محكمة أميركا العليا تحكم لصالح مسلمة تعرضت للتمييز بسبب ارتدائها الحجاب
واشنطن - شابة مسلمة رفضت شركة «أبركرومبي آند فـيتش» للملابس الجاهزة -المعروفة بثياب عارضاتها «المثيرة»- توظيفها عام ٢٠٠٨ لأنها ترتدي الحجاب.
وفـي قرار شبه إجماعي أيده ثمانية قضاة من أصل تسعة، وجهت المحكمة العليا ضربة إلى الشركة التي تلقى ملابسها رواجا بين المراهقين، معتبرة أن التمييز الديني فـي التوظيف غير مسموح به حتى ولو لم يتقدم المرشح للعمل بطلب صريح لتعديل نظام العمل ليتوافق مع المتطلبات الدينية.
وتعرف محلات «أبركرومبي آند فـيتش» بعارضاتها الرشيقات اللواتي يرتدين ملابس مثيرة تكشف عن محاسنهن، وسراويل جينز ضيقة تجذب الزبائن عند المدخل.
لكن سامانثا إيلوف كانت ترتدي حجابا أسود أثناء المقابلة لتوظيفها كبائعة فـي مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، وقد رفض طلبها فـي الحصول على الوظيفة.
وتذرعت «أبروكرومبي» من جهة بأن المرشحة للوظيفة لم تشر إلى ديانتها ولم تطلب صراحة تعديل سياستها بالنسبة للملابس لتتوافق مع متطلباتها الدينية. ومن جهة أخرى، أكدت إيلوف أن «أبركرومبي» لا يمكنها تجاهل أنها مسلمة وكان الأولى بها أن تطلب منها أن توضح ما إذا كانت مستعدة للتكيف مع سياستها. ويحظر قانون الحقوق المدنية -الذي صدر فـي الولايات المتحدة عام ١٩٦٤ التمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو أصل الشخص. وكانت محكمة ابتدائية قد رفضت دعوى المسلمة ضد شركة الملابس العملاقة لكن المحكمة العليا نقضت هذا الرفض بحكمها لصالح المسلمة المحجَّبة.
نصرٌ آخر للعدالة: مسلمة تتعرض للتمييز على «يونايتد إيرلاينز» .. والشركة تعتذر وتعفي المضيّفة المعتدية من خدمة زبائنها!
علي حرب وخليل رمَّال
انتصارات العرب الاميركيين والمسلمين القضائية تتوالى بعد انتصار العدالة فـي المحكمة العليا الاميركية التي وقفتْ مع امرأة مسلمة محجَّبة ضد شركة تجارية عملاقة. وعلى ما يبدو ان الشركات الاخرى بدأت تُحاط علماً بهذا القرار التاريخي فأصبحت تسارع لتطويق أي سلوك تمييزي بسرعة فائقة وهذا ما حدث خلال رحلة للخطوط الجوية التابعة لشركة «يونايتد» التي بادرت للاعتذار من احدى المسافرات المسلمات بعد تعرضها للتمييز فـي المعاملة عن باقي الركاب .
فقد تعرضَّتْ ناشطة دينية مسلمة بارزة من جامعة «نورث وسترن» فـي شيكاغو للتمييز فـي المعاملة والافتراء المتعصب على متن رحلة للخطوط الجوية التابعة لشركة «يونايتد» مساء الجمعة الماضية.
وقالت طاهرة أحمد التي تعتمر الحجاب إنها طلبت من إحدى المضيفات إعطاءها علبة «دايت كوك» غير مفتوحة، فرفضت موظفة «يونايتد» طلب أحمد ولكنها قامت بمنح أحد الركاب من الذين كانوا يجلسون بجانبها علبة مغلقة من الجعة (البيرة).
ونقلت أحمد القصة وهي على متن الطائرة فـي الجو على صفحتها على الفـيسبوك فنسبت إلى المضيفة «غير المضيافة» زعمها بالقول «نحن غير مصرح لنا بإعطاء علب مرطبات مغلقة للناس لأنهم قد يستخدمونها كأسلحة على متن الطائرة». وردت طاهرة أحمد بالقول للمضيفة إن سلوكها يحمل تمييزاً واضحاً فـي المعاملة لأنها أعطت لتوها أحد الركاب مشروباً فـي علبة مغلقة.
ولم تكد طاهرة أحمد، وهي مديرة المشاركة بين الأديان فـي جامعة «نورث وسترن» فـي شيكاغو، تنتهي من ردها على المضيفة حتى انبرى أحد الركاب بالقول، «أنتم المسلمون عليكم اغلاق أفواهكم» مستخدماً عبارة نابية، وفقاً لروايتها. وبعد أن استفسرت عن ما صاح به الراكب الذي حشرَ انفه فـيما لا يعنيه، انحنى للإمام قليلاً وكرر قوله النابي «نعم، انتِ تعلمين أنك سوف تستخدمين العلبة كسلاح، لذلك إغلقي فمك ال….»
وأضافت أحمد أنها لم تحظ بأي تدخُّل إيجابي أو دعم من قبل أي شخص من المسافرين على متن الطائرة، بل اكتفوا جميعاً بهز رؤوسهم علامة القرف. وأردفت ان الحادثة جعلتها تغرق فـي الدموع والبكاء. لكن نصرة (طاهرة) حين لم تأتِ من الجو فإنها جاءت من الأرض ومن الفضاء «السيبيري» بالتحديد حيث سرعان ما ظهر «هاشتاغ» بعنوان «متحدون مع طاهرة» (UnitedForTahera) أي بمعنى مزدوج لأن «يونايتد» تعني «متحد» بالإنكليزية. وانتشر «الهاشتاغ» لاظهار التضامن مع أحمد بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تم نقل روايتها حول الحادث من قبل المئات فـي جميع أنحاء البلاد. « مشمئزون من الطريقة التي عوملت بها طاهرة أحمد على متن رحلة «يونايتد» الجوية. وهذه ليست أوكي»، قال احد المغردين على تويتر، بينما حثت تغريدة أخرى «يونايتد ايرلاينز» أن تعتذر لأحمد.
«محظور عليك الطيران وانت مسلم: كيف عاملت «يونايتد» صديقتي وزميلتي طاهرة أحمد؟ ليس كما تدَّعي شركة الملاحة الجوية انها تطير فـي سماوات صديقة»، كما تهكم الكاتب هارون المغول فـي تغريدة له على تويتر.
وتناولت شركة «يونايتد» للخطوط الجوية قضية التمييز المزعوم، قائلةً ان الشركة «تدعم بقوة التنوع والشمولية». وأضافت فـي بيان لها «نحن وشركاؤنا لا نميز ضد موظفـينا أو زبائننا، وأننا نتواصل مباشرةً مع السيدة أحمد للحصول على فهم أفضل لما حدث أثناء الرحلة. كما أننا نناقش هذه المعضلة التي وصفتها السيدة أحمد مع شركة «شاتيل أميركا»، الشريكة الإقليمية المنظمة للرحلة المذكورة». وخلص البيان إلى القول «نحن نتطلع إلى التحدث مع السيدة أحمد ونأمل أن تتاح لنا الفرصة لنرحب بعودتها لاستخدام طائراتنا».
وفـي وقتٍ لاحق اعتذرت شركة «يونايتد» من طاهرة أحمد عبر بيانٍ آخر أصدرته مساء الأربعاء الماضي، أي بعد خمسة أيام من الحادثة وبعد يومٍ من انتصار المحكمة العليا للمرأة المحجَّبة التي تم التمييز ضدها من شركة الملابس العملاقة «ابركرومبي اند فـيتش». وجاء فـي البيان «فـي حين أننا لم نشغِّل الرحلة الجوية المعنية الا ان السيدة أحمد هي زبونتنا لذا فإننا نعتذر لها على ما حصل خلال الرحلة».
وكانت الرحلة قد شغلتها «شاتيل أميركا» مع ان الطائرة تحمل شعار «يونايتد». وأكد البيان انه بعد اجراء تحقيق بالحادث مُنِعتْ المضيفة، التي هي موظفة لدى «شاتيل أميركا»، من خدمة زبائن شركة «يونايتد».
Leave a Reply