سامر حجازي – «صدى الوطن»
أعلن الوكيل العقاري المعروف وسيم (دايف) عبدالله، الأسبوع الماضي، ترشحه لعضوية مجلس بلدية ديربورن هايتس للإنتخابات المقررة يوم الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مطالباً بمزيد من الخدمات للسكان ومشيداً بالإدارة الحالية فـي المدينة التي شهدت طفرة تجارية ملموسة خلال السنوات القليلة الماضية فـي ظل افتتاح العرب الأميركيين لعشرات المصالح التجارية فـيها. وسوف يتنافس عبدالله مع أربعة مرشحين آخرين يسعون للفوز بثلاثة مقاعد متاحة فـي المجلس البلدي المؤلف من سبعة أعضاء.
عبدالله من سكان ديربورن هايتس منذ ١٥ عاماً، غير أن خبرته مع أنشطة المدينة تعود الى مطلع التسعينات، حيث بدأ مسيرته المهنية بعد فترة قصيرة من تخرّجه من «جامعة ميشيغن»-ديربورن بشهادة مزدوجة فـي التسويق والتمويل لينضم عام ١٩٨٩ الى شركة «سنشري ٢١» كوكيل عقاري فـي فرع «كوران آند كريستي» فـي ديربورن هايتس، حيث بدأ مسيرة مهنية حافلة جعلته واحداً من أبرز الوكلاء العقاريين فـي منطقة ديترويت وضواحيها.
وحول إعلان ترشحه، قال عبدالله، اللبناني الأصل، إن السنوات الطويلة التي قضاها فـي العيش والعمل بديربورن هايتس جعلته على اطلاع مباشر على القضايا المختلفة التي يواجهها سكان الأحياء، وفـي مقدمتها تدني مستوى الخدمات رغم الازدهار الذي شهدته المدينة فـي السنوات الماضية. وأضاف «أن العمل الشاق والتفاني هما اللذان ساعداني على تحقيق النجاح فـي مسيرتي المهنية، وآمل الآن أن تتوج هذه الطاقة لخدمة العائلات وسكان ديربورن هايتس كممثلهم فـي المجلس البلدي».
وأضاف انَّ مهمة تحسين خدمات البلدية هي واحدة من العناصر الرئيسية فـي برنامجه الانتخابي لأنه غالباً ما يسمع شكاوى من السكان بهذا الخصوص.
يؤكد عبدالله أنه من الجائر مقارنة الخدمات التي توفرها مدينة كبيرة مثل ديربورن بتلك التي يمكن أن توفرها مدن أصغر مثل ديربورن هايتس، لكنه يؤكد أنه بالإمكان فعل المزيد لاسيما من ناحية تنظيف الشوارع والأرصفة والاعتناء أكثر بجمال المدينة بشطريها الشمالي والجنوبي. ومن خلال التوسع فـي الخدمات، يطالب عبد الله أيضاً بإعادة دوام العمل السابق فـي المكاتب البلدية الى خمسة أيام فـي الأسبوع بدلاً من الدوام المحدد بأربعة أيام، الذي يُعمل به حالياً بداعي التقشف.
ورغم حديثه عن الحاجة الملحة لتحسين حياة المدينة، يشيد عبدالله بالمسؤولين الحاليين فـي ديربورن هايتس عبر دورهم الإيجابي فـي النهضة التجارية التي تشهدها المدينة لاسيما على طول شارع فورد بين بيتش دايلي وإنكستر، وعلى طول شارع وورن بين تلغراف وبيتش دايلي، حيث تم افتتاح العديد من المصالح التجارية المتنوعة وسط تعاون حقيقي من قبل البلدية على مدى السنوات الماضية. وتابع «علينا أن نشجع كافة أنواع الأعمال التجارية للقدوم الى منطقتنا»، مشيراً الى أن ديربورن هايتس تتمتع بمجتمع مزدهر ومنفتح على جميع أنواع الأعمال التجارية، كما قال عبدالله إن «الوقت مناسب لشراء العقارات التجارية فـي المدينة بصفقات ممتازة.. فالاقتصاد والتجارة فـي ازدهار إنه الوقت المناسب للاستثمار».
وفـي حال انتخابه كعضو فـي المجلس البلدي، قال عبدالله انه سيستفـيد من المهارات التي اكتسبها من خلال العمل بروحية الفريق، وسيوظفها للتعاون مع كافة المسؤولين فـي المدينة وأصحاب المصالح التجارية لمواصلة تعزيز اقتصاد المدينة وخدمة السكان بشكل أفضل.
وعن قرار الترشح، قال عبد الله إنه كان يبحث عن سبل لتقديم الأفضل دائماً للمجتمع وانه تشاور مع عدد من قادة وناشطي المجتمع المحلي حول احتمال ترشيحه، بمن فـي ذلك العديد من المسؤولين فـي بلدية ديربورن هايتس، ولمس تشجيعهم له. وأكد ان المجلس يمكنه استخدام بعض وجهات النظر الجديدة، وهو مستعد لهذا الأمر مشيراً إلى أنه أمضى حياته يعمل كلاعب فـي الفريق، وأنه سيلتزم بهذه الممارسة فـي المجلس أيضاً.
خبرة طويلة مع المدينة والجالية
واستطرد عبدالله انه تابع عدة قضايا ورصد الأنماط والظواهر المتكررة فـي المدينة بعد تجربة بيع المنازل لسنوات عديدة. واحدة من هذه الظواهر هو التفاوت الذي غالباً ما يظهر بين أحياء الطرف الشمالي وأحياء الطرف الجنوبي (يفصلهما شارع ميشيغن أفنيو) حيث يشعر العديد من السكان أن هناك تبايناً كبيراً بين قسمي المدينة.
وأشار عبدالله إلى أنه مطلع على كل ركن من أركان المدينة وعلى دراية بكل القضايا الساخنة التي غالباً ما تواجه السكان. «كوني وكيلاً عقارياً، لاحظت أيضاً انه يبدو كما أن هناك مدينتين»، وتابع بالقول «أريد أن احقق تواصلاً أكبر بين الطرف الجنوبي والطرف الشمالي. وواحدة من المزايا عندي هي القدرة على التعاطي الانسيابي مع جميع المواطنين فـي المدينة. أنا مهتم بمساعدة الجميع. لقد عملت فـي المدينة لمدة ٢٧ عاماً وعملت فـي كل حي من أحيائها وبالتالي فأنا أعلم بهموم المواطن».
تركيز عبدالله والتزامه واضحان فـي سيرته المهنية. ففـي فترة معينة كان يعمل سبعة أيام فـي الأسبوع، و١٨ ساعة يومياً كوكيل عقاري. أنفق جزءاً كبيراً من موارده على التدريب والعمل بروح الفريق الواحد، مما جعل فريق دايف عبدالله فـي «سنشري ٢١» أن يفوز بلقب وكيل المبيعات رقم واحد فـي البلاد عام ٢٠١٤.
وعبدالله ناشط فـي عدد من المؤسسات العربية الأميركية فـي منطقة ديربورن، حيث يتبوأ حالياً عضوية الهيئة التنفـيذية لـ«نادي بنت جبيل» فـي ديربورن، وعضوية «منظمة الجالية فـي ديربورن هايتس»، وهي مجموعة أهلية من العرب الأميركيين فـي المدينة، كما أنه عضو فـي غرفة التجارة العربية الأميركية. وهذا العام، عين حاكم الولاية، ريك سنايدر، عبد الله فـي لجنة استشارية لشؤون الجاليات الشرق أوسطية فـي ميشيغن. ويطلب عبد الله الدعم من المجتمع المحلي فـي ديربورن هايتس وبالتحديد من أبناء الجالية العربية، وبهذه المناسبة يقيم حفلاً لجمع التبرعات لحملته فـي مقهى ومطعم «لافا لاونج» فـي ديربورن هايتس يوم ٣٠ تموز (يوليو) المقبل، بين السادسة والثامنة مساءً.
يشار الى أن مدينة ديربورن هايتس تقع الى الغرب من مدينة ديربورن ويبلغ عدد سكانها حوالي 57 ألف نسمة، وقد شهدت فـي السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً للجالية العربية، وبالأخص اللبنانية، وذلك على المستويين السكاني والتجاري، حيث انتقلت المئات من العائلات العربية للعيش فـي أحياء هذه المدينة، كما تم افتتاح العشرات من المصالح التجارية التي يملكها عرب أميركيون لاسيما فـي الجزء الشمالي من المدينة، فـي حين يبقى الجزء الجنوبي نسبياً أقل ازدهاراً من ناحية أسعار العقارات والحركة التجارية.
Leave a Reply