واشنطن، باريس - تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس الفرنسي إنهاء عمليات التجسس ضد الحلفاء، جاء ذلك بعد الغضب الواسع الذي شهدته فرنسا من عمليات التجسس الاميركية التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي والتي طالت آخر ثلاثة رؤساء للبلاد. فقد نشر موقع ويكيليكس، الثلاثاء الماضي، تقارير جديدة تشير إلى تجسس واشنطن على ثلاثة رؤساء فرنسيين، مما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الأربعاء الماضي.
ودعت فرنسا الولايات المتحدة الى «اصلاح الاضرار» التي لحقت بالعلاقات بين الدولتين الحليفتين اثر الكشف عن الممارسات «غير المقبولة» للاستخبارات الاميركية فـي التجسس على ثلاثة رؤساء فرنسيين.
وامام البرلمان، قال رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الاربعاء الماضي انه «على واشنطن ان تعترف بان مثل هذه التصرفات ليست فقط خطيرة على حرياتنا بل عليها ان تبذل كل ما فـي وسعها وبسرعة لاصلاح الضرر الذي يلحق بالعلاقات بين دولتين حليفتين بين الولايات المتحدة وفرنسا».
ونددت فرنسا، بتجسس «غير مقبول بين حلفاء» بعدما كشفت وسائل إعلام فرنسية الثلاثاء الماضي، استنادا إلى وثائق سربها موقع «ويكيليكس»، أن الولايات المتحدة تنصتت على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وسلفـيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك.
وكانت الولايات المتحدة قد التزمت فـي وقت سابق، إثر تسريبات سابقة للولايات المتحدة على مؤسسات حكومية فرنسية، بالتوقف عن التنصت الإلكتروني على حلفائها.
وأكد البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، أنه لا يستهدف ولن يستهدف مكالمات الرئيس الفرنسي هولاند.
وبحسب صحيفة «ليبراسيون» وموقع «ميديابارت»، فإن التجسس الأميركي استمر من 2006 ولغاية 2012، وذلك استنادا إلى وثائق «سرية للغاية» نشرها موقع «ويكيليكس».
وأكد القصر الرئاسي الفرنسي «أن الرئيس أوباما كرر بلا لبس تعهده الحازم الذي قطعه فـي تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 بعد تسريبات إدوارد سنودن الذي كشفت وثائق تؤكد قيام وكالة الأمن القومي الاميركية بتجسس واسع النطاق ولا علاقة له بمحاربة الإرهاب على اتصالات الفرنسيين، واتصالات الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو وسلفه فـيليبي كالديرون، وعلى رئيس الوزراء البريطاني ديفـيد كاميرون وقادة البرازيل وتركيا.
وتبعا لوثائق «ويكيليكس» الجديدة، فإن هولاند وافق منذ العام 2012 على عقد اجتماعات سرية للتباحث فـي ما يمكن أن يحصل فـي حال خرجت اليونان من منطقة اليورو. وبين الوثائق المسربة خمسة تقارير عائدة لوكالة الأمن القومي الأميركي آخرها مؤرخ فـي 22 أيار (مايو) 2012 أي قبل أيام من تولي هولاند السلطة. ويفـيد أحد هذه التقارير أن الرئيس الفرنسي «وافق على عقد اجتماعات سرية فـي باريس لمناقشة أزمة اليورو وبالخصوص نتائج خروج اليونان من منطقة اليورو».
وبحسب الوثيقة نفسها، فإن هولاند سعى، من دون علم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى تنظيم اجتماعات فـي باريس مع أعضاء من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، حزب المعارضة الرئيسي فـي ألمانيا فـي حينه.
وشهدت علاقات واشنطن مع أوروبا بشكل عام ودول أخرى مثل البرازيل توتراً منذ تسريب المعلومات رغم تطمينات الرئيس الأميركي باراك أوباما بانه سيوقف التجسس على قادة الدول الصديقة.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية حينها أن حكومة ميركل أكدت فـي وثيقة سرية تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على أهداف أوروبية وألمانيا، حتى آب (أغسطس) 2013.
ومن جانبه، علّق مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج على نشر وثائق الفضيحة الجديدة بالقول: «للشعب الفرنسي الحق فـي معرفة أن الحكومة التي انتخبها تعرضت لتجسس معادٍ من جانب حليف مفترض. نحن فخورون بالعمل مع رائدي المطبوعات الفرنسية»، مضيفا أنه بإمكان الفرنسيين انتظار إماطة اللثام عن أمور أكثر أهمية فـي المستقبل القريب.
Leave a Reply