ناتاشا دادو – «صدى الوطن»
ولد فراس أبو عِيدة البالغ من العمر اثنتي عشرة سنة والمصاب بعمى جزئي خلقي، وهو مرض نادر من أمراض العين الوراثية التي تظهر عند الولادة.
أبو عيدة، طالب فـي الصف السادس فـي مدرسة «لنكولن بارك» الابتدائية، ضرير ويريد تعريف الناس بإمكانيات المكفوفـين وقدراتهم.
«أنا فقط أريد أن يعرف الجميع أن المكفوفـين قادرون على القيام بأكثر مما يعتقده العديد من الناس»، أكد أبو عيدة «أستطيع أن أفعل الشيء نفسه الذي يفعله زملائي وأحياناً أفضل. فقدراتنا ليست محدودة».
ووفقاً لجمعية «العناية البصرية لأميركا العالمية»، فإن نحو ١٨٠ مليون شخص مصاب بالعمى أو الإعاقة البصرية، أي ما يعادل ثلثي سكان الولايات المتحدة. ومعدلات العمى ستتضاعف بحلول عام ٢٠٢٠، ما لم يتم تكثيف جهود الوقاية.
فـي سن التاسعة برع أبو عيدة فـي لعبة الكاراتيه وفاز ببطولة فـيها. «أدائي فـي فنون الدفاع عن النفس كان أفضل من الكثير من زملائي الذين لم يكونوا مكفوفـين» أعلن فراس بفخر.
كما فاز التلميذ الموهوب أيضاً بجوائز عديدة لتحقيقه التفوق الأكاديمي.
ولذا فإن رد الجميل للجالية هو عنده من الأولوية. وهذا سبب نشاطه الدؤوب فـي القيام بالجهود الخيرية والإنسانية.
فـي الآونة الأخيرة، أفاد انه شارك فـي الماراثون «فايف كي» للمساعدة فـي جمع الأموال لمؤسسة «مكافحة الإعاقة البصرية». وتمكن فريقه المسمى «روح واحدة وحلم واحد» من جمع أكثر من ١٠٠٠ دولار. وكانت حملة «السير على الأقدام» تهدف إلى جمع الأموال التي من شأنها تمويل المستشفـيات والباحثين الذين يحاولون إيجاد علاجات للعمى. وقال إنه يريد أن يقود فـي يوم من الأيام مجموعة ماراثون مماثلة لجمع الأموال للمكفوفـين.
وأضاف «أعتقد أنه من المهم حقاً أن نرد الجميل للمجتمع، وأنا أقوم بذلك قدر الإمكان».
أبو عيدة، وهو أميركي فلسطيني، يأمل فـي يوم من الأيام ان يصبح معلماً للمكفوفـين. واستطرد «أريد مساعدة الطلاب من أمثالي وأجعلهم يعرفون أنهم يستطيعون إنجاز أي شيء يريدون، على الرغم من ضعف بصرهم او عدمه».
«انه ملهم حقاً وأنجز الكثير» قال ابراهيم
أبو عيدة، وهو قريب لفراس، وأضاف «يريد أن يعرف كل شيء وعن كل من حوله. انه شخص متابع حقاً».
وشجع إبراهيم أبو عيدة أولئك الذين لديهم أصدقاء وأقارب مكفوفـون على التحلي بالصبر معهم مشيراً الى أن «عليك أن تعطيهم الوقت وتتحلى معهم بالصبر».
خضر فرحات، هو أيضاً مكفوف البصر، معلم فراس ومثله الأعلى. وفرحات ناشط هو الاخر داخل الجالية وفـي الدفاع عن المكفوفـين. وعن أبو عيدة أشار الى «انَّي رأيت شيئاً خاصاً فـي فراس».
فرحات هو المضيف لبرنامج إذاعي ملهم اسمه «صوتك يهم» فـي راديو «سينا». البرنامج يبث ظهر كل يوم أربعاء وكان احد ضيوف البرنامج مؤخراً قاضي قضاة المحكمة العليا فـي ميشيغن ريتشارد بيرنستين، وهو أول شخص ضرير ينتخب الى عضوية المحكمة العليا لولاية ميشيغن.
وأكد فرحات أيضاً على أهمية دعم أسر الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر. وقال «يجب على الأسر الا تشعر بالحرج إزاء الخوض فـي هذا المضمار». وشجع المكفوفـين بغض النظر عن أعمارهم ليبدأوا حمل راية الدفاع عن أنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه. وختم فراس من ناحيته بالقول «هناك الكثير من التحديات والصراعات فـي حياتنا، ولكن إذا تحلينا بالصبر وتسلحنا بالقوة فسوف نتغلب على كل الصعاب».
Leave a Reply