الحصول على انتباه الشعب الأميركي. إذا كنت من المتطوعين، ويمكن أن تحضر لعقد اجتماع وجهاً لوجه مع هؤلاء الوطنيين، نود أن نرحب بالمهارات الخاصة بك»، أضاف البوست التحريضي.
وأظهرت الشكوى أن تواصل دوغارت كان فـي كثير من الأحيان مشحوناً بحدته ووقعه الناري التحريضي. «مجموعتنا الصغيرة ستواجه قريباً نضال عمرها»، كتب دوغارت على صفحته على الفـيسبوك. وأضاف «سوف نبذل تلك الأرواح كضمان لإثبات التزامنا لربنا. سنكون المحاربين الذين سيلحقون ويوقعون ارقاماً رهيبة من الضحايا فـي صفوف أعداء أمتنا والسلام العالمي ».
واشارت الشكوى أيضاً إلى اعتراض مكالمة هاتفـية قال فـيها دوغارت لامرأة: «عندما نلتقي مع هذه الحالة، فإن الشعب الذي نسعى (لقتله) سيعرف من نحن. سوف نكون قاسين جداً عليه. وسوف نقوم بحرق مبانيه».
بيّن أن المتهم ذكر لمخبر سري فـي «أف بي آي» انه تم تحديد موعد نهائي هو ١٥ نيسان (أبريل) للبدء بتنفـيذ الهجوم بالتوافق مع خطط لميليشيا خاصة كان يعمل معها، وفقاً للمعلومات الواردة فـي التسوية القانونية. وقال دوغارت إنه فـي ذلك التاريخ، كانت الميليشيا التي عرفت فقط باسم «أو آي أف» ستبدأ حرباً أهلية.
ونصت التسوية أيضاً على تبرير دوغارت لمكيدته من خلال الزعم بأن سكان «إسلامبرغ» خططوا لتنفـيذ هجوم إرهابي. وكانت الجالية الاسلامية قد احتلت العناوين العريضة فـي أعقاب الهجمات الارهابية فـي باريس فـي كانون الثاني (يناير). وقال ريان ماورو، وهو محلل الأمن القومي فـي «مشروع كلاريون» على قناة فوكس نيوز برنامج «أورايلي فاكتور» ان «الأف بي آي» اعتبرت المسلمين فـي أميركا، وخاصة المجموعة التي مقرها فـي «إسلامبرغ»، بانها «تشكل تهديداً». وادعى ماورو أيضاً انه «شاهد شريط فـيديو عن سكان إسلامبرغ يقومون فـيه بالتدرب على حرب العصابات».
غير ان السلطات الأمنية المحلية نفت اعتبار الجالية الاسلامية أنها يمكن أن تكون خطراً على أحد بعكس ادعاء دوغارت وماورو و«فوكس نيوز». وقال شريف مقاطعة ديلاوير كريغ دومون للمذيع آرون كلاين فـي مقابلة إذاعية مع محطة «دوبليو أنْ دي» انه كان على علم بمحتوى الفـيديو الذي أشار إليه ماورو، «لكن لا شيء قمنا بتطويره أو كنَّا على اتصال معه جعلنا نعتقد أن هناك أي أساس لتلك التهمة فـي أشرطة الفـيديو».
وأصدر مسلمو أميركا بياناً فـي مطلع الاسبوع يصف دوغارت وأمثاله «بالمثال الصارخ على نتائج حالة الإسلاموفوبيا المستشرية من دون رادع والمتفشية بيننا بعد ان كمنت لسنوات عدة وهي تنشر أكاذيب حول جاليتنا المسالمة».
«تآمر هذا الرجل من أجل أن يقتلنا بلا رحمة ويفتك بأطفالنا ويفجر المسجد والمدرسة. لدينا سبب كاف للاعتقاد بأنه قد زار مواقع أخرى فـي جميع أنحاء الولايات المتحدة» أضاف البيان الذي تساءل «ما هي الخطط الإجرامية التي كادها هو والميليشيا الخاصة به (أيضاً المعروفة باسم طالبان الأميركية) وأين هم المتواطئون معه؟».
وقال مدير العلاقات العامة للجالية الاسلامية، محمد ماثيو غاردنر فـي البيان «كلنا متفقون على انه لو قام مسلم بهذا العمل، فإن الجاني سوف تعرف هويته على الفور ويوصف بأنه إرهابي ثم تجري محاكمته إلى أقصى ما يسمح به القانون. والأمثلة على ذلك عديدة. ولذلك، فإننا ندعو جميع فروع العدالة إلى أن تتأكد من حصول العدل وتحاكم هذا الرجل بتهمة التخطيط لجرائم الكراهية البشعة والعمل الإرهابي».
وفـي هذه الاثناء ينتظر دوغارت حالياً النطق بالحكم عليه وهو قيد الإقامة الجبرية، حيث يواجه حكماً بالسجن قد يصل الى ٥ سنوات وغرامة قدرها ٢٥٠ ألف دولار مع ثلاث سنوات مراقبة قضائية.
Leave a Reply