حطمت المقاومة الإسلامية العظيمة الممثَّلة بحزب الله أسطورة تنظيم «داعش» الإرهابي المجرم وقبله جبهة «النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» الذي دوَّخ الغرب وأميركا، لكن هذين التنظيمين الجزَّارين هويا كنمرٍ من براز، لا ورق، وسقطت الهيبة التي لفتهما بها أجهزة الاستخبارات الأميركية والغربية والقطرية والسعودية والتركية وحتى الإسرائيلية. لقد ظنَّتْ هذه الأجهزة وخطَّطَتْ أنَّ يتكفَّل التكفـيريون الظلاميون الفسَقَة بالمقاومة فـي لبنان بعد اندفاعتهم السريعة كالبرق حيث اجتاحوا الموصل وتكريت والرمادي واحتلوا مساحاتٍ واسعة من أرض العراق فـي يومٍ مظلِم كالليل البهيم وكادوا يصلون إلى العاصمة بغداد بسبب تعاون وتواطؤ بقايا بعثيي صدَّام الخونة، والكرد ظنَّاً منهم أنهم مع بعض المغرَّرِين سيقتسمون الجبنة مع الإرهابيين. كما أن التكفـيريين مازالوا يحاربون الجيش العربي السوري، الصامد بشكل أسطوري تعجز عنه جيوش العالم، منذ ٤ سنوات مدعومين بالسلاح وبالمال الهائل والنفط من قطر والسعودية ودول الخليج وتركيا وفرنسا والأردن، لهذا أحاط التنظيمان نفسيهما بهيبة الجيشين اللذين لا يُقهران لكن غاب عنهما أنَّ حليفهما الصهيوني، الذي كان يُسمَّى جيشه بالجيش الذي لا يُقهر أيضاً، داس على رأسه أبطال المقاومة الذين باعوا جماجمهم لله فحققوا معجزتي النصر والتحرير ولو فـي مسخ وطنٍ طاعنٍ لظهر المقاومة ويرتع فـيه منافقو السياسة وأشباه المخلوقات.
وفـي أول إشتباك فعلي بين مجاهدي حزب الله البواسل وجزاري «النصرة» وربيبتها بالاجرام «داعش»، ذاق الإرهابيون طعم الهزيمة المرَّة فـي القَلَمون حيث أبطال المقاومة بالمرصاد ينتظرون ويسطِّرون ملاحم وأساطير ستكتبها الأجيال بأحرف من الماس، لا كتَبَة تاريخ مسخ الوطن الذي يعج بالمنافقين المدافعين عن الفاجرين الظالمين الذين يحاولون نصرة الذباحين، مثل المجرمَيْن المطلوبَيْن للعدالة علي الحجيري وابن عمه «أبو طاقية» الذي يأوي المدعو أبو مالك التلي ويحجز العسكريين اللبنانيين المختطفـين فـي بيته، ومثل المنافق وليد جنبلاط الذي تسبَّب بمذبحة الدروز فـي إدلب بسبب تملُّقه للنصرة وتحريضه على الجيش السوري فلم يشفع للضحايا هذا النفاق وإلباس «النصرة» لبوس الإعتدال ولا وعود الحماية له من قطر وتركيا والأردن. وهل يوجد هناك عاقل، لا قرد، يأمن للفاسقين من مسوخ «النصرة» و«داعش»؟! وهل اتعظ جنبلاط من الأكراد فـي العراق وباقي الأقليات الذين تعرضوا للذبح رغم مساندتهم للدواعش الفواحش؟! بل هل يتَّعظ أغبياء الساسة فـي لبنان الذين يدعمون التكفـيريين بكل الوسائل من أنَّ لا شفاعة لهم ولا إعفاء من الذبح؟! حتى التنظيمان السفَّاحان لا يسامحان بعضهما البعض فـيتفننان بالقتل والذبح ضد عناصرهما وهما من شجرة شيطانية وهابية واحدة، فهل يمنحا غيرهما ما لا يعطيانه لأنفسهما؟! ولكن الأنكى من كل ذلك أنْ ما يُسمَّى بالجماعة الإسلامية قد باتت تضم «هيئة علماء المسلمين» التي كان يرأسها سالم الرافعي فأُقصِيَ بعد استنجاده بـ«الثورة السورية» واستُبدِل بالموتور عاشق تركيا المدعو أحمد العمري، فما كان منه إلا أنْ بدأ أول دخوله بالتصعيد فـي الفتنة المذهبية السعودية. لكن لا أطعمه الله الحجة والنّاس راجعة وهو وجماعته، التي منذ تحالفها مع «المستقبل» أصبحت تقف فـي أقصى التطرف الفتنوي، لن تقدِّم ولن تؤخر فكثار أكبر من عمرها جربوا وهاهم يلوذون بالخيبة فارِّين إلى الجرود كالجرذان.
وعلى سيرة ولع المذكور الموتور بتركيا، فقد أكل رجب أردوغان باشا السفَّاح علقة سخنة فـي الإنتخابات الأخيرة فـي بلاده حيث رفض الشعب ديكتاتورية حزبه والمسار الإرهابي الذي يختطه وبهذا تكون لعنة سوريا الأبيَّة وشعبها ورئيسها بشَّار الأسد قد حلَّت عليه مثل غيره من الساقطين.
كم عظيمة هذه المقاومة التي تحقق الإنجاز تلو الإنجاز رغم كيد الأعادي فـي الداخل وكم نبيلة هي بتوجيه مقاتليها فـي الجرود من وقت لآخر التحية للتيار الوطني الحر الذي يستأهل الإجلال والتقدير فعلاً لأنَّ العماد عون حقَّق ما عجز عنه ما يسمى بالميثاق الوطني وزعماء ما يوصف بالاستقلال، من ناحية انصهار نصف الموارنة على الأقل فـي المقاومة والتحالف مع شعب المقاومة بينما تاريخ الموارنة الباقين اقتصر على التعاون مع إسرائيل ضد أبناء شعبهم. فالمقاومة مخلصة بتحالفاتها ولهذا تقف اليوم بصلابة مع إنتخاب العماد عون وإلا فالفراغ أفضل. ثم هل أنَّ الطبقة السياسية فرحة بوجود تمَّام سلام الضعيف الذي تسيِّره مرجعيته السعودية وهو لا يحل ولا يربط لكنه يستمر فـي تجاهل والتعامي عن مكون أساسي فـي البلد؟! كم يذكرني سلام هذا بمخلوقات فـيلم «كون هيدز»(coneheads) أي «أصحاب رؤوس قرطاز البوظة» الذين جاوؤا من كوكب آخر غير معروف وصلتهم بالأرض محيرة وما يحدث فـيها غير مفهوم بالنسبة لهم! «كون هيد» الآخر هو ميشال سليمان الذي يحاول حجز مكان له فـي السياسة اللبنانية ويجتمع مع وفد فتفتي متقيئاً بكلام أرخص من الخشب.
إن موقف المشنوق بالتجديد لبصبوص نكايةً بعون وتحدياً له ونية التمديد لقائد الجيش قهوجي، ما هو إلا اختبار لعون وحليفه المخلص والإمساك بمفاصل الحكم من قبل بطانة الطبقة الحاكمة الفاسدة المستفـيدة من الوضع الراهن. لكن ليجربوا ويركبوا أعلى ما فـي خيلهم ولن يكون انتخاب الرئيس إلا من الشعب فـي هذه الدولة المهترئة التي حتى أحزابها لا تنتخب إلا الورثة من الأبناء!.
سلام ليس الوحيد القادم من كوكب آخر وياما فـي لبنان «كون هيدز»!
Leave a Reply