حسن خليفة – «صدى الوطن»
شهدت مدينة ديترويت خلال الأسبوع الماضي سلسلة من المناسبات التأبينية لضحايا مجزرة كنيسة تشارلستون وسط دعوات لمكافحة العنصرية والكراهية فـي الوقت الذي تصاعد النقاش داخل كنائس السود فـي ديترويت حول ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية خشية تعرضها للاستهداف العنصري كما حصل بولاية كارولاينا الجنوبية.
وقد شهدت كنائس المدينة موجة تعاطف شعبية من مختلف المجتمعات المحلية تمثلت باجتماع أعضاء ونشطاء المجتمع المدني ورجال دين من كافة الديانات فـي كنيسة الملك سليمان المعمدانية التاريخية وذلك يوم السبت ٢٠ حزيران (يونيو)، فـي حفل تأبيني لضحايا مجزرة كنيسة تشارلستون وللتضامن ضد العنصرية «التي مازالت موجودة بقوة فـي أميركا اليوم وتذر بقرنها كل يوم».
وأنشد الحاضرون خلال إضاءة الشموع فـي بداية الحفل أغنية We shall not be moved التي اكتسبت شعبية واسعة خلال حركة الحقوق المدنية للسود فـي الستينيات، فـيما امتلأت المقاعد فـي كنيسة الملك سليمان بالمصلين من مختلف الأعمار والأعراق والأديان وسط مشاركة من نشطاء حملة «كافحوا الكراهية» Take on Hate، التي تهدف إلى مناهضة التعصب والعنصرية بتنظيم من «الشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية».
وتعد «كنيسة الملك سليمان» التاريخية واحدة من مئات الكنائس فـي جميع أنحاء البلاد, التي أقامت احتفالات تأبينية تكريماً للضحايا. وقالت النائبة السابقة فـي كونغرس ميشيغن، رشيدة طليب، متحدثة باسم الحملة «إن المحجّبات اللواتي يتعرضن للبصق والعنف، وهؤلاء الأطفال الذين الصغار يتعرضون للبلطجة فـي المدرسة بسبب دينهم»، هم من تهدف الحملة الى حمايتهم. وأضافت طليب التي انهمرت دموعها حزناً على الضحايا أن تنوع الناس ضمن الحضور هو دليل على التضامن الواسع مع الحملة ضد الكراهية.
كما دعت طليب الى جانب داوود وليد، مدير فرع ميشيغن لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) الذي ألقى كلمة بالمناسبة، الى إنزال العلم الكونفدرالي عن مبنى الكابيتول فـي ولاية نورث كارولاينا كونه رمزاً لتاريخ طويل من العنصرية ضد السود فـي ولايات الجنوب، وقد لاقت الدعوة ترحيباً واسعاً من الحضور.
وصلى رجال الدين المسيحيون والمسلمون معاً، فـيما أنشد الحضور الذي كان من مختلف الشرائح الإجتماعية فـي منطقة ديترويت الأغنيات والصلوات.
ومن جانبه، قال راعي كنسية الملك سليمان، القس تشارلز وليامز الثاني، «نحن لن نصلي ضد الكراهية فقط، ولكننا سنعمل ضد الكراهية»، مذكراً الحضور أن ديترويت ليست غريبة عن تاريخ طويل من العنصرية مؤكداً أن نسيان المآسي لا يكفـي لعدم تكرارها. ودعا الناس للانخراط والمشاركة فـي مكافحة الكراهية.
«لا يمكنك أن تمحو حركة تفوق العرق الأبيض فقط من خلال الصلاة»، قال سام ريدل، المدير السياسي لفرع ميشيغن لـ«شبكة العمل الوطني» وأضاف «عليك أن تهدمها عن طريق انتخاب الناس الملائمين للمناصب السياسية مع أجندة سياسة عامة».
وحث الشيخ محمد المسمري، مرشد «مركز الوحدة» فـي بلومفـيلد هيلز على الوحدة والتعاون بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة لمكافحة التعصب، «من المهم للغاية بالنسبة لنا بناء الجسور فـي أوقات السلم حتى نتكىء على بعضنا البعض فـي أوقات الصعاب» وأكد المسمري «إن هذه المعركة ضد العنصرية، وضد الكراهية، هي مجرد رحلة مستمرة». وأضاف «أن تسعة أشخاص ارداهم الرصاص فـي ولاية كارولاينا الجنوبية، ولكن الفقر والجهل يردي الآلاف فـي مجتمعنا».
وكان قد تم القاء القبض على رجل أبيض يبلغ من العمر ٢١ عاماً اسمه ديلان روف لإطلاقه النار على كنيسة إيمانويل فـي ١٧ حزيران الماضي مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص من أبرشية الكنيسة الإفريقية. وتحدثت التقارير الصحفـية أن مطلق النار قال لصديقه انه «يريد بدء حرب عرقية».
Leave a Reply