علي حرب – «صدى الوطن»
الأزمة الإنسانية فـي اليمن تزداد سوءاً حيث حذّر الصليب الأحمر الدولي من «خطر حقيقي» من المجاعة فـي البلاد التي مزقتها الحرب العدوانية السعودية عليها وهي قد دخلت شهرها الرابع، وبسبب تفشي الأمراض وقلة الإمدادات الطبية والتي تهدد أيضاً حياة السكان الآمنين.
الأميركيون اليمنيون قلقون من الوضع فـي وطنهم الأم، بغض النظر عن ميولهم السياسية، وموقفهم من الحرب الدائرة هناك.
يقول علي بلعيد المكلاني، المدير التنفـيذي للجمعية الخيرية اليمنية الأميركية (يابا) إنَّ الوضع الإنساني «بائس لا سيما فـي الجزء الجنوبي من البلاد».
وألقى باللوم على الحوثيين بسبب الأزمة، قائلاً «إن المسلحين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح قد حاصروا العديد من المدن الجنوبية واستولوا على الموانئ الرئيسية، التي تمنع المساعدات من الوصول إلى السكان المدنيين».
وادعى المكلاني «عدم وجود غاز ولا كهرباء ولا غذاء بينما حمى الضنك تنتشر… وقد دُمِّرَتْ منازل، وتحول الملايين من الناس إلى لاجئين».
ودعا الى انهاء «هذه الحرب الوحشية» مطالباً «القوات الحوثية بالانسحاب من الجزء الجنوبي من البلاد».
كذلك دعا الناشط وليد فدامه أيضاً للتوصل إلى حل سلمي للنزاع فـي اليمن، وسلط الضوء على الكلفة الإنسانية الباهظة للعنف المستشري هناك مشيراً إلى انه «لا توجد طرق ولا غذاء ولا مستشفـيات آمنة فـي أي مكان»، وردد كلمات المكلاني «إنَّ وطننا يحترق».
لكن فدامه أبدى اعتراضه على تحميل المسؤولية للحوثيين بالقول «من غير المجدي أن نلوم القوات اليمنية التي تقاتل على الأرض ونحملها مسؤولية عن تردي الوضع الإنساني»، مشيراً إلى «أن المملكة السعودية تسيطر على المجال الجوي اليمني والموانىء والحدود البرية والمملكة السعودية هي التي تحاصر البلد بأكمله لجعل الشعب اليمني يركع. اذا كان السعوديون فعلاً مهتمين بشعب اليمن، فلماذا لا يرسلون السفن المليئة بالطعام والدواء؟».
وانتقد فدامه اليمنيين الأميركيين الذين يدعمون التحالف السعودي، قائلاً إنه «لأمرٌ مخزٍ دعوة بعض اليمنيين إلى الحرب فـي اليمن منطلقين من الحدائق الخلفـية لمنازلهم المريحة والمكيفة بالهواء البارد».
وحث أبناء الجالية اليمنية على القيام بجهودهم الفردية لجمع التبرعات لإغاثة الشعب اليمني «لأن المنظمات هنا قد تكون لها أجندات سياسية»، فـي إشارة الى امتناع المؤسسات اليمنية عن إصدار مواقف ضد الحرب السعودية على بلدهم.
وحول هذه النقطة ذكر المكلاني أن العديد من المنظمات الأميركية اليمنية أنشأت لجنة إغاثة مشتركة، وقد نجحت بجمع أكثر من ٢٠٠ الف دولار من التبرعات. وأضاف أن «الجهود الخيرية جارية على قدم وساق».
انتشار حمى الضنك
وأفادت منظمة الصحة العالمية (WHO) فـي الشهر الماضي أن هناك أكثر من ٣٠٠٠ حالة من حالات حمى الضنك فـي اليمن. كما كشَفَتْ الأمم المتحدة أيضاً فـي تقرير نشرته الأسبوع الماضي ان ما معدل ١٥٠ حالة جديدة من حالات حمى الضنك ونحو ١١ حالة وفاة يُبلَّغ عنها يومياً. ويستدعي علاج المرضى الذين يعانون من حمى الضنك، شرب السوائل والمراقبة عن كثب من قبل الطبيب والمستشفى فـي الحالات الشديدة.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، ينتقل مرض حمى الضنك عن طريق لدغات البعوض ويمكن أن يكون فتاكاً إذا لم يتم التعرف على أعراضه ولم يُعالج بشكل صحيح فـي الوقت المناسب.
عضوة الكونغرس الأميركي النائبة ديبي دنغل (ديمقراطية-ديربورن) بعثت برسالة الى وزير الخارجية جون كيري يوم الأربعاء الماضي، تطلب فـيها معلومات عن الخطوات التي تتخذها وزارة الخارجية لمكافحة تفشي مرض الحمى فـي اليمن.
وكتبت دينغل «ان الناخبين أبلغوني ان أفراد أسرهم فـي اليمن يعانون من حمى الضنك ولا منفذ لهم إلى الماء فـي بعض الحالات حتى لا توجد مياه شرب نظيفة، وليس لديهم إمكانية الحصول على الدواء والمستشفـيات والأطباء»، وتابعت «المطلوب من قيادة الولايات المتحدة احتواء هذا المرض المتفشي وضمان حصول المرضى على العلاج الذي يحتاجونه. إن شعب اليمن بحاجة إلى المساعدة الآن لمكافحة هذا المرض الفتاك».
ديبي دنغل تطالب إدارة أوباما بحل سلمي .. وتدعو لمكافحة انتشار حمىالضنك في اليمن. |
كما دعت عضوة الكونغرس الاميركي الى وضع نهاية سلمية للحرب، وحثت على «المساعدة الفورية لهذا البلد الذي مزقته الحرب فالحل التفاوضي للصراع المستمر هو أفضل وسيلة للتصدي لهذه الأزمة الصحية العامة الناشئة فـي اليمن».
وختمت دينغل رسالتها الى كيري بالقول «إنني أحيي جهودكم فـي بدء حوار مع السعوديين والأمم المتحدة والأطراف الأخرى ذات الصلة لإيجاد حل سلمي لهذا الصراع. ومع ذلك، فإن الشعب اليمني بحاجة إلى المساعدة فوراً لمكافحة تفشي حمى الضنك».
وميشيغن هي مقر لأكبر الجاليات العربية فـي البلاد، وهناك تسعة بالمئة من الجالية العربية فـي ديترويت وديربورن من أصول يمنية، وفقاً لمكتب دينغل.
يشار الى أنه فـي شهر أيار (مايو) الماضي، عرضت عضو الكونغرس تعديلاً على قانون «تفويض الدفاع الوطني» (NDAA)، معلنة طلب الكونغرس غير المُلزِم للرئيس لكي يمارس جميع الصلاحيات المتاحة له لإجلاء مواطنين أميركيين ومواطنين من اليمن فـي أقرب وقت ممكن. وكتبت رسالة سابقة إلى كيري أيضاً حثت فـيها وزارة الخارجية على مساعدة الأميركيين فـي اليمن.
وشكر المكلاني دينغل على جهودها وقال «اننا نقدر مخاوفها من أجل مصلحة كافة ناخبيها وعلى الجالية اليمنية الأميركية». وقد تقدمت العديد من المنظمات العربية والإسلامية الأميركية بدعاوى قضائية ضد الحكومة الفدرالية لتمنّعها عن إجلاء الأميركيين العالقين فـي اليمن. ويتطلب الأمر التنفـيذي المسمى «التأهب لحالات الطوارئ» القيام «بالتخطيط لحماية وإجلاء وترحيل مواطني الولايات المتحدة من المناطق المهدَّدة فـي الخارج».
Leave a Reply