هذا الأسبوع، اقام مجلس ديربورن حفل توديع لرئيسته أيمي شولز (المعروفة سابقاً بأيمي بلاكبيرن) التي استقالت من منصبها بعد ما يقرب من ١٥ عاماً من الخدمة فـي منطقة ديربورن التعليمية ومنظمات المجتمع المدني وفـي مقدمتها اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك).
وبسبب تفانيها وخدماتها الممتازة، نقول بدورنا شكراً لك أيمي من أعماق قلوبنا.. سوف نفتقدك كثيراً ونفتقد ريادتك وذكاءك وإخلاصك فـي العمل داخل المجلس التربوي وفـي خدمة المجتمع.
إن الأثر الذي تركته أيمي على مدارس ديربورن العامة سوف يستمر لسنوات قادمة. سوف نتذكرها دوماً فـي كل مرة نمر من أمام المباني المدرسية الجديدة التي شُيِّدَت وتوسعت فـي عدة أحياء من مدينة ديربورن، بسبب إصرار أيمي على الوقوف مع مصالح الجالية، وخصوصاً من خلال عملها مع «ايباك»، فـي معارضة سندات الخزينة غير العادلة التي اصدرتها المنطقة التعليمية عامي ١٩٩٩ و٢٠٠٠، قبل أن تتبنى السندات الجديدة لعام ٢٠٠٢ والتي أتاحت بناء وتوسعة العديد من المدارس فـي أنحاء المدينة ولاسيما فـي الجزء الشرقي الذي كان يعاني من اكتظاظ الطلاب.
إن مجتمع ديربورن والجالية العربية خصوصاً ستظل تذكر أيمي لسنوات قادمة بسبب التغيير الجوهري الذي أحدثته فـي المنطقة التعليمية بتعميم ثقافة قبول التنوع فـي الكوادر التعليمية والإدارية وذلك الاهتمام بكافة الطلاب على مختلف انتماءاتهم العرقية والثقافـية، وقد تجلى ذلك فـي خوضها «معركة» إطلاق أسماء عربية على مدارس عامة فـي المدينة، بما يعكس التنوع الثقافـي فـي المنطقة التعليمية، ونجحت فـي ذلك بإقرار مقترحها بتسمية مدرستين باسم دون يونس ومايكل برّي، على الرغم من أجواء التوتر التي رافقت تلك العملية فـي العام ٢٠٠٤.
أيمي تستحق الشكر أيضاً لخدمتها من خلال «أيباك» منذ عام ١٩٩٩، أي بعد عام واحد من تأسيس اللجنة العربية الأميركية السياسية التي عملت على إطلاقها وتنميتها. وكان لأيمي دور بارز كأول عضو فـي اللجنة يترشح لمنصب عام حين تمكنت من الفوز بعضوية المجلس التربوي فـي انتخابات عام ٢٠٠٠.
ورغم انتمائها لـ«أيباك» والتزامها بقضايا العرب الأميركيين، ظلت أيمي عبر السنين تعبر عن مصالح مجتمع ديربورن المتنوع برمّته، وتحرص على خدمة كل سكان المدينة بنفس اللطف والكياسة والتعاطف والتفاني.
كانت تنظر لجميع اطفال ديربورن كأولادها ولم تكن خائفة من الوقوف فـي خندق القضايا التي تبدو أنها «قضايا عربية بحتة» فـي ذلك الوقت، لأنها كانت تعتقد أن الأطفال العرب هم أطفال ديربورن ويستحقون نفس الالتزامات والحقوق التي يتمتع بها كل الأطفال الآخرين فـي الولايات المتحدة. وقد منحت الطلاب العرب الأميركيين وأعضاء هيئة التدريس والجالية صوتاً مجلجلاً فـي الوقت الذي كانت فـيه التصورات النمطية السلبية حول العرب الأميركيين تجعل من المستحيل تقريباً انتخاب أي من العرب الأميركيين للمجلس.
أيمي تستحق الشكر على كل القرارات الصعبة التي أقدمت عليها سواء كانت السندات المدرسية أو الضرائب العقارية (ميليج)، أو اختيار مدير جديد أو رئيس كلية أو رسم حدود مدرسة جديدة.
السياسة لم تشكل يوماً عائقاً فـي طريق أيمي وهي تؤدي واجبها. كانت تكرر دوماً مقولة أنها عندما تخوض معركة ما من أجل قضية تؤمن بها داخل المجلس، فإنها لا تشعر بالقلق من إمكانية انعكاس ذلك على حظوظها بالفوز فـي الانتخابات المقبلة، لأنها كما كانت تقول «إذا كنتُ قلقة حيال إعادة انتخابي بسبب اتخاذ القرارات، فما هو الهدف من وجودي داخل المجلس أصلاً؟».
خلال فترة ولايتها، كانت أيمي اللاعب الرئيسي فـي كل مبادرة ناجحة فـي المنطقة التعليمية حيث أيّدت هذه المبادرات من قناعة راسخة نقية ومتفانية من اجل مدارس ديربورن وسكانها وليس لتحقيق مكاسب سياسية.
إن إنجازات أيمي هي أكثر من أن تحصى فـي هذه العجالة ويكفـيها شرفاً وفخراً أنها ساهمت بشكل واضح فـي تحسين ظروف ومستلزمات التعليم لجميع طلاب ديربورن، وخاصة العرب الأميركيين والمسلمين. لقد تحلَّت بالتواضع وكانت متواصلة وقريبة من الجميع.
واليوم تترك أيمي مدارس ديربورن وهي فـي شكل أفضل بكثير مما كانت عليه عندما دخلت اليها اول مرة. لذا فجاليتنا كلها، طلاب واولياء أمور ونشطاء وقادة مجتمع، ستفتقدها كثيراً.
شكراً لك أيمي على صداقتك ودعمك فـي أوقات الشدة، وحظاً سعيداً لك ولعائلتك فـي مسيرة حياتك المهنية الجديدة فـي أوهايو.
Leave a Reply