سامر حجازي – «صدى الوطن»
أصيب صبي عربي أميركي يبلغ من العمر ١٢ عاماً بجروح من جراء حادث بدا كأنه متعمداً نجم عن صدم المراهق بسيارة عندما كان يحاول عبور الشارع على دراجته فـي حي من أحياء مدينة ديربورن الشرقية.
وكان الفتى رمزي معتوق يركب دراجته مع صديق بالقرب من مدرسة «أوكمان» الابتدائية يوم الخميس ٤ حزيران (يونيو) حوالي السابعة مساءاً عندما توقف أمام إشارة وقوف عند طريق «تشيس» وشارع «غولد» إثر مشاهدته مركبة تقترب من التقاطع.
ووفقاً لمعتوق، فإنَّ رجلاً عربياً فـي الثلاثينيات من عمره كان يقود سيارة سوداء ماركة «دودج تشارجر» مع ضوء ذيلي مكسور، فأومأ للفتى برأسه إشارة السماح له بعبور الشارع. وحالما عبر معتوق الشارع منصاعاً لتعليمات السائق، فما كان من الرجل وراء المقود إلا أن ابتسم فـي وجهه ثم ضغط فجأةً وبقوة على دواسة البنزين فانطلقت السيارة ودهست الصبي.
واصطدم معتوق بالسيارة، مما أدى إلى سقوطه على الرصيف فـي حين ان السائق لاذ بالفرار من ناحية الجنوب على شارع «تشيس» وانعطف نحو زقاق إلى أن اختفت سيارته من المكان.
تيريزا معتوق، والدة الطفل، علمت فوراً بوقوع الحادث من قبل الأصدقاء. حيث تسكن العائلة على بعد مفرق واحد من مكان حادث الصدم والفرار. وفـي غضون دقائق، وصلت سيارة الإسعاف إلى مكان الحادث. وأخبر المسعفون تيريزا أن ابنها قد أصيب بجروح من الوركين إلى أسفل.
«كنت ارتجف خوفاً ولا اعرف ما يجب القيام به»، وصفت تيريزا معتوق ما حل بها وتساءلت بالقول «من يترك طفلاً مرمياً على جانب الطريق؟ لا يمكن حتى صدم حيوان وتركه هكذا على الطريق، ناهيك عن الأطفال».
وقد نُقِلَ معتوق على الفور إلى مستشفى الأطفال من قبل سيارة الإسعاف وبعد اجراء صورة أشعة له اكتشف الأطباء أنه تعرض لكسر فـي أصبع القدم من جراء الحادث.
ووضع معتوق على عكازين وهو يعاني الآن من تورم فـي رجليه وقدميه. وقد عاد أخيراً إلى المدرسة فـي الثلاثاء ٩ حزيران (يونيو) بعد أن أمضى عدة أيام فـي المنزل للشفاء من الحادث.
وقالت تيريزا إنها ممتنة لأن ابنها لم يتعرض للمزيد من الإصابات والجروح. وهو قبل شهرين فقط خضع فـي المستشفى لعلاج الربو ومرض فـي القلب.
وبعد بضعة أسابيع، كشَفَتْ صورة صوتية أجريت لرأسه أن الصبي مصاب بحالة فـي الدماغ تدفع الجزء السفلي من الدماغ إلى الحيز الذي يشغله عادةً الحبل الشوكي.
وذكرت والدته ان «حادث الصدم كان يمكن ان يصيب ابني بنوبة قلبية وكان يمكن ان يحدث تلفاً فـي الدماغ. وهناك الكثير من الاشياء المرضية التي كان ممكناً ان تحدث». واعربت عن أمنيتها فـي ان تتمكن التحريات من التعرف على الجاني الذي قام عمداً بدهس ابنها، على الرغم من عدم وجود تطورات فـي القضية. وكانت شرطة ديربورن تمكنت من تحديد سبع سيارات مماثلة فـي المنطقة، ولكن لم تكن قادرة على التحرك فـي اتجاه القبض على المشتبه به.
واردفت تيريزا انها لا يمكن ان تفهم لماذا يقوم شخص بصدم طفل عن سابق تصميم و«فـي كثير من الأحيان، يقوم السائقون بمحاولة تخويف الأطفال من خلال التمثيل والإيحاء بانهم سيقومون بدهسهم، ولكنهم يكبحون سياراتهم فـي آخر لحظة قبل ان تصدم الطفل. وانا اعتقد بأن ذلك قد يكون احتمال ما حصل مع ابني».
وتابعت «لقد رأيت الكثير من الناس يقومون بهذا التخويف حيث يدعون أنهم سيصدمون الشخص ومن ثم ينحرفون بعيداً عنه. أنا لا أعرف ما هو الدافع وراء ذلك. أود أن يسلم هذا الشخص نفسه. وهو يعرف ما اقترفت يداه، وعليه القيام بالشيء الصحيح وذلك بتسليم نفسه للشرطة».
وأشارت إلى أن القيادة المتهورة أصبحت شائعة جداً فـي أحياء مدينة ديربورن. كما ان الأطفال يجوبون الشوارع ويقومون بركوب الدراجات وممارسة الرياضة، وغالباً ما يصطدمون بسيارات يقودها سائقون غير منتبهين.
وبعد يوم واحد من حادث دهس معتوق وفرار السائق، صدمت سيارة أيضاً فتاة فـي سن المراهقة عندما كانت تعبر الشارع للذهاب إلى المدرسة على طريق «شايفر». وعلمت «صدى الوطن» ان الفتاة أصيبت إصابات بالغة وما زالت تتعافى فـي مستشفى محلي.
وقالت تيريزا إنها فـي كثير من الأحيان تشاهد سائقين يتجاوزون إشارات التوقف فـي حيها. كما ان الآباء الذين يرافقون أطفالهم من المدارس المحلية واليها مذنبون بسبب تجاهلهم إشارات المرور وإشارات الوقوف كذلك.
واستطردت «عندما يخرج الطلاب من المدرسة، فإنَّ الآباء والأمهات لا يكلفون نفسهم التوقف من أجل عبور الأطفال الآخرين الشارع. السائقون لا يولون اهتماماً لما حولهم وللآخرين، فهم مشغولون على هواتفهم ولا يرون الأطفال يلعبون فـي الشوارع».
لَعب الأطفال في الشوارع مصدر قلق متزايد
فـي الوقت الذي يزداد فـيه اعداد السائقين المتهورين فـي مدينة ديربورن بشكل عام، يبدو ان منطقة شرق ديربورن لديها مشكلة اضافـية من نوع آخر وهي ارتفاع وتيرة الأطفال الذين غالباً ما يلعبون فـي شوارع الحي دون اي رقابة من الاهل، وتكبر هذه المشكلة أكثر مع حلول فصل الصيف وانصراف الاولاد من مدارسهم. وابلغ أحد السكان «صدى الوطن» أنه فـي الأيام الأخيرة، يقوم أطفال الحي بإقامة الأطواق لكرة السلة فـي وسط الشارع، وحتى يقومون باجراء مباراة رياضية بين حركات السير المتقطعة.
وقالت سميرة فرج وهي من السكان المحليين أنها عندما تجلس على الشرفة الأمامية لبيتها فإنها غالباً ما تشهد يومياً تقريباً حالات تشرف على اصطدام السيارات بالأطفال. وأردفت «على هؤلاء الأطفال ان يلعبوا فـي الفناء الخلفـي أو فـي الحديقة وليس على ناصية الشارع. أنا لا أفهم كيف يسمح لهم أولياؤهم بأن يكونوا فـي الشوارع هكذا ولعدة ساعات؟!يجب القيام بشيء قبل أن يصاب شخص ما بأذى أو يُقتل». ومع اقتراب حلول عطلة عيد الاستقلال فـي الرابع من تموز (يوليو)، يميل العديد من الأطفال للتجول فـي الشوارع من دون رقابة الوالدين واشعال الألعاب النارية الخطرة فـي جميع أوقات الليل.
والقضية قد تتفاقم بحلول شهر رمضان المبارك حيث تميل العائلات تقليدياً إلى السهر حتى الساعات الأولى من الفجر لتناول السحور قبل شروق الشمس، وحيث يميل المراهقون والأطفال إلى اللعب فـي الهواء الطلق فـي ساعات المساء المتأخرة.
وكانت مدينة ديربورن فـي العام الماضي قد فرضت «مرسوم الضوضاء» الذي يحظر قيام الأنشطة الرياضية بعد العاشرة مساءاً عقب موجة من الشكاوى مصدرها السكان خلال شهر رمضان. وعدم الالتزام بالمرسوم يؤدي إلى اصدار مخالفة مدنية بقيمة ١٠٠ دولار. وأي تكرار للمخالفة يؤدي الى جنحة وغرامة قدرها ٥٠٠ دولار.
Leave a Reply