علي حرب – «صدى الوطن»
يتجه مجلس بلدية ديربورن لحظر جميع أشكال التدخين فـي المنتزهات والحدائق العامة فـي المدينة، وذلك بعد إقرار القراءة الأولية لمشروع قانون بهذا الخصوص فـي جلسة عقدت يوم الثلاثاء ٣٣ حزيران (يونيو) الماضي. وبالنظر الى مواقف الأعضاء التي أجمعت على ضرورة حظر التدخين للحفاظ على الصحة العامة، فإنه من المتوقع أن يُقرّ مرسوم القانون فـي جلسة نهائية تعقد فـي تموز (يوليو) المقبل بعد إزالة عدد من النقاط العالقة.
وينص مشروع المرسوم البلدي على منع «نفث الدخان من جراء حرق التبغ أو حرق أي منتج آخر موجود فـي الأركيلة والغليون والسيجار والسجائر والسجائر الإلكترونية» داخل المنتزهات العامة فـي ديربورن (الباركات)، غير أن مشروع القانون يؤكد أنه لن يتم تحرير مخالفات بحق المدخنين إلا فـي حال عدم استجابتهم لطلب التوقف عن التدخين من قبل رجال الشرطة أو مفتشي البلدية.
وإذا لم يمتثل المدخنون لأوامر الشرطة، فإنهم يمكن أن يحصلوا على ضبط مخالفة مدنية مع غرامة قدرها ٢٥ دولاراً.
ومن المتوقع ان يخلق هذا المرسوم مشكلة كبيرة باعتبار ان تدخين الأركيلة فـي المنتزهات العامة أثناء النزهات العائلية هو أمرٌ شائع جداً بين العرب الأميركيين.
وفـي هذا الصدد صرحت رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة «ان المرسوم يستند على قضايا الصحة العامة ويتبع جهود الولاية والجهود الوطنية لمكافحة التدخين». وأكدت ان هذا الموضوع نوقش باستفاضة فـي جلسة المجلس البلدي االتي أقرت القراءة الأولى للمرسوم.
واردفت «وبينما أنا بالتأكيد لست فـي صالح وجود سحابات الدخان التي تحيط بأطفالنا من كل جانب، إلا انَّي كنت آمل أن نتمكن من التوصل إلى حل وسط، من خلال ربما تحديد منطقة مخصصة للأشخاص الذين يرغبون فـي التدخين، بعيداً عن أماكن لعب الاطفال وملاعب كرة السلة والبيسبول. ولسوء الحظ لم نكن قادرين على التوصل الى صيغة نتفق عليها جميعاً ولذلك فإن الطريقة التي يتم بها تقديم هذا المرسوم اليوم هي أن جميع أشكال التدخين ستحظر فـي أي مكان داخل منتزهات مدينتنا».
وذكر رئيس البلدية جاك أورايلي ان المرسوم سينفذ من خلال السكان الذين سيستدعون الشرطة للإبلاغ عن التدخين، ومن خلال إجراء فحوص دورية من قبل موظفـي إنفاذ القانون على المنتزهات فـي جميع أنحاء المدينة.
تجدر الإشارة الى أن منتزه «كامب ديربورن»، وهو منتزه مملوك لبلدية ديربورن ويقع فـي مدينة ميلفورد، سيكون مُعفى من المرسوم، لأنه على الرغم من ان البلدية مسؤولة عن إدارته وتشغيله، لكنه يتبع قوانين بلدية ميلفورد التي يقع فـي أراضيها.
وطلب عضو المجلس روبرت إبراهام، الذي اقترح المرسوم، وضع مذكَّرة من شأنها أن تعفـي ملعب «ديربورن هيلز» للغولف المملوك لبلدية ديربورن من الحظر. ورفض عضو المجلس البلدي مايك سرعيني طلب الإعفاء معللاً ذلك بالقول «اذا كانت الفائدة التي نتوخاها هي الصحة العامة، فعلينا أن نكون ثابتين على نفس المنوال فـي جميع المجالات».
واضاف سرعيني، الذي قبل المرسوم على مضض، ان «ديربورن هي أول مدينة فـي جنوب شرق ميشيغن تحظر التدخين فـي المنتزهات العامة»، موضحاً «أن مدينة برمنغهام وآناربر تفرضان قيوداً على التدخين بالقرب من مناطق اللعب والمساحات المغلقة فـي الحدائق، ولا تفرض حظراً شاملاً كالذي اقترحه المرسوم».
وأردف سرعيني انه يوافق على أن وضع إجراءات معينة على أساس فصل مسافات بين المدخنين والروّاد داخل المنتزه من شأنه أن يعيق تطبيق القانون، وهذا هو السبب فـي أنه يدعم الحظر التام، ووجه كلامه لإبراهام قائلاً «لكنني لا أعتقد أننا يجب علينا اجتزاء القانون واختيار أماكن معينة يُسمح فـيها بالتدخين ونحرمها على الآخرين فـي أماكن أخرى».
ورد ابراهام ان المذكرة المزمعة بإعفاء ملعب الغولف من القانون كانت متضمنة فـي المرسوم منذ البداية. ولم يقبل سرعيني بهذا التوضيح وأصر على ان المذكرة لم تدرج فـي القراءة الأولى للمرسوم، فما كان من نائب رئيس المجلس توم تافـيلسكي الا ان اقترح تأجيل التصويت على المرسوم حتى يتم استجلاء هذه النقطة.
وطلب سرعيني التأجيل على التصويت لانه يريد التأكد مما يصوت عليه أولاً.
وبعد حدوث بعض الارتباك تم ارجاء التصويت على المرسوم على ان يُطرَح على التصويت النهائي فـي الاجتماع العادي القادم فـي ٢١ تموز (يوليو). وإذا أقرّ المرسوم فإنه يصبح نافذاً على الفور.
والمعروف ان حظر التدخين فـي المنتزهات هو آخر حلقة من سلسلة من المراسيم الآيلة لتشديد التدابير السكنية والتجارية فـي ديربورن. وكان المجلس قد شدد فـي العام 2014 قوانين الكاراجات المنزلية بحظر تحويلها الى أماكن للسكن والترفـيه. وفـي وقت مبكر مرر المجلس ثم ألغى، أيضاً عبر اقتراح قدمه ابراهام، قراراً بالحد من تصاريح البناء لمدة سنة واحدة، والذي تناقض مع قانون الولاية. كذلك فـي العام الماضي، حظر المجلس ممارسة الرياضة فـي الهواء الطلق بعد الساعة العاشرة ليلاً.
Leave a Reply