بلال شرارة
تحية وتقدير …. أما بعد
فالناس, الافراد والمجموعات, الكتلة البشرية هؤلاء الذين يتشكلون من العمال فـي: المطاعم والمقاهي, الافران, المطابع, الاسواق, باعة الحلوى على تقاطع الطريق, بائع التبغ المهرب أو الشرعي, الموظف والعامل والفلاح، التلميذ والمعلم، المالك والمستأجر, سائق سيارة الاجرة
وركابه الذين جمعتهم الطريق او المأساة, العمال فـي المؤسسات العامة والخاصة، العمال فـي جميع الحرف والحرفـيين, كل التنظيم وهيئاته وميليشياته, كل نقابة، كل الملتزمين والمندسين, الخطيب وجمهوره من المستمعين. كل الطفـيليين أو المنتجين والمستهلكين, الاقوياء والمستضعفـين من الناس.
هؤلاء بما يجتمعون عليه أو يتفرقون عنه بما يحبون وما يكرهون. بما ينجذبون اليه أو بما ينفرون منه هم على علاتهم وعلى علاتنا هؤلاء كلهم تعبوا من شرحنا الاستراتيجي بينما اوطاننا تتفكك.
لذلك, رويدكم يا سادة حتى لا يستدرجكم الكلام خارج السياق.
رويدكم يا سادة. وأنتم منا فـي صفنا. فلا تسقطوا فـي امتحان حروفكم اذا تاه الجمهور عن اتجاه بوصلة قلمكم او شرد عن ملعب مدادكم ولسانكم.
لا تحملوا الناس مسؤولية انصرافهم عن ما يلهج به لسانكم على الفضائيات. فالناس اذ تفتح شهيتها لبذار السنتكم وأقلامكم وما توشون لها وتسر اذ تزينوا لها الكلام وانتم تغتربون وصولاً الى حد طعن بعضكم بأقلامكم ونشر غسيل أوراقكم على حبال سوء الظن.
رويدكم يا سادة! اوقفوا ذر الحبر فـي العيون, واوقفوا دورة فنجان اللغة المرة, واعتزلوا المعصية، فقد تعبنا من قرع القنا فـي «داحس والغبراء», واجتمعواسوياً على لغة القرآن العربية وثبتوا مقاومتكم فـي قلوبنا وصوموا شهر رمضان دون أن تكروا أو تفروا فـي تحليل الوقائع.
سادتي! فـي الحروب خارج دورتي الدم الصغرى والكبرى. وخارج ملعب الرصاص وحماة الحرب تستلون الكلام من أكمامكم وجيوبكم دون صوت أو خوف أو وجل. ولكن الكلام يدور ويحز عميقاً فـي الذاكرة ويترك اثاراً واضحة وعلامات فارقة على أجساد الموتى وقد قيل من لا يقطع فـيه الكلام لا تقطع فـيه ضربة السيف لذلك رويدكم وانتم تقولون وتقولون.
رويدكم سادتي! ولتكتبوا ميثاق التين والزيتون بينكم. بأن لا تخلعوا مقاومتنا وأن تعبروا عن طلقة الحقيقة من بنادق المجاهدين والأنصار, من السابقين والحاضرين, وان تجعلوا وصايا شهدائنا دعاء للاحياء.
كفى, كل الخبز والملح المر يا سادتي, والدم اللزج الذي تريقونه فـي مباريات الكلام على المنابر وفـي الصحائف والشاشات واحذروا فان ما تأتي به الريح تأخذه الزوابع, واحذروا أن تزلزلوا الارض فـي غمرة حماس لسانكم, فالمرء بأصغريه: قلبه ولسانه.
سادتي اني افتح لكم بابا على الناس, فأدخلوا البيوت من أبوابها ولا تبقوا كالعطاشى تحسبون السراب ماء, واتبعوا نهج الصالحين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر, وتذكروا ان ميزان عدالة أقلامكم هو الدعوة إلى أن تكونوا رحماء فـيما بينكم أشداء على الكفار والسلام.
Leave a Reply