شاتانوغا - تواصل السلطات الفدرالية تحقيقاتها بشأن الدوافع التي تقف وراء الهجوم الذي شنه شاب كويتي أميركي يوم الخميس ١٧ تموز (يوليو) الماضي على مركزين عسكريين فـي مدينة شاتانوغا بولاية تينيسي، الأول مكتب للتجنيد لقوات المارينز والثاني مركز لقوات الاحتياط الذي أدى إلى مقتل اربعة من جنود مشاة البحرية الاميركية وبحار فـي الهجوم الذي تعتبره السلطات «عملاً ارهابياً».
وأعلنت عائلة محمد يوسف عبد العزيز (٢٤ عاماً) الذي شن الهجوم بواسطة بندقيتين ومسدس، قبل ان تقتله الشرطة، ان ابنها كان مصابا بالاكتئاب، ودانت «العمل العنيف الشائن» الذي قام به.
وقالت عائلة عبد العزيز فـي بيان أذاعه صحافـي فـي الاذاعة الوطنية انه «ما من كلمات قادرة على وصف صدمتنا ورعبنا وحزننا»، مؤكدة ان «الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة المروعة لم يكن الابن الذي عرفناه وأحببناه».
وبعدما عبرت عن تعازيها لعائلات الضحايا، اكدت عائلة الشاب تصميمها على مواصلة التعاون مع السلطات. ويسعى المحققون الى معرفة دوافع الشاب فـي هجوم شاتانوغا.
وطلب مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) من وكالات استخبارات اجنبية مساعدته فـي معرفة تحركات ونشاطات عبد العزيز فـي الخارج بينما يدقق محللون فـي نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعبد العزيز مولود فـي الكويت وحصل على الجنسية الاميركية. وقال رئيس بلدية شاتانوغا اندي بيرك لشبكة «سي أن أن» إن «كل فرد فـي اداراتنا يشارك فـي هذا التحقيق». الا ان مكتب التحقيقات الفدرالي حذر من استباق نتائج التحقيق بعدما تحدث مايكل ماكول رئيس لجنة الامن الداخلي فـي مجلس النواب عن هجوم «مستوحى من تنظيم الدولة الاسلامية» (داعش).
وقال المسؤول فـي «أف بي آي» أد رينولد «حالياً، لا مؤشرات لدينا الى ان الهجوم مستوحى او موجه من قبل اي شخص آخر غير عبد العزيز». وعلى اثر الهجوم سادت اجواء من الحزن على المدينة التي تضم 168 ألف نسمة بينما دانت المنظمة الاسلامية لشاتانوغا الكبرى الاعتداء والغت الاحتفالات بعيد الفطر احتراما لذكرى الضحايا.
وخلال عطلة نهاية الاسبوع تكشفت تفاصيل عن هذا الشاب الذي ينتمي الى عائلة من الطبقة الوسطى تعيش فـي احدى ضواحي المدينة، والحائز على شهادة فـي الهندسة من جامعة تينيسي. وقد عرف بحماسه لفنون القتال.
وأوردت وسائل اعلام محلية ان محمد يوسف عبد العزيز كانت لديه ميول انتحارية وانه كان مثقلا بالديون ويتعاطى المخدرات، وذلك نقلا عن احد افراد عائلته. كما كان محمد عبد العزيز كتب فـي يومياته التي ضبطها مكتب التحقيقات الفـدرالي، ان لديه ميولا انتحارية وانه يريد ان «يصبح شهيدا» فـي 2013، بعدما خسر وظيفته بسبب تعاطيه المخدرات، كما قال احد افراد العائلة لشبكة «أي بي سي نيوز».
وتابع المصدر نفسه، ان عبد العزيز كان يواجه صعوبة فـي الاشهر الاخيرة فـي اداء وظيفته الجديدة التي كان يمارسها بدوام ليلي. كما انه بدأ بتناول المنومات والمسكنات وتعاطي الماريوانا. وكانت ديونه تناهز بضعة الاف من الدولارات، كما قال المصدر نفسه.
من جهة أخرى، أعلنت شركة اميركية للطاقة أن عبدالعزيز عمل فـي 2013 لمدة عشرة أيام فـي محطة نووية تابعة لها فـي أوهايو (شمال) لكنه نحي من الوظيفة لانه لم يستوف الشروط المطلوبة. وقالت ستيفاني وولتون المتحدثة باسم مجموعة «فـيرست إنيرجي» ان «محمد يوسف عبد العزيز جرى توظيفه لفترة قصيرة مدتها عشرة أيام من 20 ولغاية 30 أيار (مايو) 2013». وأضافت أنه «لم يُسمح له مطلقا بالتجول (فـي المحطة) بدون مرافق ولم يدخل ابداً المنطقة الأمنية فـي المحطة».
وتحدث المحققون إلى العديد من أصدقاء محمد عبدالعزيز منذ حدوث إطلاق النار، ولم يدلي أي منهم بأنه رأى سلوكا يشير إلى أن عبدالعزيز سيشن هجوما، أحد المصادر قال إن بعض أفراد العائلة والأصدقاء أبلغوا السلطات بانهم لاحظوا تغيراً فـي سلوك عبدالعزيز بعد عودته إلى الولايات المتحدة من رحلته الأخيرة إلى الأردن العام الماضي.
ويدقق المحققون فـي سفر عبد العزيز الى الخارج وتثير اهتمامهم خصوصاً رحلة قام بها الى الأردن العام الماضي. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول رفـيع المستوى فـي الاستخبارات ان عبد العزيز امضى «حوالى سبعة أشهر العام الماضي» فـي الأردن. ويبحث المحققون فـي حواسيبه وهاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد ما اذا كان تواصل مع تنظيمات متطرفة خلال فترة تواجده فـي الاردن أو إذا كان توجه الى سوريا.
من جهته، قال السناتور الجمهوري رون جونسون الذي يرأس لجنة الامن الداخلي فـي مجلس الشيوخ انه سيتقدم بمشروع قانون لانهاء حظر حمل الجنود اسلحة نارية فـي المنشآت العسكرية.
Leave a Reply