سامر حجازي – «صدى الوطن»
نظم مسؤولون فـي مدارس ديربورن العامة، الإثنين الماضي، حفلاً وداعياً لرئيسة مجلس ديربورن التربوي، أيمي بلاكبورن شولز، التي استقالت من منصبها مطلع هذا الشهر إثر قبولها لوظيفة جديدة فـي ولاية أوهايو تتطلب منها نقل مكان إقامتها خارج ديربورن، وهو ما لا تسمح به شروط عضوية المجلس التربوي فـي المدينة.
أيمي شولز تتسلم جائزة تقديرية من عضو مجلس نواب ميشيغن جورج ديراني.(صدى الوطن) |
الحفل الذي أقيم فـي المبنى الإداري التابع للمجلس التربوي، وحضره أفراد من المجتمع المحلي والجالية العربية، وكذلك أسرة شولز، جاء بمثابة شكر جماعي لـ«أيمي» على عملها المديد فـي خدمة منطقة ديربورن التعليمية طيلة ١٥ عاماً.
وتحدثت شولز الى «صدى الوطن» خلال الحفل فقالت «لم أكن بمدى الأثر الذي تركتُه فـي الناس حتى بدأوا يفصحون لي عن أمور إيجابية لم انتبه إليها. هذا يجعلني أشعر بحالة جيدة بتأثر متعاطف فـي آن لقد حظيت بدعم كبير من المجتمع المحلي وما يخجل تواضعي هو معرفتي أن الأهالي وثقوا بوضع مستقبل أطفالهم فـي عهدتي، وأنا ممتنة لهم لذلك إلى الأبد. لقد كان إيمانهم بي كبيراً مما سمح لي العمل بثقة داخل المجلس».
وكانت شولز قد شغلت عضوية مجلس ديربورن التربوي منذ انتخابها فـي عام ٢٠٠٠ وواصلت نجاحها بإعادة انتخابها فـي ٢٠٠٤ و ٢٠٠٨ و ٢٠١٢، حيث تصدرت السباق الإنتخابي بفعل الدعم العربي الواسع لها ما جعلها تتبوأ رئاسة المجلس الذي يتألف من سبعة أعضاء.
وعلى امتداد مسيرتها فـي مجلس التربية، عاصرت شولز ١٤ عضواً زميلاً وأربعة مشرفـين عامّين على مدارس ديربورن العامة، وثلاثة رؤساء لكلية هنري فورد التابعة لمنطقة ديربورن التعليمية. كما لعبت دورا أساسيا فـي إحداث التغيير التقدمي فـي مدارس ديربورن عبر دعمها للعديد من المقترحات الإيجابية، بما فـي ذلك إصدار سندات خزينة فـي عام ٢٠٠٢ لتمويل مشاريع توسيع مباني مدرسية فـي شرق ديربورن التي تعاني من اكتظاظ التلاميذ، إضافة الى بناء مدارس جديدة تحتضن اليوم آلاف الطلاب.
شولز تميزت بقربها من قضايا الجالية العربية التي يشكل أطفالها الأغلبية العظمى من مدارس ديربورن (80 بالمئة)، وقد قادت المبادرات التي كانت تصب فـي مصلحة الجالية وأبنائها.
ومنذ عام ١٩٩٩ كانت شولز توفق بين عملها فـي المجلس التربوي وكعضو فاعل فـي لجنة العمل السياسي العربي الأميركي (أيباك) حيث خدمت فـيها سابقاً كأمينة صندوق.
كما قادت شولز اقتراحاً لتسمية إثنين من المباني المدرسية باسم عربيين أميركيين بارزين هما دون يونس ومايكل بري.
من جانبها، أشارت عضوة المجلس الحالية والرئيسة السابقة لـ«أيباك»، المحامية مريم بزي، إلى أنها عايشت شولز عن قرب «وهي تدافع بلا هوادة عن مصالح الجالية لسنوات عديدة»، على الرغم من أن بزي تولت عضوية المجلس مطلع هذا العام بعد فوزها فـي انتخابات 2014.
وأضافت بزّي «اعتقد انها عملت بصفة عضوة مجلس التربية بشرف ونزاهة. وأنا أعلم أنها تمثل هذه الجالية بأكملها بشكل جيد للغاية. كما اعتقد انه لاسيما بالنسبة للأميركيين العرب، استقدمت المسائل والقضايا ذات الأهمية بالنسبة لهم ولعبت دوراً أساسياً فـي تسليط الضوء على هذه القضايا. وما حققته للمجتمع بأكمله فـي ديربورن هو جدير حقاً بإقراره والتنويه به والثناء عليه».
وعندما كانت الجالية العربية واقعة تحت المجهر فـي مرحلة ما بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، أخذت شولز على عاتقها اتخاذ خطوات لمكافحة الصور النمطية السلبية عن العرب، حيث قدمت التماساً للسماح بتصوير فـيلم وثائقي فـي ثانوية فوردسون العامة بعنوان «فوردسون: الإيمان، الصوم، وكرة القدم»، على الرغم من العقبات التي وضعتها البلدية فـي وجه صناع الفـيلم الشهير الذي حصد الإشادة والتنويه من النقاد بسبب وضعه للعرب الأميركيين فـي دائرة الضوء الإيجابية.
المصور المحلي بيل تشابمان، وهو والد زوج أيمي، قال إن شولز فتحت عينيه على ديربورن وكانت السبب وراء شغفه الحالي بتغطية أحداث مجتمع ديربورن المتنوعة.
قال تشابمان «أعرف انه فـي عدة مرات كان عليها الذهاب إلى الاجتماعات واتخاذ قرارات صعبة»، وأضاف «لقد قاتلت من أجل المساواة بين جميع الطلاب فـي ديربورن، ونجحت فـي فعل الكثير جداً فـي الوقت الطويل الذي قضته فـي المجلس التربوي».
حضر الحفل رئيس كلية هنري فورد ستان جنسن، والمشرف العام السابق على مدارس ديربورن، براين ويستون، إضافة الى أعضاء المجلس السابقين والحاليين.
النائب فـي مجلس نواب ميشيغن، جورج ديراني (ديمقراطي-ديربورن)، قدم لشولز جائزة تقديرية على شكل تكريم من الولاية تثميناً لجهودها فـي ديربورن.
«هذا يوم حزين بالنسبة لديربورن والنظام المدرسي فـيها» قال ديراني مضيفاً «مدينة ديربورن سوف تفتقد عطفك وتفانيك وأيضاً قدرتك على إبعاد السياسة عن المدارس، لأن هذا ليس بالأمر الهين».
وأعربت شولز عن ثقتها بأن المجلس الحالي سيجد المرشح المؤهل لشغل منصبها، وأنه سيواصل التحرك فـي الإتجاه الصحيح الذي يخدم مدارس ديربورن العامة.
وأضافت «أعتقد أننا عملنا بجد حقاً، وخاصة على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية وأعتقد أن لدى أعضاء المجلس قراراً كبيراً ليتخذونه فـي ما يخص إيجاد بديل عني، وأنهم فـي موقع جيد لفعل ذلك ويعرفون ما يتعين عليهم القيام به. وأنا أعلم أنهم سوف يكونون على ما يرام».
ومع استقالة شولز، تولت نائبتها روكسان ماكدونالد، منصب رئاسة المجلس، فـي حين أن ماري لين تخدم كسكرتيرة للمجلس ونائبة للرئيس.
Leave a Reply