يوجد فـي ولاية ميشيغن 276 مدينة و257 قرية و1240 بلدة (تاونشيب)، فقط 11 منها تفرض حظراً على التدخين فـي المنتزهات العامة، وواحدة فقط فـي مترو ديترويت، هي هانتنغتون وودز التي أقرت الحظر عام 1997.
آخر المنضمين الى القائمة كانت مدينة آناربر، التي فرضت الحظر فـي العام الماضي، لكنها استثنت 81 منتزهاً عامّاً من أصل 158 موزعة فـي مختلف أرجاء المدينة، غير أن المرسوم الجديد المطروح أمام مجلس بلدية ديربورن ينصّ على أن يكون حظر التدخين شاملاً، بكافة أنواعه (بما فـي ذلك السيجارة الإلكترونية)، وفـي جميع منتزهات ديربورن الـ43، ثم يأتيك من يقول إن المقترح يأتي فـي سياق طبيعي، ولا يستهدف الأركيلة!
ولولا أن العضو، صاحب المقترح، يهوى تدخين السيجار وممارسة الغولف فـي ملعب ديربورن هيلز، لما أراد استثناءه من الحظر، لكان التدخين اليوم ممنوعٌ منعاً باتاً فـي المنتزه القريب من منزلك إذا كنت من سكان ديربورن، أي أنه لا يمكنك حتى أخذ نفس من سيجارة الكترونية هناك، فلا تحلم بأن تحمل أرجيلتك وتذهب الى البارك بعد إقرار هذا المقترح الذي يأتيك من يقول عنه إنه يأتي فـي سياق طبيعي، ولا يستهدف الأركيلة!
رئيس البلدية مشغول بالتفكير فـي سبل تنفـيذ الحظر: هل نعتمد فقط على شكاوى الناس فتحضر الشرطة وتحرر المخالفات أم يجب أن تكون هناك دوريات منظمة؟
لما لا؟ فالغرامة «25 دولاراً على الراس» الذي لا يستجيب لأوامر الشرطي بإطفاء سيجارته على الفور. أما من يدخن الأركيلة فغرامته أكيدة لأنه سيضبط بالجرم المشهود عن سابق إصرار وترصد.
الحمدلله لن تعد المخالفة جنحة هذه المرة!
أليس هذا ما اقترحه أحد الأعضاء لمعاقبة كل من يلعب خارج منزله بعد العاشرة ليلاً؟
على أية حال، يقولون إن الغرض من الحظر هو حماية الصحة العامة لرواد المنتزهات، فبرأيهم حتى بخار السيجارة الإلكترونية يجب منعه لأنه قد يؤذي صحتك وصحة من حولك، وكأنهم لا يعرفون أن مستويات تلوث الهواء فـي بعض أجزاء ديربورن تُعدّ من الأعلى على مستوى الولايات المتحدة والعالم، وأن تدخين سيجارة مثلاً فـي منتزه لابيير أو لوفريكس فـي منطقة ديكس، جنوب ديربورن، لن يزيد الأمر سوءاً على الإطلاق.
على الأرجح لن تحرص البلدية والشرطة على تطبيق الحظر فـي هذين المنتزهين. أصلاً، منطقة ديكس برمتها تقع فـي ذيل اهتمامات البلدية.
بالعودة الى مقترح حظر التدخين، ارتفعت أصوات كثيرة فـي الجالية تعتبر أن المرسوم يستهدف عرب المدينة بشكل خاص، كونه يأتي بعد سلسلة من القرارات البلدية المثيرة للجدل التي تتعلق بعادات وتوجهات خاصة بالعرب الأميركيين، أبرزها قانون الكاراجات وحجب إصدار رخص البناء ألخ.
تلك القرارات مررها المجلس البلدي دون معارضة تذكر، خاصة وأن الجالية العربية كانت «تشد ظهرَها» بالأعضاء العرب فـي المجلس وعلى رأسهم رئيسة المجلس سوزان دباجة. لكن هذه المرة تبدو الأمور مختلفة، فأصوات الإستنكار العربية بدأت تتعالى، ومن بينها قيادات عربية بارزة، مثل مؤسس «النادي اللبناني»، علي جواد، الذي قالها بوضوح: «إنها ضربة مهينة ومعيبة بحق الجالية العربية التي لولاها لكانت أحياء ديربورن امتداداً للخراب الضارب فـي ديترويت».
المعركة التي قرر جواد وكثيرون خوضها لثني المجلس البلدي عن قراره الأولي، هي ليست معركة ضد التدخين أو معه، ولا لأجل الأركيلة، بل هي لوقف مسار واضح انتهجه المجلس البلدي منذ انتخابه بتجاوز الجالية العربية وعدم الإلتفات لرأيها.. وهو ليس بالأمر المستغرب مع ابتعاد السكان العرب عن الإنخراط بالحياة السياسية المحلية واسترخاء قيادات الجالية على حرير انتخاب دباجة «التاريخي» لرئاسة المجلس.
أعضاء مجلس بلدية ديربورن السبعة سيصوتون على المقترح فـي جلسة عامة تعقد يوم الثلاثاء 21 تموز (يوليو) المقبل فـي المبنى البلدي الجديد على شارع ميشيغن أفنيو، وحسب توزع الآراء والتوازنات داخل المجلس، يتجه الأعضاء لإقرار مشروع حظر التدخين.
حتى الآن، وحده مايك سرعيني أعلن نيته التصويت ضد المقترح، وفـي حال لم يكن حضور الجالية العربية قوياً فـي اليوم المنتظر، فإن سرعيني سيغرد وحيداً، ولولا أنه يمثل بيتاً سياسياً عريقاً فـي المدينة لربما انصاع هو الآخر للموجة كي لا يظهر بمظهر المدافع عن التدخين.
Leave a Reply